علاء الدين محمد ابكر يكتب .. يا وجدي لا تقطع شعرة معاوية مع الناس البيشبهوا بعض

علاء الدين محمد ابكر يكتب✍️ يا وجدي لا تقطع شعرة معاوية مع الناس البيشبهوا بعض
___________

كنا نظن بمجرد سقوط نظام المخلوع البشير سوف تختفي اللهجة العنصرية من الخطاب السياسي السوداني خاصة وان العنصرية كانت قد وجدت لها حيز كبير ابان العهد البائد حيث كان يقودها الخال الرئاسي تحت سمع وبصر الكيزان اصحاب المشروع الضلالي والذين اوهموا الناس بانهم يمثلون الحل لمشاكل البلاد ولكنهم صاروا بعد ذلك جزء من صراع اجتماعي عميق اشتعل اكثر في القرن التاسع عشر عندما احتمي المهدي ابن الشمال باهل الغرب حتي يتمكن من نشر الفكر المهداوي وبالفعل وجد عند اهل الغرب النصرة والمنعة استطاع من خلالهم تحقيق سلسلة من الانتصارات علي جيوش الاحتلال التركي المصري ليزحف بعدها صوب مدينة الخرطوم في جموع هادرة من ابناء الغرب لتحريرها من الاستعمار التركي المصري و فيها قتل غردون باشا والذي لعب دور كبير في انضمام العديد من الناقمين علي سياستة بسبب قيامه بتحرير العديد من العبيد الارقاء من قبضة بعض اعداء الانسانية الا ان فكر غردون المتقدم في حقوق الانسان لم يجد صدي في بلاد لاتزال تعتقد ان الرق حلال حاول المهدي اقامة دولة اسلامية وينشر افكاره ولكن لم يسعفه القدر وبعد وفاته لم يتقبل الاشراف وهم اقرباء المهدي ان يكون عبد الله ود تورشين خليفة للدولة للمهدية بالرغم من البيعة التي في اعناقهم فكانت احداث الاشراف الاولي والثانية والتي وصلت الي حد اشهار الاشراف للسلاح في وجه الخليفة عبد الله التعايشي ولكن بفضل حكمة الخليفة الثاني للمهدية علي ودحلو تم دفن ذلك الخلاف فوق رماد الزمن الي ان اتت احداث المتمة 1898 بين جيش المهدية بقيادة محمود ود احمد وشيخ الجعليين ود سعد فكانت ثغرة ولج منها الخلاف بين ابناء الشمال وابناء الغرب وقد استغل الاحتلال المصري الانجليزي تلك العوامل ليزرع المزيد من الفتن وقد نجح مخططهم بكل اسف واستمرت حالة الشك وعدم الثقة بين الطرفين طوال فترة الاستعمار وما ان لاح اقتراب اعلان الاستقلال حتي نجح المستعمر في تجديد الخلاف التاريخي مابين الطرفين خاصة في جنوب السودان في ظل حالة عدم توفر الثقة في مابينهم فكانت احداث مدينة توريت 1955 شرارة احرقت السودان بعد ذلك وادخلت البلاد في حروب داخلية لم تتوقف الا بعد ان قسم الوطن الي شطرين (جنوب وشمال) في يوليو 2011 بعد فترة سلام قصير لم يتمكن السودانيين من حفظ وحدة بلادهم بسبب اعلاه خطاب الكراهية وفي هذه المرة لم يكن من يشعل النعرات العرقية هو الاستعمار الانجليزي وانما كانوا سودانيين مشبعين باوهام النقاء العرقي وكان ذلك تحت سمع وبصر حكومة الاسلاميين فكان التيار العدائي العنصري يمتلك صحيفة تصدر كل يوم لتبث سموم الكراهية والعنصرية والتي كانت سبب اساسي في اختيار شعب الجنوب الانفصال عن السودان بعد ان تبين لهم ان المشكلة السودانية اجتماعية اكثر منها ان تكون سياسية فعدم قبول الاخر كان مصدره قطاع عريض من المواطنين الذين لعب الهوس العرقي بعقولهم علي انهم خير اجناس الارض لدرجة ان هناك رهط منهم يفضل ان يكون جزء من شعب جمهورية مصر العربية علي ان يعيش ضمن مكونات السودان الاعراقية الاخري وهذه تعتبر قمة الكراهية لذلك رحل شعب الجنوب وهو حزين ولم يشفع لبعضهم الانتماء للدين الاسلامي لقبولهم في وطن كان من المفترض ان يسع الجميع
ان حديث الاستاذ وجدي عن المعتصمين بالقصر بانهم عن المعتصمين أمام القصر الرئاسي بأنهم لا يشبهون السودانيين اصاب العديد منا بالدهشة والحيرة فمالذي جعله يدلي بتلك التصريحات التي لاتشبه رجل ثائر وهنا مهما حاول الاستاذ وجدي من تبرير فلن يكون ذلك مقنع خاصة في ظل الهجوم الاعلامي الشرس هذه الايام علي افراد اعتصام القصر حيث اسرف بعضهم في الحديث السالب عنهم مع المطالبة منذ وقت طويل بضرورة خروج قوات حركات الكفاح المسلح من العاصمة وطعن البعض الاخر حتي في جنسيتهم السودانية كانما غرب البلاد لايمت بصلة لغرب السودان والاستاذ وجدي ذاته كان قبل اسابيع قد وصف اعتصام البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان علي انه امر مشروع بسبب التهميش الذي تعرض له الشرق وارسل وجدي صالح لأهل شرق السودان رسالة بان الناظر ترك فوق رأسنا وانا اتربيت مع البجا والجميع يعلم بان الناظر ترك كان مرشح الموتمر الوطني في الانتخابات السابقة اذا بالتالي هو يعتبر من الفلول وينطبق عليه ماينطبق علي المعتصمين أمام القصر الرئاسي حيث وصفهم الاستاذ وجدي علي أنهم لا يشبهون السودانيين بسبب الزعم بالانتماء للنظام البائد والعالم يشهد لحركات الكفاح المسلح بانها كانت ضد نظام البشير حتي اخر لحظة فكيف تصير بعد ذلك فلول ويكون الناظر ترك فوق راسك بالله كيف تحكمون
لايخفي علي الجميع حالة العداء المشتعل هذه الايام من بعض الاخوة في شمال وشرق وسط البلاد ضد اتفاق جوبا للسلام والذي حسب زعمهم قد منح دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق اكثر مما يستحقون وبكل اسف وصلت الكراهية الي درجة الاعلان عن اقامة دولة نقاء عرقي عنصرية تحمل اسم دولة (النهر والبحر) وبكل اسف لم تجد تلك الحملة الانفصالية ادانة من مكونات الحرية والتغير علي اساس ان انتشار مثل تلك الدعوة قد تقوض الوحدة الوطنية للبلاد كنا في السابق نجد العذر للكيزان والعنصريين الجدد في التمادي في خطاب الكراهية والعنصرية بسبب السادية التي تسكن في قلوبهم ولكن ان يكون شخص بقامة الاستاذ وجدي صالح متورط في حديث عنصري فان ذلك يمثل خيبة امل لكافة السودانين الاحرار الذين كانوا ينتظرون في السابق انعقاد موتمرات لجنة ازالة التمكين بفارغ الصبر لتعلن عبر صوت الاستاذ وجدي صالح اخبار استرداد اموال الشعب من ازلام النظام البائد وبالرغم من اهتزاز ثقة الشعب في حكومة السيد حمدوك بسبب الضغط الاقتصادي الا ان لجنة التمكين كانت تحظي بحب واحترام الشعب السوداني الا من الذين تضررت مصالحهم بعد سقوط نظام الانقاذ
ان السياسة يوجد فيها الوفاق والاختلاف ولكن مهما يكن لاينبغي ان تصل الي هذه الدرجة من التطرف خاصة بين ثوار جمع بينهم حب الوطن والديمقراطية والتي لايعرفها الكيزان حيث لايوجد في قاموسهم الا القتل والارهاب
ان السودان وعقب سقوط النظام البائد كان يحتاج الي انعقاد موتمر قومي للسلام الاجتماعي علي غرار تجربة دولة جنوب أفريقيا عقب انتهاء نظام الفصل العنصري فيها (الابارتهايد ) فالسودان شبية بجنوب افريقيا من حيث تعدد الثقافات والاعراق والمعتقدات

اتمني ان يحاول الاستاذ وجدي الابتعاد عن مثل تلك الاحاديث الغير مرحب بها وان يكون سياسي قومي لكل السودانيين كما كان
و خاصة هذه الايام التي تمر فيها الثورة بمنعطف خطير ولا نملك الا الدعاء لها بالعبور وسط متاريس الكيزان الذين يصطادون في الماء العكر

المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
Alaam9770@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *