بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (73)… استقبال حركة بعد الحوار…

بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (73)…
استقبال حركة بعد الحوار…

ذكرت سابقا ان هناك حركة نشطة من اللجنة التي تم تكوينها للاتصال بالممانعين للانضمام للحوار واتصلت بهم وشرحت لهم مايدور داخل اروقة وقاعات لجان الحوار..

وتكونت لجان اخري من المشاركين في الحوار من الاحزاب والحركات المسلحة بمحض إرادتهم للوصول للممانعين ودعوتهم للانضمام.. كل اللجان اتت اكلها وانضم عدد كبير منهم الي زملائهم وادلوا بدلوهم في النقاش وتداول القضايا والتوصيات.. بعد الانتهاء من اجازة التوصيات في القراءة الاولي لاجتماع الجمعية العمومية للحوار.. جاءنا اخطار بان نقابل رئيس احد الحركات المسلحة التي كانت ممانعة للانضمام للحوار وان نقوم باستقبالها في المطار..

وفي الموعد المحدد ذهبت الي المطار وتخيلت باني ساكون وحيدا لاستقباله.. عندما وصلت وجدت كل الدنيا هناك.. فرق شعبية ترقص هنا واخري ترقص هناك وكمية من النساء يغنون في اغاني استقبال لضيف عزيز.. وكمية من الحكامات كل منها تدلي بما جادت بها قريحتها لهذه المناسبة.. دخلت بصعوبة كبيرة..

واصطف المستقبلون في صف طويل.. وفتحت ابواب الطائرة ونزل منها المحتفي به.. فوجئت بانه شاب ثلاثيني.. يسلم علي المستقبلين بالاحضان وكأن له سابق معرفة بهم.. ولاحظت انه يلتفت كثيرا الي الطائرة عدة مرات اثناء سيره.. عندما سلمت عليه..

باشرني بسؤال… انت الطائرة دي سودانية.. اجبته بنعم سودانية.. ولماذا السؤال.. اجاب.. ماقالوا ماعندكم طيارات… قلت له هناك عدة شركات سودانية تعمل في مجال النقل الجوي وهذه احدي هذه الشركات.. لا ادري ماذا كانوا يقولون لهم عن وطنهم وهم بعيدون عنه.. وهو لا يدري ايضا ماذا كانوا يقولون لنا عنهم وهم بعيدون عنا.. هكذا تبذر بذرة الشقاق بين ابناء الوطن الواحد..

اولا يفرقون بينهم انكم مواطنون من الدرجة الثانية وانكم مهمشون ويعمقون النعرة القبلية في نفوسهم وان هناك حق ضائع لابد من استرداده.. ولن يسترد الحق الضائع الا بالبندقية.. ويظلون يطرقون علي هذا التوجه صباح مساء وبعدها يكون السلاح متاحا والتدريب متاحا ليقتل الاخ اخاه..

ثم يبتعدون ويبتهجون لمناظر القتل.. ويشبعون الوحشية المتأصلة في نفوس المستعمر القديم منذ العهد الروماني واسترقاق الرجل الابيض لاجدادنا.. لم تتغير نظرة المستعمر الابيض الذي كان يقتل ويستمتع بقتل الرجل الافريقي في افريقيا وقتل الهنود الحمر في امريكا وقتل الابوريجنال في استراليا.. هو نفس الرجل.. نفس القاتل..ولكن في الماضي كان يلطخ يديه بالدماء ولكنه الان يدع الاخرين يلطخون ايديهم بدماء بعضهم البعض.. والنتيجة واحدة.. نهب ثروات الاوطان دون اراقة الدم الأبيض..

يا صديقي كانوا يزرعون الفتنة بيننا.. نفس الاشخاص الذين يقولون لكم عنا.. يقولون لنا عنكم..يمدونكم بالسلاح والعتاد وايضا يمدوننا.. لكن حان الوقت يا اخي ان نجلس سويا.. فالوطن وطنكم كما هو وطننا..

تقولون ماعندكم ونقول ماعندنا ولا يتدخل بيننا دم غريب وسنصل يا صديقي الي نقاط اتفاق.. بتنازل كل منا عن كل ما يعكر صفو الاخر.. نعترف باخطائنا ونعتذر لبعضنا ونتعاهد الا نعود مرة اخري لما فعلناه تجاه بعضنا.. نصفي نفوسنا من ضغائن الماضي فنحن اولاد اليوم.. لنفتح صفحة بيضاء ونكتب فيها.. نحن سودانيون جميعا.. نعيش في وطن واحد و يسعنا جميعا..

بروف هاشم على سالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *