الفريق شرطة عابدين الطاهر يكتب .. الاعتداء على قسم شرطة الصافية لم يكن انتصارا في معركة وانما مثل سقوطا اخلاقيا واجتماعيا

الفريق شرطة عابدين الطاهر يكتب :

الذين اعتدوا على قسم الشرطة مجموعة من المغيبين عقليا والفاقد التربوي تبعهم صبية لا يعلمون ما يفعلون.

الاعتداء على قسم شرطة الصافية واتلاف ونهب محتوياته واطلاق المنتظرين بحراساته وحرق المعروضات لم يكن انتصارا في معركة وانما مثل سقوطا اخلاقيا واجتماعيا وسلوكا غير معهود
قناعتي ويقيني ان الذين قاموا بهذا الفعل لا يشبهون اولئك الذين رسموا الجداريات بارض الاعتصام وهتفوا باجمل العبارات واعمقها.

من الموسف حقا ان تنحرف التجمعات السلمية عن مسارها ويكون هدفها تخريب اقسام الشرطة التي هي ملك الجميع وانشئت لبث الامن والطمانينة في نفوس الشعب.

انه لامر جلل ان تصبح اقسام الشرطة هدفا للتخريب والاعتداء ثم يحتفل المغيبون بفعلهم عبر الاسافير .. لقد سقط الشعب حينما تم الاعتداء علي اقسام الشرطة وافرادها ..

من المعلوم سلفا ان اي تجمعات يمكن ان تنحرف عن مسارها وتجنح الي التخريب ومن المعلوم ايضا ان من ضمن ارث الشرطة وصميم اعمالها ومهنيتها ان تضع التدابير لمثل هذه التفلتات وكان من الواجب الحتمي ان تستبق مثل هذا السلوك بتامين منشآتها والا تسمح لكائن من كان ان يقترب منها ..

علمت انه قد تم ترحيل معظم الملفات الهامة الي مكان آخر مما يؤكد توقع هذا الاعتداء الذي حدث بالفعل والسؤال لماذا لم يوضع التامين اللازم من القوات لحماية القسم !!!

من الواضح ان الامور تسير الي الاسوأ وهذا السلوك سيتكرر مرات اخري وان السلمية التي كانت ديدن المتظاهرين قد فارقتهم وان سلوكيات البعض من المندسين والمخربين والذين قد وجدوا ضالتهم داخل هذه المواكب اصبحت واقعا يتطلب الحذر وعلي الشرطة ان تتعامل وفق مهنيتها بوضع التدابير والمطلوبات والتحسب لمثل هذه الانحرافات والا تسمح بتكرارها مرة اخري حفاظا علي هيبتها وعدم انكسارها وهوانها …

نعم المطلوب ان تكون الشرطة هي وحدها المسئولة عن التعامل مع المواكب والتجمعات والا يسمح قادتها لاي جهة اخري او قوات غير منصوص عليها في القانون او مسموح لها بالتعامل مع المتظاهرين ان تكون موجودة معها او تشاركها في اعمالها حتي لا تختلط الامور ويتم التجاوز وتغيب المسئولية ويصبح الفاعل مجهولا وان تتحمل الشرطة مسئوليتها كاملة وهي الادري بكيفية التعامل بالانضباط والتدرج في استخدام القوة ….

ان الذي اوغر صدور المتظاهرين هو ذلك السلوك غير المنضبط الذي نتج عن تعدد القوات ونتجت عنه حوادث القتل المتعددة واستمرارها دون مبرر ودون الوصول للقتلة ومحاسبتهم وما كان ذلك سيحدث ان كان قد اوكل الامر برمته للشرطة وما كانت الامور ستؤول الي ما آلت اليه من اعتداء علي اقسام الشرطة ونعلم سلفا ان قوات الشرطة ظلت طوال عهدها هي الاقرب للمواطن والادري بكيفية التعامل معه في كل احواله … علينا ان نبحث عن الاسباب ومعالجتها عاجلا قبل ان تزداد سوءا واول المعالجات ان يترك امر التعامل مع المواكب المشروعة وغير المشروعة للشرطة وحدها وآن الاوان الا تتحمل الشرطة وزر غيرها وان يكون نتاج ذلك اتساع الهوة بينها وبين الجمهور …

الشرطة السودانية بارثها الضارب الجذور لاكثر من مائة عام تمتلك كل القدرات وتعلم تماما كيفية التعامل مع جمهورها … ان الاعتداء الذي حدث علي اقسام الشرطة ان لم يتم تدارك اسبابه عاجلا ووضع كافة التدابير لعدم تكراره ستكون عواقبه وخيمة وان فقدت الشرطة هيبتها ومكانتها فعلي كل الدولة السلام … الا هل بلغت اللهم فاشهد .. والله المستعان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *