خربشات على جداريات الحوار.. (75)..وفد جامعة النيلين..

من ضمن الوفود الكبيرة التي زارت الامانة العامة للحوار وفد جامعة النيلين وكان وفدا كبيرا يضم مدير الجامعة وعمداء ورؤساء اقسام وأساتذة واداريين.. كانوا مهمومين بهذا الامر وعرضوا استعدادهم لدعم هذا المشروع الوطني الكبير.. وشكلوا فعلا لجنة لدعم الحوار باقامة ورش وندوات.. مما ترك اثرا طيبا لكل اعضاء الامانة العامة للحوار.. قصدت ان ابرز هذا الجانب لجامعة النيلين لانها استطاعت ايضا ان تكسر الحواجز بينها وبين المواطنين وان تتفاعل مع قضايا الوطن كجزء اصيل منه يحس بحسس الوطن لانه منه وليس جسما غريبا عن وطنه يحبس نفسه في ابراج علاجية لا يشاهد احوال المواطنين خارج اسواره ولا يسمع انات المهم ولا اصوات افراحهم.. درجت بعض الجامعات ان تقفل نفسها داخل اسوارها ولا تهتم بما يدور خارجها وكأنها لا تعيش في ذلك الوطن واذا انتبهت فان سورها فقط هو الذي يفصلها عن شارعها.. فاذا تخطت سورها الذي احاطت نفسها به ستجد نفسها محاطة بنفس المشاكل التي يعاني منها الشارع.. فالجامعات ان لم تكسر اسوارها وتلتصق بمجتمعها فلا خير فيها وان لم تنفعل بقضايا وطنها فانها لم تؤدي رسالتها التي انشأت من أجلها.. فالجامعات ليست مهمتها تخريج المهندس والطبيب والمحاسب وغيرها من المهن التي يحتاجها الوطن بل لديها مهمة اكبر حيال مجتمعها وهي التي تكون مسؤولة عن التغيير والتطوير في كل مناحي الحياة.. في الاقتصاد والصحة والتعليم والصناعة والجودة الشاملة وهناك جانب كبير تقوم به الجامعات وهو البحث العلمي الذي يبحث عن المشاكل والمعوقات ويقدم لها الحلول العلمية.. والاستاذ الجامعي ليس مهمته ان يحمل الطبشورة ويواجه السبورة ويشرح لطلابه.. هذا جزء بسيط من مهمته.. عليه ان يخرج من هذا النطاق الضيق ويبحث ويطور ويقدم الحلول في مجاله ويكون متاحا في مجاله للاخرين.. نريده في المصنع والورشة وحتي مع حدادين الأرض.. نريده ان يطور في منهجه ويواكب مناهج الجامعات العالمية.. لا نريده ان يدرس طلابه من الاوراق الصفراء القديمة التي درسوها له عندما كان طالبا واصبحت تاريخا قديما للعلوم… لا نريد الجامعات ان تخرج لنا نفس المنتج كما تفعل مصانع الصلصة.. نفس الحجم ونفس اللون ونفس الطعم ونفس الرائحة ونفس المكون.. نريدها ان تخرج لنا خريجا مختلفا في كل عام.. خريجا بحجم اكبر من المعلومات بطعم جديد حديث.. بمكون جديد به اضافات تحسينية.. اذا لم تفعل الجامعات هذا سيهجرها طلابها وسيستغني مجتمعها عن خريجيها.. وسيتوقف التحديث وسنقف في مكان ما تغرقنا المشاكل ولا نجد من ينتشلنا من الغرق ونبحث عندئذ عن الآخرين لاخراجنا كما نفعل الان.. فالجامعات هي التي تنتشلنا وهي التي توجهنا وتنير لنا الطريق… اذكر هنا عندما حدث كساد ضخم في تجارة العربات في امريكا في عهد الرئيس اوباما وتأثر الاقتصاد الامريكي بصورة مزعجة.. لم يذهب اوباما الي مجلس الوزراء ليعرض مشكلته ليجد لها حلا ولم يذهب ايضا الي مجلس النواب ولم يذهب ايضا الكونغرس ليبحث عن الحل هناك بل ذهب بمشكلته الي احدي الجامعات الأمريكية وعرض عليها المشكلة وطلب منهم حلها.. فما كان من تلك الجامعة الا ان قدمت له حلا عمليا.. وفي اقل من عام تقهقر الكساد في مجال العربات ورجعت صناعة العربات لسابق عهدها وأثرت بقوة في الاقتصاد الأمريكي.. نريد جامعات كهذه ونريد رؤساء وحكام يثقون في جامعاتهم ويلجأون اليها عندما تدلهم عليهم الخطوب.. تحياتي لكل الجامعات السودانية..
برف هاشم على سالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *