السودان.. “أيام فاصلة” للمرحلة الانتقالية وترقب للدور الأميركي

متابعات اثيرنيوز

يعيش السودان على وقع أزمة سياسية حادة، بعد تصاعد الخلافات بين شقي عملية الانتقال السياسي، المدني والعسكري.

ومنذ الإطاحة بنظام عمر البشير، في 2019، يتقاسم الجيش السوداني السلطة مع المدنيين بقيادة ائتلاف قوى الحرية والتغيير، الذي أطلق شرارة الانتفاضة على البشير في ديسمبر 2018.

وتأتي هذه الخلافات لتزيد تعقيد المشهد السياسي في السودان الذي شهد أخيرا محاولة انقلابية وأول هجوم منسوب لتنظيم داعش منذ إسقاط البشير، فضلا عن اعتصامات تشل جزءا من صادراته ووارداته في منطقة بورتسودان في الشرق.

الخلاف بين العسكر والمدنيين ينفجر في السودان.. وتحذير من انقلاب
تتزايد التوترات بين المكونين المدني والعسكري الذين يشتركان في حكم السودان، مع تصريحات من كل طرف تحمل الآخر مسؤولية الفشل في إدارة الفترة الانتقالية التي تعيشها البلاد بعد ثورة أطاحت بحكم عمر البشير الذي طال ثلاثين عاما.
لكن المحلل السياسي، الرشيد محمد ابراهيم، قال إن الخلاف بين القيادات العسكرية والسياسية “قديم وتراكمي” ولفهم ما يجري حاليا لا بد من فهم أصل الخلاف، حسب قوله.

حل الحكومة ولجنة التمكين.. معضلات أمام التفاهم
وتحمل الاختلافات بين المكون العسكري والمدني للسلطة في السوادن أوجها عديدة، أبرزها آليات استرجاع الأموال المنهوبة، وعمل الحكومة، وإصلاح المؤسسة العسكرية والتداول على الحكم.

وكشف موقع صحيفة ” سودان تريبيون “، الجمعة، بأن رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، رفض طلبا من رئيس مجلس السيادة بحل حكومته المكونة من قوى الحرية والتغيير وتعيين حكومة جديدة بدلا عنها.
وجاء ذلك بعد يوم من اجتماعه مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو “حميدتي” لمناقشة الأزمة السياسية في البلاد.

وأعاد البرهان التأكيد، وفق المصدر نفسه، على ضرورة تجميد نشاط لجنة إزالة التمكين.

ولجنة إزالة التميكن آلية أقرت بعد سقوط نظام البشير هدفها استرداد الأموال من رموز النظام السابق، لكنها أصبحت تشكل نقطة خلاف بين العسكر والمدنيين.

ويرى البعض بأن اللجنة أصبحت تسير في نهج تصفية الحسابات وليس استرجاع الأموال المنهوبة.

بينما ينتقد المدنيون ولاسيما رئيس الحكومة عبد الله حمدوك المؤسسة العسكرية في أكثر من مناسبة.

وقبل أيام، لدى إعلان الحكومة السودانية إحباط “محاولة انقلابية”، قال حمدوك في بيان إن المحاولة الانقلابية “كشفت ضرورة إصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية”.

وقال: “سنتخذ إجراءات فورية لتحصين الانتقال ومواصلة تفكيك” نظام البشير الذي “لا يزال يشكل خطرا على الانتقال”.

وكان حمدوك أشار إلى وجود حالة من “التشظي” داخل المؤسسة العسكرية في يونيو.

الدور الأميركي المرتقب..
تقف الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب السودان الذي يسعى إلى الانتقال السياسي المرن عقب سنوات من الديكتاتورية.

وقبل أيام، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إن إدارة الرئيس، جو بايدن، تدعم الانتقال الديمقراطي، الذي يقوده المدنيون في السودان.

وفي اتصال هاتفي مع حمدوك، أعرب سوليفان معارضة واشنطن لأي محاولة لعرقلة أو تعطيل إرادة الشعب السوداني.

وأكد سوليفان، وفق بيان للبيت الأبيض ، أن أي محاولة من قبل الجهات العسكرية لتقويض الروح والمعايير المتفق عليها للإعلان الدستوري السوداني سيكون لها عواقب وخيمة على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسودان والمساعدات التي تخطط واشنطن لتقديمها إلى الخرطوم.
والخميس أجرى المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي، جيفري فيلتمان اتصالين هاتفيين برئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، دعاهما إلى تجنب الصراعات السياسية التي قد ترهن عملية الانتقال السياسي السلس.

ويرى متابعون للملف السوداني، أن على الإدارة الأميركية أن تقدم يد المساعدة للسودان حتى يخرج قريبا من دوامة الخلافات.

يقول المحلل السياسي السوداني، ضياء الدين بلال، إنه إذ كان على واشنطن أن تتدخل فعليها أن “تفعل ذلك بطريقة محايدة” دون الميل إلى أي طرف.

وفي حديث لموقع “الحرة” حذر بلال من الرجوع إلى المربع الأول، وقال إن الخلافات وصلت إلى مرحلة معقدة “يمكن وصفها بمرحلة اللاعودة” وفق تعبيره.

ونوه بضرورة أن يساهم دور الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عموما، في تقريب وجهات النظر للخروج بالسودان من هذه الأزمة.

واشنطن تدعو المسؤولين السودانيين لتجنب سياسة “حافة الهوية”
دعا المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، الخميس، المسؤولين السودانيين إلى تجنب “سياسة حافة الهاوية”، وذلك بالتزامن مع تصاعد الخلاف بين المدنيين والعسكريين في مجلس الحكم الانتقالي بالبلاد.
من جانبه، قال الرشيد محمد ابراهيم، إن طبيعة المرحلة الانتقالية في حد ذاتها “هجينة” بحيث تخلط بين ما هو مدني وماهو عسكري، وأشار إلى أن هذه “سابقة في تاريخ السودان”.

وكشف أن هذه الخلافات، ترتبت عن المفاوضات العسيرة التي أعقبت سقوط البشير، حيث أن كل طرف كان ينظر للظرف الآخر على أنه عدو وليس مكملا للعملية السياسية التوافقية.

وقال: “طيلة الفترة الانتقالية كان لكل فريق مشروعه الخاص به، ما ترتب عنه جبل جليد من الخلافات”.

واشترط أن تقف القوى الخارجية وعلى رأسها الولايات المتحدة على مسافة واحدة من جميع الأطراف “مالم يجنح أحدهم إلى القوة”.

السودان “على حافة الهاوية”.. الخلاف يتصاعد بين العسكريين والمدنيين
تصاعد الخلاف بين المكونين العسكري والمدني في مجلس الحكم الانتقالي في السودان، مما يهدد باستقرار السودان ومستقبل عملية الانتقال السياسي.
وخص بالذكر الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، وحتى الاتحاد الأفريقي، وقال: “الوقوف على مسافة واحدة يشجع التوازن بين القوى السياسية خلال المرحلة الانتقالية”.

وأكد على أن الأيام القليلة القادمة من شأنها أن تحدد مصير السودان، وهي وفقه “أيام فاصلة في تاريخ السودان” لضرورة أن تكون هنالك خطوات تعيد التوازن للبلاد وتشكيل مشهد سياسي سوداني جديد وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية.

ونص الاتفاق السياسي في 2019 على أن تكون الفترة الانتقالية لمدة ثلاث سنوات، وجُدد الاتفاق عقب توقيع اتفاق السلام مع فصائل متمردة في تشرين أكتوبر 2020.

كما نص على أن يترأس العسكريون مجلس السيادة الانتقالي ثمانية عشر شهرا ومن ثم تنتقل الرئاسة إلى المدنيين.

ويفترض أن يتم تسليم الحكم لسلطة مدنية إثر انتخابات حرة في نهاية المرحلة الانتقالية، ولكن الخلافات تتزايد بين المدنيين ما أضعف الدعم الذي يحظى به رئيس الوزراء عبد الله حمدوك المنبثق من ائتلاف الحرية والتغيير الذي أضحى محل انتقاد الرأي العام بسبب إصلاحات اقتصادية غير شعبية.

المصدر/ الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *