علاء الدين محمد ابكر يكتب … كانت الديون مدخل لاستعمار مصر فهل تكون سبب لغزو السودان

علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️ كانت الديون مدخل لاستعمار مصر فهل تكون سبب لغزو السودان
_____________

ليس غريب ان يتدخل البنك الدولي في طباعة بعض كتب المنهج الدراسي في السودان و حزف تاريخ الثورة المهدية التي كان يخطط زعيمها الامام محمد احمد المهدي باطلاق سراح الزعيم المصري احمد عرابي مقابل اطلاق سراح الجنرال الانجليزي غرودن باشا اخر حاكم عام للاحتلال التركي المصري للسودان في استسلامه لجيش الانصار التي كانت تحاصر مدينة الخرطوم
فقد كان اعجاب السودانيين، كبير بشخصية الثائر المصري احمد عرابي الذي عارض تدخل الدول الغربية في شؤون بلاده التي حاولت فرض سياسة اقتصادية تهدف الي افقار الشعب المصري بحجة تحصيل ديونها من حكومة خديوي مصر التي كانت تتبع اسميا للدولة العثمانية والتي ذاتها كانت تلفظ انفاسها الاخيرة نتيجة لنجاح خطط الدول الاوربية في تدميرها من الداخل ولذلك لم تتمكن من حماية مصر التي كانت تعتبر جزء منها.

لا يحب الاوربيين تاريخنا حتي لايعرف الجيل الحالي ماكان يحدث في الماضي من خبث وتآمر الدول الغربية علي منطقة وادي النيل والسعي بالهيمنة عليها وجعلها تابعة لهم اقتصاديا وحتي توثيق تاريخنا المعاصر كتب باقلام غربية دس فيها العديد الاكاذيب و الاافتراء والضغائن والفتن والنعرات القبلية التي لاتزال موجودة حتي اليوم في حياتنا المعاصرة تسبب جزء منها في انفصال شطر البلاد الجنوبي و اجزء اخري في طريقها الي التشرزم والانشطار.

ان من لايدرس احداث الماضي لن يستطيع تحليل واقع اليوم السياسي وكما يقال ان التاريخ يعيد نفسه فسوف نجد من خلال الاطلاع علي السرد القادم تطابق لما وقع في السابق مع مايحدث اليوم من تٱمر يهدف الي تركيع بلادنا ولتكون تابعة للغرب تدور في محيطه
تحديدا في القرن التاسع عشر اغرقت الدول الغربية مصر بالديون وذلك بتشجيعها بالاقتراض من البنوك الاوربية وبعد ثلاثين عام دخلت مصر في حقبة المديونية وتحت مطالبة الدول الاوربية بضرورة قيام مصر بسداد الديون وعجز حكومتها عن السداد وافقت علي قبول تنفيذ سياسة اصلاح اقتصادي مقترحة من الدول الغربية لاصلاح الاقتصاد المصري حسب زعم الدول الاوربية فتم تسليم البنى التحتية المصرية للقوى الأوروبية، ولمصرفيين أوروبيين ومقاولين عديمي الضمير وكانت النتيجة احتلال لم تتحرر منه مصر الا بعد ثورة 1952 عندما اطاح الجيش المصري بالملك فاروق وطرد القوات الإنجليزية من قناة السويس التي تعتبر اهم ممر ملاحي في العالم
والحالة المصرية ، شكل الدَّين سلاحاً قوياً استعملته القوى الأوروبية لتأمين هيمنتها، حيث توصلت إلى تركيع بلد كان يتمتع باستقلالية فعلية. وكان (صندوق الدين العام) يفرض على مصر تدابير تقشف لم تحظ بالشعبية، وأدت إلى عصيان عسكري. ودافع الجنرال أحمد عرابي عن مواقف وطنية مناهضة لإملاءات القوى الأوروبية.

وأخذت بريطانيا وفرنسا ذلك ذريعة لإرسال فرقة عسكرية إلى الإسكندرية في العام 1882. ودخلت بريطانيا في حرب ضد الجيش المصري وفرضت على البلد احتلالاً دائماً وحولته إلى محمية. وأصبحت التنمية في مصر تحت رحمة المصالح البريطانية اتفقت باريس ولندن، رغم المنافسة بين العاصمتين، على وضع مصر تحت وصايتهما من خلال (صندوق الدَّين،) وسيكون دوره هو التحكم في جزء من الضرائب تحت إدارة بريطانيا وفرنسا.

وترافق إنشاء الصندوق مع إعادة هيكلة الدَّين المصري، وهو ما أرضى البنوك، إذ إن إعادة الهيكلة تلك لا تتضمن أي حسم للأصول المالية. وتم تحديد سقف الفائدة عالياً بنسبة 7 % وتحديد مدة التسديد بـ65 عاما.

وهذا ذاته مايحدث مع السودان اليوم فنجد ان الديون كانت مدخل للتدخل في الشان. السياسي الوطني والطلب من الحكومة الانتقالية السودانية رفع الدعم الحكومي عن الشعب السوداني كشرط حتي تمنحها المزيد من القروض بحجة الاصلاح الاقتصادي ولايهم في ذلك كيف يعيش الشعب مع الفقر والمعاناة
ان الغرب لازال يمارس نفس السياسة التي كان يمارسها في القرن التاسع عشر ويكفي الاشارة الي السفير البريطاني الاسبق بالسودان السيد عرفان صديقي و تدخله في شؤون السودان فقد حشر الرجل نفسه في العديد من الامور. الداخلية منها دفاعه عن قرار الحكومة الانتقالية برفع الدعم اضافة الي وجود وزراء من حملة الجوازات الاجنبية علي سدة الحكم يعتبر احتلال غير مباشر للسودان
و(صندوق الدين العام) الذي كان في القرن التاسع عشر يعادل نفس مهام مايعرف اليوم (بصندوق النقد الدولي) يحاول العمل علي التحكم في الاقتصاد الدولي عبر فرض سياسة تقشف تهدف الي تركيع الشعوب
ونفس الشي كانت فكرة عصبة الامم موجودة في القرن الماضي وهي عبارة لتجمع للدول الاوربية التي كانت تهيمن علي المشهد العالمي في بداية القرن العشرين ولكن مع اندلاع الحرب العالمية الثانية تبعثر ذلك الحلف لتعود الدول المنتصرة مره اخري عقب الحرب العالمية الثانية لتشكل تحالف عالمي جديد حمل اسم الامم المتحدة
ان سناريوهات الدول الغربية ثابتة لا تتغير ولكننا لا نراجع تاريخنا القديم لنكتشف حجم التٱمر علينا ومن ثم نعمل علي حماية
استقلالنا الوطني و صون ثرواتنا من النهب والسلب وذلك بالضرب بيد من حديد علي الفساد وتطبيق القانون علي الجميع واشاعة العدالة الاجتماعية بين ابناء الوطن الواحد والاعتماد علي الذات واستغلال الموارد الضخمة التي نملكها مثل الاراضي الزراعية الشاسعة والثروة الحيوانية وغيرها من الخيرات التي حبانا الله بها
لن تتوقف موامرات الغرب في العبث بالسودان وسائر الدول العربية والافريقية ولكن هذه المره لن ترسل الجيوش بشكل مباشر وانما سوف تعتمد علي جيش من العملاء من اهل البلاد لتنفيذ الاجندة وتدمير البلاد من الداخل حتي يسهل عليهم الاجهاز علي ماتبقي من الدولة نجد ذلك حدث مع العراق وليبيا فكان في نظر الغرب يجب تدميرهم حتي لاتكون تلك الدول نواة لقوة اقتصادية عربية افريقية قد تساعد علي تشكيل تحالف لمناهضة الاستعمار
اذا المطلوب منا اعادة قراءة التاريخ و حينها سوف يندهش العديد منا بان مايحدث اليوم من تٱمر علي بلادنا قد حدث في الماضي وحتي منظمة الامم المتحدة تلعب دور مساند دعم جهود الدول الغربية في تركيع الشعوب الحرة فنجدها تتدخل في قضايا داخلية للعديد من الدول وتلوح بورقة البند السابع وهو استخدام القوة العسكرية في حال تهديد مصالح الغرب
اذا ما حاولت تلك الشعوب المقهورة رفض الوصايا الدولية وياتي ذلك التدخل تحت زعم حفظ الامن الدولي او مكافحة الارهاب
لذلك يجب علي الشعوب الحرة اعادة قراءة التاريخ لتعرف الحقيقة

المتاريس.
علاء الدين محمد ابكر
Alaam9770@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *