علاء الدين محمد ابكر يكتب .. امريكا تسرق ثورة السودان بفرضها حمدوك رئيس للوزراء

علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️ امريكا تسرق ثورة السودان بفرضها حمدوك رئيس للوزراء
_____________

السودان دولة مستقلة ذات سيادة ولايحق لدول اخري التدخل في شئونه الداخلية وفرض عليه انتهاج سياسة اقتصادية معينة تخدم اهداف ومصالح دول اخري فالولايات المتحدة الأمريكية وطوال فترة الثلاثين عام الماضية لم تحاول مساعدة الشعب السوداني والذي كان يعاني في الداخل من بطش نظام الكيزان البائد فكانت تزيد الطين بله بفرض عقوبات مختلفة منها الاقتصادية ومنها السياسية ليجد نظام الكيزان المزيد من المبررات لقمع كل صوت حر ينادي بالحرية والاعنتاق
لقد كانت ثورة ديسمبر ثورة شعبية جارفة انتفض من خلالها الشعب السوداني لاجل واقع جديد يسترد فيه كافة حقوقه المشروعة في العيش الكريم
لم يكن نظام الكيزان افضل حال ولكنه كان متماسك مما سهل عليه صد معظم محاولات الغرب في تقويض نظامهم عبر العمل العسكري من خلال العمليات التي كانت عدد من المسارح في وقت واحد خاصة في مطلع الالفية الثانية علي جبهات جنوب السودان وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق والشرق ودارفور ولم ينهار نظام الانقاذ الا بعد ابرام اتفاق السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في العام 2005م ذلك الاتفاق التاريخي الذي فتح الباب واسع لاول مرة للقوي السياسية المعارضة لنظام الانقاذ لمارسة العمل السياسي بعد ستة عشر عام من انقلاب الجبهة الاسلامية في الثلاثين من يونيو في عام 1989م ولكن في العام 2011م و بعد انتهاء فترة الستة سنوات باعلان انفصال جنوب السودان تلاشي كل مكتسب سياسي لترجع عجلة الحرب لتدور من جديد في مناطق جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق بالإضافة الي اقليم دارفور والذي لم يعرف الاستقرار منذ العام 2003م استغل نظام الانقاذ تلك الاحداث
ليبسط كامل السيطرة علي مفاصل الدولة ويتنكر لدستور السودان الانتقالي بادخال تعديل يضمن لهم السيطرة على السلطة ولكن ليس بذات القوة التي كانت قبل الانفصال نسبة لذهاب معظم عائدات النفط مع دولة الجنوب الوليدة ليجد المخلوع البشير نفسه امام مصيبة قلة موارد الدولة المالية ولم يجد امامه حل الا خوض معارك انتحارية مع رفاق الامس من الاسلاميين الذين صاروا رجال اعمال
واطلق عليهم لفظ ( القطط السمان) فحاول قص اجنحة البعض منهم باعتقالهم بواسطة مفوضية مكافحة الفساد بغية الوصول معهم الي تسوية باخذ نصف اموالهم والتي تجاوزت بعضها ميزانية الدولة
ظن البشير بان القمع وحده كفيل باسكات الثورة التي اندلعت في شهر ديسمبر في العام 2018 م بمثل ماحدث في العام 2013م ولكن كانت التقارير التي تصل اليه غير صادقة في تصويرها للثورة علي انها مجرد سحابة صيف سوف تنقشع في اخر المطاف لتخذ الاحداث طريقها في التصعيد ليجد البشير نفسه محاصر امام مقره في القيادة العامة للجيش بملايين الثوار في خضم كل تلك الاحداث لم تقدم الولايات المتحدة شي لدعم الثورة غير قيام سفيرها بالخرطوم بتسجيل زيارة الي موقع الاعتصام وعقب قيام الجيش بعزل البشير في الحادي عشر من ابريل في العام 2019 م ظهرت شخصية السيد حمدوك علي السطح وهو الذي كان مرشح في عهد البشير لتولي حقيبة وزارة المالية الا انه رفض العرض ليجد الرجل نفسه بعد الثورة رئيس للوزراء ويشرع علي الفور في تنفيذ سياسات البنك الدولي والتي لاتتناسب مع وضع السودان والذي يعاني معظم سكانه من الفقر والبطالة والمرض ويحتاج الي المزيد من الدعم وليس ايقاف الدعم لم يقبل الشعب سياسة البنك الدولي الاقتصادية الجائرة
فحاول في عدد من المناسبات الاحتجاج
علي تلك السياسة التي فرضت عليهم وهم الذين خرجوا في ثورة ديسمبر لاجل واقع افضل وكانت شعارتهم تنادي باستراد اموالهم من ازلام النظام البائد فكان شعار ( سلمية سلمية ضد الحرامية) دليل علي ذلك فالمنطق يقول اذا كان هناك مسروق فهناك لص ولم يخرج الشعب للمطالبة بفرض المزيد من سياسات التجويع عليه
كل الاحداث السابقة من حراك جماهيري من شعبنا و عبث سياسي من المكونات السياسية وصول الي قيام الجيش بانقلاب تصحيحي حسب اعتقادهم كان الدافع الاساسي له هو تردي والاضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن السوداني
لم يكن السيد حمدوك منتخب من قبل الشعب حتي يفرض عليهم وبالطبع كل مرشح يكون له برامج انتخابية ومنها ملامح البرنامج الاقتصادي الذي سوف يطبق عقب نيله لثقة الجماهير في الانتخابات وهذا مالم يحدث من السيد حمدوك اذا بالتالي قيام الولايات المتحدة بفرض شخصية السيد حمدوك علينا بالرغم من انه غير منتخب ولا يوجد حتي مجلس تشريعي يعد تدخل سافر في شئون دولة مستقلة ذات سيادة
من حق الشعب السوداني ممارسة حقه في الديمقراطية وانتخاب من يريد عبر انتخابات حرة وكل تلك المشاكل بسبها طول الفترة الانتقالية والتي كان ينبغي بان لا تجاوز فترة العام وذلك لقطع الطريق علي تدخل الاخرين في شئون البلاد
وصون لكرامة وكبرياء المواطن السوداني

ترس اخير

أخاف الطريق..
اللى ما بودى ليك
وأعاف الصديق
اللى ما بهم بيك
معاك انتظارى..
ولو بالكفاف
وعنك بعيداً
أبيت الرحيل

المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
𝖠𝗅𝖺𝖺𝗆9770@𝗀𝗆𝖺𝗂𝗅.𝖼𝗈𝗆

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *