تبادل الاتهامات والتخوين بين مركزية الحرية والتغيير والحزب الشيوعي

تشهد وسائل الإعلام اتهامات متبادلة وتخوين بين الحرية والتغيير المجلس المركزي “أربعة طويلة” والحزب الشيوعي ويتهم كل طرف الاخر، الحرية والتغيير تصف موقف الحزب الشيوعي بأنه داعم للعسكر بينما اتهم الشيوعي الحرية والتغيير بخيانة الثورة وذلك على لسان كرار القيادي بالحزب.

هجوم

كشفت مجموعة المجلس المركزي لقوى الحرية و التغيير ملابسات اتصالاتهم بالحزب الشيوعي و رفض الحزب للجلوس معها.وقالت المجموعة في بيان إنها و عقب طرحها قيام جبهة شعبية لمقاومة اجراءات 25 أكتوبر فض الحزب مقابلة الحرية و التغيير.

وأوضحت أن الرفض أعقبه هجوم إعلامي من قيادة الحزب الشيوعي على الحرية و التغيير و هو ما دفعهم لإرسال وفد يضم بابكر فيصل و ياسر عرمان للمركز العام للحزب الشيوعي لإجراء لقاء يحوي نقاشاً حول وحدة قوى الثورة ومعوقاتها و أضافت “و التقيا بقيادة الحزب ممثلة في الأستاذين صديق يوسف والسر بابو، وأدارا نقاشاً مستفيضاً جدد فيه الحزب الشيوعي موقفه الرافض لمقابلة قوى الحرية والتغيير مجتمعة مع طرحهم حينها لمقابلة مكونات الحرية والتغيير منفردة كل على حدة، وهو الأمر الذي تستنكره قوى الحرية والتغيير ولا تدرك ماهية مصلحة أي جهة من قوى الثورة في تفتيت التحالف والتفرقة بين مكوناته.

و تأسفت المجموعة لموقف الحزب و الذي وصفته بالمناويء لوحدة قوى الثورة مضيفةً “أن هذا الموقف يصب بشكل مباشر في مصلحة سلطة الانقلاب التي تسخر كل أجهزتها لتفتيت القوى المدنية الديمقراطية، ومن غير اللائق تقديم خدمات مجانية لها بزيادة الشقة بين مكونات الثورة لأي سبب من الاسباب.

هذا الموقف لا يمكن تبريره بأي تباينات حدثت في الماضي”.وشددت المجموعة على أن هزيمة الانقلاب رهينة بوحدة قوى الثورة مشيرةً إلى أن مهمة الانقلابيين في الاستفراد بمكونات الثورة ستسهل حال لم يتم ذلك مؤكدةً في الوقت ذاته مواصلتها لمساعيها لتوحيد قوى الثورة.

تخوين

وبدوره اتهم القيادي بالحزب الشيوعي وعضو المجلس المركزي كمال كرار، قوى الحرية والتغيير -مجموعة المجلس المركزي- بخيانة الثورة وطعنها من الخلف، مبديًا رفضهم لبيان “قحت” بقوله: “البيان مردود عليهم”.

وقال القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار، ردًا على بيان قوى الحرية والتغيير: “إذا كان الكلام في إطار من المنتمي للثورة أو مع أو ضد الانقلابيين فمواقف الحزب الشيوعي يعرفها الشارع السوداني قبل “قحت”، ولو كان الحديث عن الثورة فالمجلس المركزي لـ”قحت” منذ العام 2019م عندما كان يمثل الكل في الكل في الحكومة التنفيذية خان الثورة وطعنها من الخلف.

ومضى كمال كرار بالقول: “كل البرامج التي لها علاقة بالثورة أو لجان المقاومة حكومة المجلس المركزي انحرفت عنها عن قصد ومع سبق الإصرار والترصد إبان فترة حكمها، وفرضت أجندة أجنبية ومشبوهة، والأزمة كانت موجودة قبل انقلاب البرهان، وهي من ضمن الأسباب التي أدت لخروج الشيوعي من قوى الحرية والتغيير”.

واعتبر عضو المجلس المركزي للشيوعي، إقدام قوى الحرية والتغيير على المواثيق ما أسماه بـ”الهرولة”، ويهدف لتكريس الانحراف عن الثورة، على حد قوله، وأضاف: “مساعيهم محاولة لإثارة غبار كثيف، ويتوهمون بأن مثل هذا الحديث يحجب الرؤية عن القوى الثورية واللاءات الثلاثة التي يتمسك بها الشارع، ودم الشهداء”.

مشددًا على أن المجلس المركزي ككتلة بات خلف التاريخ، لجهة أنهم “يحتاجون لوقت طويل لإقناع قوى الثورة بأنهم لا يزالوا متمسكون بها قياًسا على الفترة التي حكموا فيها”.

وأبدى كمال كرار تمسكهم برؤيتهم بالتفاوض والنقاش المنفرد مع الأحزاب السياسية ورفضهم القاطع الجلوس مع كتلة قوى الحرية والتغيير مجتمعة، وكل الكتل الأخرى وزاد قائلًا: “لم نغلق الباب أمام الأحزاب منفردة”.

تحالف “المراحيم”
وفي السياق هاجم مبارك أردول الامين السياسي للتحالف الديمقراطي للعدالة والقيادي بمجموعة الميثاق هاجم مركزية الحرية والتغيير وقال إنهم يطرحون لاءات ثلاثة ووزارات أربعة وقال الحرية والتغيير أصبحت “تحالف المراحيم” وانتهى مفعولها.

نهاية طبيعية

ويرى عدداً من الخبراء ان هذه هي النهاية الطبيعية للكيان الذي لم يجمع بينه سوى السعي للسلطة وقال الأستاذ محمد عبد الله آدم الخبير الاستراتيجي أن هذه الصراعات تعني نهاية الحرية والتغيير وأن الأحزاب هذه تحركها الاطماع والاقصاء والتخوين المتبادل وهنالك شواهد وتجارب في كل الثورات السابقة يتصارعون حول المواقع والخاسر التجارب الديمقراطية وقال آدم عليهم أن لايتباكوا على ما أضاعوه بأيديهم.

وحدة مستحيلة
وقطع الدكتور كمال الباقر المحلل السياسي والأكاديمي باستحالة توحيد الحرية والتغيير مرة أخرى وقال الوحدة تبدو صعبة ومستحيلة لإختلاف الأجندة والصراع السياسي والحزبي وقال الأحزاب من المفترض أن تكون منظمات مجتمع مدني حريصة على الديمقراطية ولكن أحزابنا ينقصها هذا الفهم وتريد أن تنفرد بالحكم بغض النظر عن الوسيلة بدليل افشالهم كل التجارب الديمقراطية وقال الأحزاب هي سبب الأزمة في السودان بلا شك وتفتقر للرؤية والوعي بمهامها ودورها.

مقالات ذات صلة