تصعيد أوروبي وتراجع أميركي.. ماذا بعد قرار حظر النفط الروسي؟

قال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل إن زعماء الاتحاد وافقوا على حظر تصدير النفط الروسي إلى التكتل الذي يضم 27 دولة، وكتب ميشيل على تويتر: “يشمل هذا على الفور أكثر من ثلثي واردات النفط من روسيا، مما يقطع مصدرا ضخما لتمويل آلتها الحربية”.

وأضاف أن القادة اتفقوا أيضا على منع سبيربنك، أكبر بنك روسي، من الوصول إلى نظام سويفت الدولي للمعاملات المالية وحظر ثلاث محطات إذاعية روسية أخرى مملوكة للدولة؛ التوافق الأوروبي جاء عقب انقسام حاد بشأن حزمة العقوبات السادسة على موسكو نتيجة عملياتها العسكرية في أوكرانيا.

ماذا بعد الحظر؟

قرار أوروبي جاء عقب انقسام حاد داخل القارة العجوز بحسب الخبراء، وهنا يقول الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، إن القرار جاء حفظًا لماء الوجه الأوروبي بعد أن أثبتت الأسابيع الماضية أن الاتفاق على عقوبات النفط أمر عصيب لأن العديد من الدول تعتمد على الخام الروسي، وتنفيذ تلك العقوبات يضر بأوروبا قبل موسكو.

وجاء في أحدث مسودة لقرار القمة “يتفق المجلس الأوروبي على أن الحزمة السادسة من العقوبات على روسيا ستشمل النفط الخام، وكذلك المنتجات البترولية، التي تزود بها روسيا الدول الأعضاء مع استثناء مؤقت للنفط الخام الذي ينقل عبر خط أنابيب”.

وبموجب الاستثناء، ستتمكن المجر وسلوفاكيا من شراء النفط الروسي عبر خطوط الأنابيب حتى نهاية عام 2024، بينما قد تستمر جمهورية التشيك في شرائه حتى يونيو 2024، إذا لم تحصل على النفط عبر خط أنابيب من جنوب أوروبا في وقت مبكر.

وجاء في المسودة أيضا “لذلك يحث المجلس الأوروبي على إعداد الصيغة النهائية والموافقة عليها دون تأخير، بما يضمن المنافسة العادلة وتكافؤ الفرص في السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، والتضامن بين الدول الأعضاء في حالة توقف مفاجئ للإمدادات”.

وأضافت المسودة أن الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد سوف “تحسم قضية الاستثناء المؤقت لخام النفط المنقول عبر خط الأنابيب بأسرع ما يمكن”، وهناك توافق إلى حد كبير على بقية الحزمة التي تتضمن عزل سبيربنك، أكبر بنك في روسيا، عن نظام سويفت للمدفوعات الدولية وحظر دخول المحطات الإذاعية والتلفزيونية الروسية في الاتحاد الأوروبي وإدراج آخرين على قائمة أفراد تم تجميد أصولهم.

ولفت الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية، خلال تصريحاته لـ”سكاي نيوز عربية”، إلى صعوبة تطبيق تلك العقوبات حيث يستورد الاتحاد الأوروبي ما يقرب من 2.2 مليون برميل يوميًا من النفط الخام و1.2 مليون برميل يوميا من المنتجات النفطية المكررة بحسب أخر إحصائية لوكالة الطاقة الدولية.

وأوضح سولونوف بلافريف، أن حال التطبيق الفعلي لتلك الحزمة بالأخص قطاع الطاقة سوف تعاني أوروبا من قفزة كبيرة في الأسعار ومعدلات التضخم في جميع أوروبا وليست الشرقية فقط كما تحاول بعض الدول الأوروبية بأنها لن تتضرر مثل فرنسا على حد قوله.

وقبل انعقاد القم الأوروبية بساعات حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة التكتل على التوصل إلى اتفاق سريع بشأن حزمة العقوبات السادسة على روسيا، بما في ذلك حظر استيراد النفط.

وسأل زيلنيسكي قادة التكتل في بروكسل، متحدثا عبر رابط فيديو، “لماذا لا يزال في وسع روسيا جني قرابة مليار يورو في اليوم ببيعها موارد الطاقة؟”، استغاثة زيلينسكي بقادة أوروبا جاءت عقب ضربة قاسمة من الحليف الأميركي.

واشنطن تتراجع

ففي وقت سابق الاثنين، استبعد الرئيس الأميركي جو بايدن، تسليم أوكرانيا أنظمة قاذفات صواريخ بعيدة المدى قادرة على بلوغ روسيا رغم المطالب المتكررة من كييف للحصول على هذه الأسلحة.

وقال بايدن للصحفيين: “لن نرسل لأوكرانيا أنظمة صواريخ قادرة على بلوغ روسيا”، رد موسكو جاء سريعًا حيث صف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديميتري ميدفيديف قرار واشنطن بعدم تزويد كييف أسلحة قادرة على الوصول لروسيا بالعقلاني.

في السياق ذاته يقول الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، إن واشنطن تعلم جيدًا أن العملية العسكرية في أوكرانيا اقتربت من الحسم، ومزيدًا من التصعيد في الوقت الحالي يعني لواشنطن مزيدًا من الخسائر الاقتصادية في الداخل الأميركي.

وأشار شاتيلوف مينيكايف، خلال تصريحاته لـ”سكاي نيوز عربية”، إلى أن التصريحات التي روج لها من خلال الأعلام الأميركي خلال الأيام الماضية حول تزويد كييف براجمات الصواريخ (MLRS) بعيدة المدى، كان الهدف منها امتصاص غضب أوكرانيا التي تطالب بمزيد من السلاح وسط خسائر فادحة لها أمام الجيش الروسي.

مقالات ذات صلة