الصوم المتقطع يحرق الكرش ويخفض الوزن.. كيف تطبقه بطريقة صحية؟

وكالات اثيرنيوز

ما الصوم المتقطع؟ وكيف يعمل؟ وكيف يساعد على حرق الدهون والتخلص من الكرش؟ وما النصائح لتطبيقه بوجه صحي؟ وماذا عن الصوم الجاف؟ الأجوبة في هذا التقرير. الصوم المتقطع (intermittent fasting) أو تنظيم أوقات تناول الطعام هو نظام غذائي يعتمد على توقيت تناول الطعام، فمع الصوم المتقطع أنت لا تأكل إلا في وقت محدد، وتصوم عددا معينا من الساعات كل يوم، وذلك وفقا لموقع “جونز هوبكنز” (Johns Hopkins).

ويقول مارك ماتسون عالم الأعصاب في جامعة جونز هوبكنز وفق الجزيرة نت، إنه بعد ساعات من ترك تناول الطعام، يستنفد الجسم مخازن السكر ويشرع في حرق الدهون، ويشير إلى هذا على أنه التبديل الأيضي (metabolic switching)، أي التغيير في عملية حرق الطاقة واستهلاكها في الجسم.

كيف يعمل الصوم المتقطع؟ هناك طرائق مختلفة لأداء الصوم المتقطع لكنها تعتمد جميعها على اختيار أوقات منتظمة لتناول الطعام والصوم. فعلى سبيل المثال، قد تحاول تناول الطعام مدة 8 ساعات فقط كل يوم والصوم بقية الوقت، أو قد تختار تناول وجبة واحدة فقط في اليوم، مرتين في الأسبوع، وهناك كثير من المواعيد المختلفة للصوم المتقطع.

يعمل الصوم المتقطع عن طريق إطالة المدة بعد حرق جسمك السعرات الحرارية المستهلكة خلال وجبتك الأخيرة واستنفادها، ليشرع بعد ذلك في حرق الدهون، وبهذه الطريقة قد يساعد على تخفيض الوزن والتخلص من دهون البطن “الكرش”، وذلك شريطة أن لا تتناول كمية كبيرة من الطعام في وقت الأكل.

خطط الصوم المتقطع من المهم مراجعة طبيبك قبل البدء بالصوم المتقطع، وبمجرد حصولك على الضوء الأخضر تصبح الممارسة الفعلية بسيطة.

ويمكنك اختيار نهج يومي يقصر تناول الطعام اليومي على مدة واحدة من 6 إلى 8 ساعات كل يوم. فعلى سبيل المثال، قد تختار تجربة صيام 16/8: الأكل مدة 8 ساعات والصيام مدة 16 ساعة.

كريستي وليامز اختصاصية التغذية بجامعة جونز هوبكنز من المعجبين بالنظام اليومي، وتقول إن معظم الناس يجدون أنه من السهل التزام هذا النمط على المدى البعيد.

وهناك طريقة أخرى تعرف باسم نهج 5: 2، تتضمن تناول الطعام بانتظام 5 أيام في الأسبوع، وفي اليومين الآخرين تحدد نفسك بوجبة واحدة 500-600 سعرة حرارية. فعلى سبيل المثال، قد تختار تناول الطعام بصورة طبيعية في كل يوم من أيام الأسبوع باستثناء يومي الاثنين والخميس، حيث تكون أيام الوجبة الواحدة.

الأوقات الطويلة دون طعام، مثل فترات الصيام 24 و36 و48 و72 ساعة ليست بالضرورة أفضل لك وربما تكون خطرة، فقد يؤدي الاستمرار في ترك الطعام مدة طويلة إلى تشجيع جسمك على البدء بتخزين مزيد من الدهون استجابة للمجاعة. وتظهر أبحاث العالم ماتسون أن الأمر قد يستغرق من أسبوعين إلى 4 أسابيع قبل أن يعتاد الجسم الصيام المتقطع، وقد تشعر بالجوع أو الغرابة في أثناء تعود الروتين الجديد لكنه يلاحظ أن الأشخاص الذين يجرون البحث خلال مرحلة التعديل يميلون إلى التزام الخطة لأنهم يلاحظون أنهم يشعرون بتحسن.

ماذا يمكنني أن آكل في أثناء الصوم المتقطع؟ خلال الأوقات التي لا تتناول فيها الطعام يسمح بالماء والمشروبات التي لا تحتوي على سعرات حرارية مثل القهوة السوداء والشاي.

وفي أثناء الأوقات المسموح فيها بالأكل، ينبغي أن يكون “الأكل بصورة طبيعية” وليس بجنون، فمن غير المحتمل أن تفقد الوزن أو تصبح أكثر صحة إذا قمت بتعبئة أوقات التغذية الخاصة بك بأطعمة غير صحية ذات سعرات حرارية عالية وعناصر مقلية معالجة وكبيرة الحجم. وفيما يأتي بعض فوائد الصوم المتقطع: تحسين التفكير والذاكرة.

تحسين ضغط الدم ومعدل ضربات القلب في أثناء الراحة فضلا عن القياسات الأخرى المتعلقة بالقلب. أظهر الشبان الذين صاموا مدة 16 ساعة فقدانا للدهون مع الحفاظ على كتلة العضلات.

كذلك أظهرت الفئران التي تم تغذيتها في أيام بديلة قدرتها على التحمل أكثر في الجري.

في الدراسات التي أجريت على الحيوانات أدى الصيام المتقطع إلى منع السمنة، وفي 6 دراسات موجزة فقد البشر البالغون البدينون الوزن من خلال الصوم المتقطع.

هل الصوم المتقطع آمن؟ يحاول بعض الأشخاص التوقف عن الصوم للتحكم في الوزن، في حين يستخدم آخرون هذه الطريقة لمعالجة الحالات المزمنة مثل متلازمة القولون العصبي وارتفاع الكوليسترول أو التهاب المفاصل لكن الصوم المتقطع ليس مناسبا للجميع.

تشدد كريستي وليامز، اختصاصية التغذية بجامعة جونز هوبكنز، على أنه قبل تجربة الصوم المتقطع (أو أي نظام غذائي)، عليك مراجعة طبيبك أولا. هناك فئات يمنع عنها الصوم المتقطع: الأطفال والمراهقون الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما.

الحوامل أو المرضعات. مرضى السكري أو من يعانون مشاكل السكر في الدم. أولئك الذين لديهم تاريخ من اضطرابات الأكل. ضع في حسبانك أن الصوم المتقطع قد يكون له تأثيرات مختلفة في الأشخاص المختلفين.

تحدث إلى طبيبك إذا بدأت بالشعور بتعب غير معتاد أو صداع أو غثيان أو أعراض أخرى بعد بدء الصوم المتقطع. ما الطريقة الصحيحة للصوم المتقطع؟ تقول الكاتبة جينيفر كوك، في تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية، إن الصوم المتقطع -عند تطبيقه بالوجه الصحيح- يساعد على الحد من الالتهابات وتخفيض مخاطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وحتى بعض أنواع السرطان.

وتوضح الكاتبة أن هذه الفوائد مصدرها ظاهرة تحدث في جسم الإنسان يسميها العلماء “التبديل الأيضي” الذي يحدث عند دخول الجسم في حالة صوم وشروعه في استهلاك دهون الجسم عوضا عن الغلوكوز، من أجل تلبية احتياجاته من الطاقة.

كذلك هذا النوع من الصوم يسهم في الحفاظ على التوازن الطبيعي بين هرمون الإنسولين وسكر الدم، وهو ما يمنع تطور مشكلة مقاومة الإنسولين، وهذه الحالة تدفع الجسم لإجراء عمليات إصلاح تلقائية للأضرار التي تلحق به، وهو ما يمنع تطور بعض الأمراض الخطرة. وتقدم الكاتبة بعض النصائح والخطوات من أجل تطبيق حمية الصوم المتقطع بطريقة صحيحة، مع التنبيه إلى أن هذا النظام الغذائي قد لا يكون مناسبا لجميع الناس، إذ إن بعض كبار السن وأولئك الذين يعانون الأمراض المزمنة قد لا يناسبهم الانقطاع عن الأكل أوقاتا طويلة أو تغيير مواعيد تناول الدواء.

التبكير بفطور الصباح وتنصح دوروثي سيرز أستاذة علوم التغذية في جامعة ولاية أريزونا بالحرص على تناول الطعام بعد ساعة أو ساعتين فقط من الاستيقاظ، لأن ذلك يحمي الجسم من انخفاض مستوى الغلوكوز مدة طويلة، وتحذر كثير من الدراسات من أن ذلك الانخفاض مدة طويلة يزيد احتمالات الإصابة بأمراض القلب.

وتنصح سيرز بأن تتكون الوجبة الصباحية من أطعمة صحية مثل الفواكه والبيض والحبوب الكاملة، من أجل ضمان الحصول على أكبر كمية من الألياف والعناصر الأخرى الغذائية التي تحمي من مقاومة الإنسولين، وتحسن مستويات تحمل الغلوكوز في الوجبة التالية.

كذلك فإن تناول كمية من البروتينات تبلغ 30 غراما أو أكثر يساعد على كبح الشهية والشعور بالشبع مدة أطول، وهو ما يسهم في خفض الوزن.

التحلية قبل الثالثة مساء يكون الجسم أكثر قدرة على هضم الكربوهيدرات في الصباح، ولذلك يفضل تناول الأغذية التي ترفع مستويات الغلوكوز في الدم خلال النصف الأول من اليوم.

ويحذر الأطباء من تناول السكريات على معدة فارغة، ويفضل تناولها ضمن وجبة تحتوي على البروتينات والدهون للحدّ من تأثيرها السلبي في مستويات السكر في الدم. فعلى سبيل المثال، عند تناولك قطعة مرطبات ينصح بأن تتناول معها موزة وبيضة.

عدم تأخير موعد العشاء وتظهر الأبحاث الغذائية أن آخر وقت يجب أن يتناول فيه الإنسان وجبة العشاء هو الثامنة مساء.

فمع نهاية اليوم يزداد إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن جودة النوم، وتنخفض مستويات إنتاج الإنسولين، لذلك فإن تناول الطعام في وقت متأخر يسبب اضطرابات في النوم، ويزيد احتمالات الإصابة بالسمنة وداء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب. وجبة عشاء خفيفة يستهلك أغلب الأميركيين نحو 45% من مجموع السعرات الحرارية اليومية في وجبة العشاء وما يليها من وجبات خفيفة في السهرة.

وهذه النسبة يفضل أن تنخفض إلى 30%، ما يعني تناول وجبة عشاء لا يزيد عدد سعراتها الحرارية على 600 سعرة. وتنصح كريستا فارادي، أستاذة التغذية في جامعة شيكاغو، بالتوقف تماما عن تناول أي نوع من الطعام بعد وجبة العشاء، وتؤكد أن ذلك هو أهم تغيير يمكن للإنسان أن يدخله على حميته الغذائية.

تنظيم أوقات الأكل ومهما كانت الطريقة التي قررت أن تعتمدها، فعليك أن تلتزمها وأن تواصل تنفيذها بدقة.

ويؤكد الأطباء أن الاضطرابات الغذائية تؤدي إلى متلازمة التمثيل الغذائي، التي قد تسبب أمراض القلب والسكري من النوع الثاني، كذلك الاستقرار في أوقات الأكل اليومية مهم جدا لصحة القلب والتمثيل الغذائي.

مزيد من النوم والأكل الصحي يحتاج البالغون إلى 7 ساعات من النوم على الأقل، حسب الأكاديمية الأميركية لطب النوم والجمعية الأميركية لأبحاث النوم، ولكن أغلب الناس لا يحصلون على ما يكفي من ساعات النوم، وهذا يؤثر سلبا في سلوكهم الغذائي وعملية التمثيل الغذائي.

وقد يؤدي الأكل غير الصحي بدوره إلى اضطرابات في النوم، فتناول وجبة مملوءة بالبهارات في الليل يرهق الجهاز الهضمي، وتناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين يؤدي إلى خفض إنتاج الميلاتونين.

وينبه الأطباء أيضا إلى أن تناول كميات كبيرة من السكريات والحبوب المصنعة يسبب الأرق، في حين يمكن التخلص من هذه المشكلات بالتزام تناول الفواكه والخضراوات.

إياك والصوم الجاف من جهتها حذرت خبيرة التغذية الألمانية ألينه إيمانويل من اتباع الحمية الغذائية المعروفة باسم “الصوم الجاف ” (Dry fasting)؛ نظرا إلى خطورتها على الصحة، وذلك في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية.

وأوضحت إيمانويل أن حمية “الصوم الجاف” تعني الاستغناء التام عن السوائل والأطعمة الصلبة مدة زمنية معينة بغرض خسارة الوزن وطرد السموم من الجسم.

وأضافت الخبيرة الألمانية أن الاستغناء عن الماء يمثل مشكلة صحية كبيرة، ففقدان الماء بنسبة 2% من وزن الجسم يؤدي إلى الإصابة بالجفاف، فضلا عن حدوث اضطرابات في نظام القلب وحصوات الكلى والتهابات المسالك البولية والصداع ومشاكل الهضم وتراجع القدرة على بذل المجهود.

ولتجنب هذه المخاطر الصحية ينبغي اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مع شرب ما لا يقل عن 1.5 لتر من الماء يوميا، ومراعاة الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالماء مثل البطيخ والخيار.

المصدر : الجزيرة نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *