خبراء يحملون رئيس الوزراء مسؤولية ضياع العام الدراسي

الخرطوم- اثير نيوز
متابعة-ناهد محمود

صدرت توصية مشتركة ما بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة بضرورة فتح المدارس امام الطلاب، فى ظل ازمة كامنة تتعلق بقضية المناهج التي تم تجيدها بواسطة رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك، وتفاعل هذه القرار باستقالة د. عمر القراي مدير المناهج بوزارة التربية والتعليم، وما تلاها من بيان ملتهب من وزير التربية والتعليم، الذي اشتكي فيه من غياب المؤسسية التي مست صميم مسؤولياته، بجانب تجاوز رئيس الوزراء لوزارته والتعاطي مع مسالة المنهج بعيدا عن المختصين الذين اعدوا الاضافات او الحذف الذي تم علي المنهج القديم .
وفي ظل هذا الغموض الذي يجثم علي المستقبل التعليمي في السودان، تبدو خطوات دؤؤبة لفتح ابواب المدارس مع الحيرة التي تبدو علي وجوه الطلاب واولياء الامور وقبلهم المعنيون بالامر وهم من المعلمين والموجهين التربويين،
وضمن استطلاعات صحفية يتضح بان المسالة برمتها اصبحت تسبح في فضاء من الامزجة الشخصية ،وتم رصد استطلاعا في عدد من الولايات للاجابة علي سؤال واحد وهو بماذا يتم تدريس الطلاب هل بالمنهج الجديد ام القديم؟ مسؤولون بوزارة التربية ولاية جنوب دارفور اشاروا انه يتم تدريس الطلاب بالمنهج القديم، واضافوا “المناهج لم تتغير، وتغير فقط منهج الصفين الاول والسادس”، وقالوا ان التدريس يتم بنفس خطة وزارة التربية والتعليم المقرر لهذا العام، مشيرين إلى ان نفس هذا السؤال يصدر من الطلاب واولياء امورهم.

فيما اشار معلمون بولاية نهر النيل إلى ان بعض المعلمين اتجهوا للتدريس بالمنهج الجديد، مؤكدين التزامهم بعدم تدريس الدروس التي كانت مثار جدل في الفترة السابقة والتي بناء عليها تم تجميد العمل بمنهج (القراي). وفي ظل هذا التباين وبعد ان اصبح النهج الجديد واقعا يمشي على قدمين بعد تمت طباعته وتوزيعه علي المدارس في الولايات والعاصمة .
الخبير التربوي صابر احمد يشخص الواقع ويقول ” ان قضية تدريس المناهج اخذت جانبا كبيرا من النقاش وسط المعلمين، مشيرا إلى انهم في حيرة من امرهم ويتساءلون هل ندرس بالمنهج القديم ام بالجديد والالتزام بالاجزاء التي تم حذفها، ام ان هناك منهجا ثالثا جديدا؟ ووصف مايحدث في امر المناهج الان بالامر الغريب.

أحمد اشار إلى ان الحذف في مقرر التاريخ وصل إلى 60%، وقال مواد اخري تم حذف دروس مهمه منها، لكن لم تتم اضافة دروس اخرى، مشيرا إلى ان الطلاب في حيرة من امرهم ويسألون هل سيتم تجميد الدراسة مرة اخرى بسبب الازمات الحالية، وقال الوضع ضبابي جدا.
وتذهب المحللة السياسية د. جيهان النعيم إلي ان كل ما يحدث تعبر عن حالة من الفوضي واستغباء الشعب السوداني، فلا يستقيم ان يجمد السيدر رئيس الوزراء من جهة، وان تتم التوصية باستئناف الدراسة بالمنهج المجمد من جهة ثانية، ويبدو كانما بالسيد رئيس الوزراء يحاول شكليا امتصاص غضب الشارع، ولكن واقعيا المنهج سيتم العمل به في حال استئناف الدراسة وهو الامر الذي يسود الآن في بعض ولايات السودان، وهو امر ينذر بالخطر، لان العملية في مجملها تخبطية لم يخطط لها بصورة صحيحة ، وفي تقديري تعتبر قنبلة مؤقوتة يمكن ان تنفجر في بلد لا تنقصها اي انفجارات سياسية او مجتمعية .
كل المؤشرات تؤكد ان البلاد سوف تواجه بعدد كبير من الصعوبات التي تواجه العام الدراسي المهدد بعدم الاستمرار، بعد تنامي ازمات اخري ملازمة لازمة المناهج، خاصة ازمة الخبز والوقود ، وأشار عدد من الطلاب في استطلاعات صحفية، كانت خلاصته ،ان اغلب الطلاب موجودون في صفوف الخبز، وبعضهم يقول انه تم تجميد العمل بالمقرر الجديد ولن يحضروا إلى المدارس الا بعد اعلان رئيس الوزراء عما توصلت اليه اللجنة التي كونها بخصص المناهج، مشيرين إلى انهم لجوء للعمل في السوق لمساعدة اسرهم، وتوقعوا ارتفاع تسريب الطلاب عن الدراسة، مطالبين بمعالجة القضية قبل ان تستفحل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *