استراتيجيات …..د. عصام بطران

 

*هل يتحسس “ابوهاجه” خطى “هيكل” ..؟؟*

– ظللت منذ فترة اترقب المقالات المنشورة بالصحف والوسائط الالكترونية للعميد دكتور ركن الطاهر ابوهاجه المستشار الاعلامي لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان وظللت اقرأ ما بين السطور في خطابات “البرهان” الموجهة عبر اجهزة الاعلام لاجد ارتباطا وثيقا بين المقالات “الاستباقية” للمستشار “ابوهاجة” وبعض القرارات والخطابات اللاحقة لمجلس السيادة ..
– انتقد المستشار الاعلامي الطاهر أبوهاجة الاستفزاز المستمر للقيادة العسكرية والتشكيك في الجيش وجاء التحذير عبر مقال وزعه “ابوهاجه” على وسائل التواصل الاجتماعي رداً على الانتقادات الموجهة للمكون العسكري في الحكومة، وقانون امريكي اجيز خاص بدعم الانتقال الديمقراطي في السودان ويلزم المكون العسكري باخضاع الشركات الاقتصادية الأمنية لاشراف الحكومة المدنية بالتاكيد المقال يعد ناطق شخصي وغير معبر عن الجهة الرسمية التي ينتمي اليها سعادة المستشار ولكن بالتاكيد اي حرف اختاره داخل كلمات المقال له علاقة متكاملة التناسق مع التوجه الرسمي والوظيفي لابوهاجه ويمكن ان يحسب ماسطره من عبارات “راي رسمي” ..
– كتب ابوهاجه .. لماذا أصبح الحديث عن الجيش وبشكل غير مشروع في وضح النهار على الهواء مباشرة وفي قارعة الطريق وفي المنابر الخاصة والعامة..؟ وتساءل ماذا دهى القوم ..؟ أيريدوننا أن نقعد في السهلة ..؟ بعد أن تفكك قواتنا المسلحة وتحل “صامولة صامولة” وايضا على الرغم ما سطره يراع المستشار كرؤية خاصة ولكنه ليس ببعيد عن رؤية المؤسسة ..
– وحول تشاكس القوى المدنية قال “ابوهاجه”: نعم تحتاج كل الخطوات الى تفويض كامل لكن انتظار التفويض في كثير من القضايا الحساسة والملحة ربما يضيع بعض الفرص المتاحة والفرص لا تتكرر … كثير من القضايا يحتاج الى “وزنة” وتعقل دونما تعجل في اشارة منه لرفض مجلس الوزراء التطبيع مع اسرائيل لعدم حصول الحكومة على تفويض في الوثيقة الدستورية مما يضيع محاولات التفكير خارج الصندوق لايجاد حلول خلاقة مبدعة تخرج علاقتنا الخارجية من البئر التي القيت بداخلها .. وبعدها بايام قلائل اعلن الرئيس “ترامب” عن مقايضة رفع العقوبات الامريكية بالتطبيع مع اسرائيل بعض رفض ونكران من المكون المدني للحكومة الانتقالية ..
– اخر المقالات “الشخصرسمية” للمستشار “ابوهاجة”: ان الطريقة المتبعة في تغيير المناهج احدثت احتقانا وغضبا شديدا، مشددا على ضرورة البعد عن تسييس قضية المناهج وعدم ربطها بشخصيات خلافية .. وتزامن مقال ابوهاجة وسط حراك اعلامي كبير حول رفض ارتباط اعداد المناهج بشخصية “القراي” المعروف بتوجهات غير منكورة ومرفوضة لعامة الشعب السوداني وكذلك حول تكهنات لاقالة “القراي” ..
– يجئ مقال “ابوهاجة” الشخصي متسقا مع كثير من القضايا للربط بين قياس الراي العام وتحليل المحتوى الاستباقي لقرارات سيادية قادمة .. فكرت كثيرا في الربط بين شخصية “ابوهاجه” وتحسسه الخطى لادارة ملف الاعلام للرئيس “البرهان” على نهج الهرم الاعلامي محمد حسنين هيكل الذي عرف عنه “كاتب خطابات الرئيس جمال عبدالناصر” ومستشاره الاعلامي وهي مهنة غاية فى الدقة والخطورة فكلمة واحدة على المستوى الشخصي عبر تصريح او خلال مقال او تعليق تعد مشروع قرار مستقبلي .. وقد كان الناس في عهد “ناصر” يتتبعون مقالات “هيكل” وقلمه الشخصي لمعرفة واستنتاج قرارات قادمة للرئيس “جمال عبدالناصر” حتما ستاتي ولو بعد حين .. ويبقى السؤال: هل يتحسس العميد الطاهر ابوهاجة خطى الزعيم محمد حسنين هيكل ؟؟ ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *