علاء الدين محمد ابكر يكتب .. رفع الدعم في الشتاء يعني للفقراء قمة العناء

علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️ رفع الدعم في الشتاء يعني للفقراء قمة العناء

______________

اقبل فصل (الشتاء) وفي دول العالم التي تعرف معني الانسانية تحتاط له بتوفير مايلزم حوجة المواطنين من معينات مقاومة البرد مثل الغذاء الجيد والدواء والملبوسات التي تقي الاجساد من زمهرير البرد القارس وتقوم المراكز التجارية بتخفيض الاسعار وتعلن السلطات حالة الطوارئ الطبية و تقديم الدعم للجمعيات الخيرية التي تساعد الفقراء والمساكين خاصة المشردين منهم علي تجاوز فصل الشتاء بسلام ولكن في السودان بلد العجائب حيث لاتوجد حكومة تعرف معني الرحمة او الانسانية وهي تحاول فرض واقع اقتصادي غريب علي الفقراء اقرب الي نهج الابادة الجماعية والتي لايشترط فيها استخدام السلاح الناري في قتل الابرياء فالغذاء صار سلاح لتدمير معنويات الشعب كما هو كائن الان
اضافة الي تجار جشعين لايعرفون الرحمة بالرغم من اقبال العديد منهم علي المساجد عند فجر صباح كل يوم في طقس ديني هو الاقرب الي العادة وليس للعبادة في فاصل من النفاق والرياء كحال نهج النظام البائد الذي رسخ لدولة تجار الدين التي تعتمد علي النفاق والكذب والضلال في الترويج علي انها خير امة اخرجت للناس ولكنهم في حقيقة الامر مجرد عصابة مصيرها النار بجانب من تحالف معهم من الانتهازيين
فعليهم لعنة الفقراء والمساكين والمهمشين اجمعين
جاء في الانباء اعتزام الحكومة رفع الدعم عن( الدقيق والكهرباء) واذا صح ذلك الخبر فان ذلك يعني وقوع كارثة انسانية كبري بحق الفقراء والمساكين خاصة وان فصل الشتاء يحتاج الي توفير الغذاء و الخبز ابسط شي يمكن ان يقدم الي الاطفال وكبار السن وذوي الاعاقة واصحاب الامراض المزمنة فهولاء في حوجة دائمة لتناول الغذاء وفي حال رفع الدعم عن (الكهرباء والخبز) فسوف يختفي مايعرف (بالخبز المدعوم) بالرغم من انه يصنع من دقيق لايصلح للاستخدام البشري الا ان الاسر الفقيرة تقبل عليه وفي حال توقف المخابز عن انتاج (الخبز المدعوم) فان خيار شراء (الخبز التجاري) غير وارد لدي العديد من الفقراء والمساكين فهل تظن هذه الحكومة ان الناس تنام علي جبال من الاموال حتي تستطيع الانفاق علي شراء الطعام بتلك المبالغ الهائلة ؟

لم يخرج الناس ضد النظام البائد لاجل مزيد من الجوع والفقر وانما خرجوا لاجل بناء عقد اجتماعي اقتصادي سياسي جديد يضمن لهم تحسين ظروف العيش والمشاركة في ادارة البلاد والتعايش السلمي ولكن بكل اسف
ضاعت كل تلك الاماني وصار الماضي اكثر اشراق عن الحاضر

ان اصدار قرار برفع الدعم الحكومي عن (الدقيق والكهرباء) يعتبر بمثابة صب الزيت علي النار و يعني رجوع الجماهير الي الشوارع بشكل اشرس واكبر من المواكب التي خرجت في الايام الماضية فسوف يخرج فقراء الشعب السوداني لاجل ايصال صوتهم بان من حقهم العيش وعلي المجتمع الدولي تحمل كامل المسؤولية الاخلاقية في ردع البنك الدولي و يحترم انسانية المواطن السوداني بان لا يفرض علي حكومتنا اعباء اقتصادية لاتتناسب مع اقتصاد البلاد فشعب السودان في حوجة عاجلة الي اغاثة من المواد الغذائية والدواء حتي يستطيع الصمود خاصة وان اتفاق جوبا للسلام يحتاج الي الوفاء من المجتمع الدولي حتي يتمكن السودان من ضمان عدم رجوع الحرب من جديد والجوع يعتبر مهدد للسلم وسبب من اسباب الحروب

الي متي تستمر معاناة المواطن البسيط لقد وصل الامر الي (اللحم الحي) وطفح الكيل وصار الحصول علي الغذاء في العاصمة ومناطق عديدة من البلاد ضرب من المستحيل بسبب ارتفاع نسبة الفقر نتاج تطبيق سياسة رفع الدعم التي رفعت الاسعار لتشمل حتي المواصلات العامة وسيلة الفقراء والمساكين الوحيدة في التنقل في ارجاء العاصمة بحث عن عمل شريف يغني عن السوال ونطرح سوال لماذا تعتمد ميزانية الحكومة دائما علي جيب المواطن البسيط ؟

و لماذا لا تحاول الحكومة فرض نظام ضريبي جديد علي الاثرياء في البلاد؟

فهناك طبقة من السودانيين تعيش مثل ملوك ( الف ليلة وليلة)
يتسوقون في اكبر المحلات التجارية ويمتطون افخر السيارات الفارهة ويسكنون القصور الشاهقة والتنقل بالنسبة لهم مابين الخرطوم وعواصم دول الخليج ايسر لهم من الوصول لقب الي قلب العاصمة
فهولاء ينبغي عليهم دفع ضرائب للدولة ولكن الدولة لا تعرف الا باستنزاف الجناح المكسور وهم فئة الفقراء ان من حق الشعب معرفة تفاصيل صادرات البلاد واين يذهب عائدها خاصة والبلاد الان بدون حكومة تسير الامور فيها بطريقة ديمقراطية تكون الشفافية عنوانها والديمقراطية قاعدتها
ان الشعب السوداني يستحق العيش الكريم والتمتع بكافة ماتجود به ارض البلاد من ثروات والتي يجب ان توظف لمصلحة الجميع وليس الافراد

ان ثورة ديسمبر لم تستطيع تحقيق تطلعات الثوار في بناء سودان حر ديمقراطي يجد فيه كل مواطن نفسه اتمني ان تصرف الحكومة عن عقلها فكرة رفع الدعم عن (الدقيق والكهرباء ) فالشعب في وضع لايسمح له بتقبل المزيد من الاعباء

المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
Alaam9770@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *