عثمان ميرغني يكتب .. أحجز بيتك في بيتنا الكبير..

عثمان ميرغني يكتب: أحجز بيتك في بيتنا الكبير..

إذا أردت تصميم بيتك بمواصفات خاصة تناسب ذوقك فمن الممكن أن تذهب إلى مكتب هندسي وتشرح لهم تصورك للبيت، ويتولى المكتب رسم الخارطة باستخدام تكنلوجيا ثلاثية الأبعاد ثم يجعلك تتفرج على التصميم وكأنك تتجول في بيتك فترى التفاصيل مجسمة وكأنها حقيقة.

حسناً.. تعالوا نصمم بيتنا الكبير السودان بالطريقة ذاتها..
نشرح لمهندس التصميم ما نريده، نُفصِّل الوطن الذي نرغب فيه بالطريقة التي تروق لنا وتناسب أسلوبنا في الحياة..ثم نطلب من المهندس أن يستخدم التكنلوجيا لنشاهد التصميم ثلاثي الأبعاد، ونتجول فيه وكأنه حقيقة ونستكشف كوكبنا السوداني الذي نحلم به..

من أساسيات التصميم، أن يبدأ المصمم في جمع المعلومات الأساسية الحتمية، ليعرف أين “الثابت”، وأين “المتحرك” تماماً كما في خارطة البيت، فأول ما يفعله المهندس المعماري أنه ينظر في ” الكروكي” الذي يبين موقع البيت، ليعرف موقع البيت، كم عدد الشوارع التي يطل عليها، واحد أم من جهتين أم ثلاث أم كل الاتجاهات؟ وهل الشارع رئيسي أم فرعي؟ أم هل يطل على النيل مباشرة؟ كل هذه المعلومات تحدد “الثوابت” لأن المصمم لا يستطيع تغييرها فهي معلومات حتمية ليس عليها إلا أن يذعن إليها في تصميم البيت.

ثم يحدد المصمم، “المتغير”، أي المعلومات التي تخضع للتقدير، يمكن تخيل عدة أشكال أو تصاميم.

تعالوا ننظر لتصميم بيتنا الكبير، السودان، ماهي “الثوابت” وماهو “المتغير”؟
الثابت في التصميم – مبدئياً-أننا نطل على بحر بساحل يقترب من 800 كيلومتر، ولنا سبعة جيران تتفاوت حدودهم المشتركة معنا، ولنا نيلان عظيمان يلتقيان في الخرطوم ويتحدان في نهر النيل بمسار معلوم، وتتشارك مع عدة أنهار أخرى في مختلف بقاع السودان.

ومن الثوابت ، لنا شعب ثري بالتنوع العرقي والديني لكنه متحد الوجدان السوداني.. ولنا صحارى وغابات وسهول وجبال معلومة.

أما المتغيرات فهي كنز من الترف الذي يجعل التصميم متعة في التجوال بين الخيارات المتاحة..

تعالوا نصمم بيتنا السوداني.. من الألف إلى الياء، نصمم المدن والطرق والموانيء والمساحات الخضراء والمدن الصناعية بمختلف أحجامها ومهامها.. وندخل في التفاصيل بالتدريج حتى ننزل لمستوى رسم بيت لكل سوداني، في المدينة أو القرية مهما كبرت أو صغرت..

نرسم بيتنا السودان اليوم لكن بخيال المستقبل.. لأن البيت ليس للجيل الحالي بل لأجيال ستمتد عبر التاريخ، تماماً كما ترك لنا أجدادنا القدماء إهرامات و مجسمات وكنوز من الآثار..

هذه ليست فكرة خيالية لتزجية الوقت ودغدغة عواطف شعب تخنقه الأزمات فيحتاج الهروب منها بأحلام اليقظة أو حتى بلفافات “الهيروين”.. لا هذا عمل حقيقي قابل للتنفيذ..

دعوة للكل؛ لبناء سودان افتراضي يسهل على متخذي القرار تخيل كيف نريد وطننا ليعرفوا كيف يديروا موارده لتحقيق “حلمنا السوداني”..

الفكرة سنبدأ في تنفيذها إن شاء الله..

مقالات ذات صلة