نكهة موكب ١٩ ديسمبر في الطريق .. بقلم على يوسف تبيدي

نكهة موكب ١٩ ديسمبر في الطريق
بقلم : على يوسف تبيدي

أصبح الحراك الشعبي ومواكب الشباب الهادرة تمثل الأمل المرتجي لإنهاء حكم العسكر وقيام الدولة المدنية التي صارت امنيه يتغنى بها الشارع السوداني من أقصاه إلى أقصاه الشئ الذي وضع اتفاق البرهان وحمدوك على صفيح ساخن فقد صار الشباب يضعون برنامجا واضحا لخروجهم إلى الشارع بلا تردد وارتجاف كأنهم يريدون لقضيتهم بأن تبقى حيه وموجودة في المشاعر والعزيمة الصادقة في حين بدأ نفوذ العسكر وصولجانهم في العد التنازلي بل صاروا ينتظرون التشكيل الوزاري المرتقب لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك في ظل التلويح الأمريكي بتطبيق العقوبات عليهم بعد وضعها على منضدة الكونغرس في إطار الدفع بها للتطبيق ولاتزال احتمالات ظهور معالم الاستقرار في المشهد السياسي غير واضحه سيما بعد اشتعال الاقتتال بضراوة في دارفور وعجز الحكومة المركزية بفرض هيبتها وقدراتها على إدارة الدولة.

هاهو موكب الشباب والكنداكات الهادر المبرمج في ١٣ ديسمبر الجاري يشق عنان السماء في امدرمان والخرطوم وبحري والاقاليم فقد تشكلت لوحه نضاليه لم يسبق لها مثيل عكست جسارة وشجاعة هؤلاء الشباب المناضلين الذين يمثل نصف الحاضر وكل المستقبل حيث لم يتراجعوا ولم يرتجفوا من إطلاق البمبان الكثيف والرصاص المطاطي ومطاردة الشرطة لهم وكانوا يتحركون بخفه ووعي دون أن تلين لهم قناة حتى أصاب الياس الشرطة من مطاردتهم ومحاولة تخويفهم فقد كان الموكب الكبير بمثابة التمرين النضالي والسياسي للموكب التاريخي المنتظر يوم ١٩ ديسمبر الجاري الذي يصادف ذكرى اعلان الاستقلال من داخل البرلمان وهو موكب ضخم يلامس الماضي بالحاضر ويجعل الاعناق تشرئب الي فضاءات النصر المؤزر والانعتاق من الكبت والحرمان إلى رحاب الحرية والهواء الطلق.

تلاقي الموكبين في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به الوطن يثري الأمل ويوقظ الاحساس الوطني ويدفع الهمه الشعبية..

فالسودان مهما ادلهمت الخطوب فإن موعد الفكاك من الظلام قادم لامحاله وامامنا تجارب الانتفاضات الجماهيرية التي دكت حصون الشموليه العسكرية في مشهد لايغيب عن الذاكرة السياسية وكما يقولون بأن الشارع لايخون لانه يترجم النبض الصادق للجماهير وهو السلاح البتار الذي لن يحيد عنه السودانيون الاحرار بل يشكل ساحة الخلاص ولفظ دهاقنة البندقية الذين يحكمون الشعب بالحديد والنار وهم اعداء الديمقراطية والشفافية.

في هذا الخضم الجبار تتبلور بطولات الزحف الشعبي الهادر من عطبرة الصامدة التي وقفت كعود غاب لاتثنيه الرياح في وجه كل الاباطره والشموليه ، وموعدنا مع موكب عطبرة الايقونة النضالية التي كان لها القدح المعلي في قيام ثورة ديسمبر المجيدة ولايفوتنا الإشارة الي الزحف المقدس من مدني وكوستي والحيصاحيصا وبقية المدن الاخري فهؤلاء جميعا يجسدون النضال العطبري المعتق بالوطنية الصادقة والجسارة الحقيقيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *