تقرير حمدوك لمجلس السيادة .. تساؤلات عن الانجازات

تقدم الدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء السابق بتقرير إلى مجلس السيادة حول انجازات حكومة الفترة الإنتقالية مبيناً المرجعية التي استند عليها الأداء ممثلة في الوثيقة الدستورية وقد أوضح التقرير محاور العمل التي تلخصت في إيقاف الحرب ومعالجة الأزمة الاقتصادية ومكافحة الفساد وإلغاء القوانين المقيدة للحريات وتعزيز حقوق النساء في كافة المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بالاضافة الي وضع برامج لإصلاح أجهزة الدولة والعمل علي وضع سياسة خارجية متوازنة تحقق المصالح الوطنية العليا للدولة بجانب القيام بدور فاعل في الرعاية والتنمية الاجتماعية.

وتركزت أبرز إنجازات الحكومة الإنتقالية حسب التقرير الذي قدمه حمدوك من خلال الخطط الطموحة لتنفيذ برامج الجهاز التنفيذي للدولة وفق إطار عام ومحدد وتم تنفيذها بناء على موجهات وزارة المالية والميزانية العامة المجازة للاعوام ٢٠٢٠-٢٠٢١م حيث التزمت الوزارات بتقديم وتنفيذ برامج تتسق مع الإطار العام لبرنامج الحكومة الإنتقالية.

كما تبنت الحكومة الإنتقالية منهج التخطيط والتطوير المستمر بحيث تكاملت جميع خطط الوزارات وفق أهداف محددة متفق عليها وعملت بصورة حقيقية علي معالجة القضايا الملحة والتي تؤثر بصورة مباشرة علي المواطن وتسهم في عملية الانتقال والتحول الديمقراطي.

وتاتي أبرز الإنجازات لحكومة الفترة الإنتقالية والتي تبلورت في توقيع اتفاقية سلام جوبا في أكتوبر ٢٠٢٠م والبدء في تنفيذ بند الترتيبات الأمنية وتعيين حكام الأقاليم والتوسع في خدمات طب الأسرة والرعاية الصحية الأساسية وتعزيز ثقافة احترام الأديان ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وتطبيع العلاقات المصرفية بين السودان والدول الأخرى ومعالجة قضية الدين الخارجي بما يمكن من استعادة العلاقات مع مؤسسسات التمويل الدولية وتنفيذ برنامج اسعافي لتحسين معاش الناس وتعزيز وتقوية الرقابة على انسياب السلع والخدمات للمواطنين وقد شمل ذلك برنامج ثمرات وسلعتي ودعم الموسم الزراعي وقطاع الثروة الحيوانية وإعداد وإجازة قانون ضبط وتنظيم التجارة والأسواق ووضع الأسس والضوابط الصارمة لولاية وزارة المالية علي المال العام وتشكيل لجنة قومية للنظر في قضايا المفصولين تعسفياً خلال العقود الماضيه حيث تمت إعادة حوالي ٢٧٣٢٥ مفصولاً وخفض الصرف الحكومي كجزء من التدخلات العاجلة التي تبنتها الحكومة في يونيو ٢٠٢١م.

حقائق وأرقام
ويرى خبراء أن التقرير تم حشده بالانشاء والكلام الكثير عن إنجازات غير حقيقية وقال الدكتور محمد سر الختم الخبير الاقتصادي ان عهد حمدوك منذ يناير ٢٠١٩م شهد تدهوراً إقتصادياً كبيراً تشهد بذلك أرقام إرتفاع التضخم الشهري والتعديل المتكرر للموازنة العامة في كل عام مايؤكد غياب الرؤية وقال سر الختم ان الحديث عن عودة العمل المصرفي مع الدول والبنوك الخارجية غير صحيح لأن التحويلات لم تتاح للسودان حتى الآن وقال إن أمريكا خدعت الحكومة بالحديث عن قرار رفع العقوبات وعملياً لاتزال العقوبات سارية وترفض البنوك الدولية التعامل المباشر مع السودان وأشار إلى أن برامج ثمرات وسلعتي فشلت ولم تخفف العبء عن المواطن الذي انهكته روشتة البنك الدولي التي طبقتها حكومة حمدوك.

تدهور
وقال الدكتور الطاهر محمد صالح الخبير الاستراتيجي انه مامن إنجازات تحققت في عهد حمدوك بل تدهور مريع في كافة المناحي وقال على المستوى السياسي شهدت البلاد احتقاناً لايزال ماثل بالإقصاء والتخوين وقال إن حمدوك تعامل مع أربعة أحزاب فقط وتجاهل القوى السياسية الأخرى ما زاد حدة الإحتقان وأدى إلى ماوصلنا اليه الآن وقال الإنجاز الوحيد الذي تحقق في ملف السلام كان النصيب الأكبر والترتيب والتخطيط له والتنفيذ من قبل المكون العسكري وقال إن حمدوك فشل في الحاق الحلو بالسلام رغم علاقته الشخصية معه وزيارته له في كاودا لافتاً إلى أن الانجازات التي تم الحديث عنها لا تمت إلى الحقيقة بصلة وقال من الواضح أراد حمدوك تجميل صورته ليقدم نفسه من جديد في إطار تسوية أممية وهذا تفسيري لرؤية التقرير الذي قدمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *