من أعلي المنصة .. ياسر الفادني .. ومشيناها دريبات !

⤵️ من أعلي المنصة

✍️ ياسر الفادني

ومشيناها دريبات !

يحكي أن فتاة ذات مرة أتت إلي أبيها وهي فرحة ، إندهش والدها وقال لها : مالي أراك مسرورة هكذا في هذا اليوم؟ فردت عليه : ياابتاه سوف يأتي إليك رجل ليخطبني منك ، قال لها : من أين ذلك الخطيب؟ ، قالت :من القرية (٢٢) التي تتبع لتفتيش (٣٣) وعمره (٤٤ ) سنة فرد عليها ضاحكا : يعني عملت ليك دريبات وجبتي راجل يشبه جدول( ١١ ) ! وانصرفت الفتاة وهي لا تدري هل وافق أبوها أم لا؟ فاصبحت في حيرة من أمرها

نحن صرنا كهذه الفتاة أصابتنا الحيرة ولا نعرف إجابات علي أسئلة ظللنا نرددها مرارا وتكرارا وهي من فض الإعتصام؟ ومتي سنعبر وسننتصر؟ وهل ظهر لنا الضوء الذي في آخر النفق؟ وهل حكومتنا حقيقة منهجها الحرية والسلام والعدالة ، لجنة التحقيق في فض الإعتصام لها (١٢) شهرا منذ تكوينها وكلمة سنصمد ونصبر وسننتصر قالها حمدوك (٣) مرات والضوء الذي سوف يظهر في آخر النفق قالها مرة واحدة ومفردات سلام حرية عدالة والمدنية خيار الشعب انا سمعتها (١٠) مرات من هتيفة مختلفين ، اقصد من هذا (اللت والعجن) القول بأن ماذكرته يشبه جدول (١) الذي لا زلنا فيه ولم ننتقل إلي جدول (٢) !…

ود نجاع وهو شخصية تمتاز بالظرافة يسكن ودنجاع في احدي القري البعيدة من المدينة وعندما يغيب فترة تجد إجابة من أهل القرية أن ود نجاعا هذا (سوا ليهو دريبات ) ! وعندما يعود ودنجاع من غيابه يسأل أين كنت؟ فيرد : أنه تزوج بإمراة أخري في القرية الفلانية وهكذا ظل ودنجاع يصنع (الدريبات) حتي وصلت زوجاته عشرا (يعني شغال) إعفاء وتعيين ويمتلك لجنة تفكيك قوية تصدر كل فترة غياب قرارات مهمة تصفق لها فقط الزوجة الجديدة ! ، هكذا وزراء هذه الحكومة يمشون في الدريبات وعندما يعودون لا نعرف أين ذهبوا ؟ لو عرسوا كان ارتحنا مثلا ! لكن نظل في حيرة من أمرهم ونبحث عنهم كل مرة( زي الزول الرايحة ليهو حاجة ويفتش في خشم بقرة) !

عرفنا وتعلمنا أن في السياسة دريبات تارة تكون سالكة وتارة أخري يكون فيها الحفر وربما تكون هنالك مطبات أرضية او مطبات جوية ربما يصل السالك بالسلامة او يدخل في فتيل أو يغني مسجونا : (ياضابط السجن أسمح لي بنظرة وارجع وإنسجن) ! لكن دربيات في القانون (اطرشنا ما سمعنا بيها) فالمعروف أن القانون طريقه مستقيم ولا يعرف الدريبات ولا يشبه جداول الضرب بل هو ١ + ١ = ٢

في لغة السياسة السودانية كل مرة نسمع مفردة جديدة ودريبات تؤلف في عهد البشير سمعنا التوالي ،التوافق وآلية( ٦) والحوار الوطني إلخ، وفي عهد الصادق سمعنا مفردات العقد الاجتماعي والوفاق إلخ وفي هذا العهد سمعنا الشفاته والراستات والسانات والكنداكات والسنابل إلخ آخر حاجة جابت ليها(دريبات)… ! ، الله يكفينا شر الدروب وسواقة الخلاء و (الرفيق الفسل) قولوا آمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *