د.عبدالمحمود النور…يكتب ..ملحمة المناهج .. المشروع الوطني الذي لم يكتمل

ملحمة المناهج .. المشروع الوطني الذي لم يكتمل

د. عبد المحمود النور محمود

حينما تتوحد إرادة الشعب ، تتحقق المعجزات ، هذا ما تجسد من كفاح خلال الفترة الماضية ومازال مستمرا من خلال الحملة الوطنية القوية التي تعكس أصالة وعظمة هذا الشعب في استرداد حقوقه وصون قيمه الدينية التي هي اغلى ما يميزه ، وهي امتداد لنضالات هذا الشعب لاستكمال ثورته المسروقة من قبل شرزمة اليسار والجمهوريين والعلمانيين ..
فاولا : نقول الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، على ما تحقق من اولى مراحل النصر في قضية المناهج العادلة التي تهم كل الشعب السوداني ، باعتبارها مشروع وطني تلتقي حوله إرادة الجماهير نحو تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة .
ثانياً : الشكر للسيد رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك على استجابته لصوت الحكمة ، ونداءات الجماهير السودانية بكافة ألوان طيفها السياسي والاجتماعي والديني ، بتجميد المقررات الدراسية الجديدة المشوهة التي تسيء لقيمنا وموروثاتنا الدينية والحضارية والتاريخية ، ونتمنى من رئيس الوزراء الاستمرار في هذا النهج الذي يحترم إرادة الشعب وتطلعاته ويوحد كلمته ويجمع شمله ، ولكن لا يتحقق ذلك الا بالإلغاء الكامل لكل العبث الذي تم في المركز القومي للمناهج ، وإقالة مديره القراي فورا ، ومحاسبته على إهدار موارد الدولة في طباعة مقررات دراسية عبثية تفتقد لكافة المعايير المعروفة في مجال المناهج ، نبهنا لخطورتها من اول يوم تولى فيه هذا الشخص مسؤولية المناهج .
ثالثا : كانت حملة التعبوية لجمع التوقيعات وتبصير المجتمع بخطورة ما يجري في المناهج ، وغيرها من الحملات الاخرى التي انطلقت على التوالي والرافضة لتوجهاته وسياساته الرعناء في العبث بمستقبل الأجيال وتغيير هويتهم لصالح أجندة وخطة خبيثة معروفة الأهداف ، كان لكل هذه الحملات القدح المعلى في استثارة جموع المواطنين لرفض هذه المقررات رفضا باتا والمطالبة بإقالة القراي ومحاكمته .
رابعا : نؤكد ان المناهج ليست مجرد صور ودروس وكتب ، ولكنها مشروع استراتيجي للنهضة يقوم على فلسفة ورؤية وطنية ؛ يحقق بها المجتمع غايته تجاه مستقبل أمته عبر أجيالها الصاعدة ، وبالتالي فإن هذا المشروع يعتبر ( المشروع الوطني الأول ) الذي يوحد الجميع وتلتقي فيه كل اشواق وتطلعات الشعب ، الامر الذي يتطلب إسناده إلى ثلة مباركة ومؤهلة من العلماء والخبراء في مجال مناهج التعليم ، بعيدا عن الأجندات والمصالح السياسية الفكرية والولاءات الضيقة .
خامسا : نتمنى عاجلا الإعلان عن أسماء ( الفريق الوطني لإعداد وتطوير المناهج ) والمكون من أفضل الخبراء والعلماء والتربويين في مجال التعليم ، والذين يمثلون كافة مكونات الشعب السوداني ، ليبدأوا من حيث انتهت مناهجنا ومناهج العالم من حولنا ، واضعين أصالة هذا الشعب ومرتكزاته الحضارية نصب أعينهم ، ومستلهمين النهضة والتطور من افضل التجارب والنماذج العالمية المعاصرة .
سادساً : الشكر موصول من بعد الله ، إلى كافة المبادرات الجماعية والفردية التي شكلت نموذجا مشرفا لملحمة وطنية تعكس غيرة هذا الشعب على دينه وحراسة مكتسباته الحضارية وقيمه الاجتماعية ، ونخص منهم ، علماء الدين والدعاة من مختلف الجماعات والطوائف ( جماعة انصار السنة المحمدية ، المجمع الصوفي ورجالات الطرق الصوفية ، مجمع الفقه الإسلامي ، شباب الحركة الاسلامية ، شباب السلفيين ، مجلس الكنائس السوداني ، كيان الانصار وحزب الأمة ) ..
خبراء المناهج ، والمعلمين الذين كشفوا وبينوا عوار المقررات الدراسية الجديدة والتنقيح المعيب للمقررات الدراسية القديمة ، واعلنوا بشجاعة عن عدم تدريسها ..
أئمة المساجد الذين بينوا خطورة الأفكار المنحرفة المبثوثة في المقررات عبر خطبهم ، أمهات الطلاب اللائي وقفن وقفة مشرفة أمام وزارات التربية والتعليم وغيرها رافاضات للقراي ..
الصحفيين والإعلاميين الذين كتبوا وتكلموا بشجاعة وثبات ، وعكسوا للرأي العام بشفافية أبعاد هذه الجريمة الأخلاقية والوطنية .. الباحثين والمهتمين .
اهلنا في شرق السودان الحبيب ( قبائل البجا ) الذين تصدوا ببسالة لرفض تدريس هذه المقررات .
الشباب والناشطين في السوشيالميديا ، قناة طيبة ، مبادرة التيار السوداني .. وكافة جماهير الشعب الذي استجاب للحملة ، وساندها بقوة ، وابتهل بالدعاء والتضرع لإزالة القراي ، ولوقف مهزلة المناهج ، وآخرين لا تعلمونهم الله يعلمهم ، من الجنود المجهولين الذين سخرهم الله لهذا العمل العظيم ..
اخيرا .. نقول انتهت معركة واحدة وهي ( وقف المقررات الدراسية الجديدة ) ، لكن الحرب لحراسة القيم والمكتسبات الدينية لم تنته ، فهي معركة ضمن حرب كبيرة ومشروع خطير يتقف خلفه افراد وجماعات ومنظمات داخلية ، وتدعمه قوى خارجية ، انها حرب طويلة تتطلب مواصلة المسير بنفس العزيمة والإصرار لبلوغ نهاياتها .. وانكم بالغوه إن شاء الله ، ما دمتم تنتصرون لله ، ( ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *