بين حمدوك وقحت..ما صنعه الحداد، والدليل الصراعات الخفية والمعلنة بينهما

مني ابوالعزائم :
قال مراقبون للشأن السياسي السوداني بانّ الذي بين حمدوك وقوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية المنتهية اجلها منذ عدة اشهر ما (صنعه الحداد)ويبررون ذلك بالصراعات الخفية والمعلنة التي طفت على السطح بين حمدوك وقوى الحرية والتغيير في كثير من القضايا والمشاكل التي خيمت بظلالها على الواقع السياسي السوداني .
سيظل الخلاف محتدماً بين حمدوك والحاضنة السياسية لحكومته وعندما يحمي الصراع بينهما يعود حمدوك الي وزرائه الاضعف حلقة في التوليفة الوزارية ويقوم بإقالته كما حدث ذلك مع بعض وزرائه وبعضاً منهم قام بتقديم إستقالته نسبة لهذه الاوضاع السياسية الهشة ورمالها المتحركة بين المكون السياسي الحاكم لانّ (توليفته) لم تُبنى على قاعدة متينة وصلبة وكل ما في الامر هو (تهافت) لمحاصصات وإستوزار وسباق محموم للوزارات والمؤسسات من فئات إنتهازية ضعيفة لا وزن سياسي ولا قاعدة جماهيرية عريضة لها تصدرت المشهد السياسي السوداني وسرقت الثورة السودانية الشعبية الباذخة من صانعيها ومفجروها وهم الشباب الذين الآن هم على الارصفة ودكة الاحتياط تحاصرهم جيوش البطالة والفافة والمسبغة فمنهم من غادر السودان بحثاً عن حلول إقتصادية له ولاسرته بعد ما تفاقمت الاوضاع الاقتصادية ووصل التضخم الاقتصادي والمالي اعلى مراتبه التي لم تحدث قط من قبل منذ استقلال الدولة السودانية .
حمدوك وحاضنته السياسية يلعبون لعبة القط والفأر وكل منهم متربص بالاخر في ظل هذه التعقيدات السياسية التي يمر بها السودان والاوضاع الاقتصادية المتدهورة والارتفاع الجنوني لسعر الصرف والهبوط الاضطراري للجنيه السوداني امام العملات الاجنبية الاخرى ووصل اعلى إرتفاع له هذا الاسبوع حتى تجاوز 310 جنيه للدولار الواحد .
كل هذه الاوضاع وغيرها من مشاكسات سياسية بين المكونات الحاكمة تعقد من الراهن السياسي السوداني إضافة للارتفاع الجنوني لاسعار السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية وإعادة الصفوف من جديد في المخباز ومحطات الوقود مع الانعدام الكامل لغاز الطهي والقطوعات المتكررة للكهرباء وتوقف الكثير من نواميس الحياة بسبب هذه الاوضاع الاقتصادية والاوضاع السياسية المعقدة .
إنّ الظروف التي يمر بها السودان اشبه بتلك الظروف التي إنتفض فيها الشعب السوداني واطاح بنظام عمر البشير المباد .
لا يستطيع احد ان يتكهن بما تسفر عنه الايام القادمات وما هي السيناريوهات المتوقعة لمثل هكذا اوضاع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *