عبدالله مسار يكتب .. الحزب الشيوعي في مرمي القانون (٣)

بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالله مسار يكتب
الحزب الشيوعي في مرمي القانون (٣)

قلنا في مقالينا الحزب الشيوعي في مرمي القانون (١) و(٢) ان الحزب رغم عراقته و وتقدمه وشعارات الحداثة التي يرفعها ولكن باين عليه القدم
ايضا حزب معارض باستمرار ولو جاء بالحكومة والنظام واتيحت له اربعة فرص في ثورات مختلفة ولكن لم يستغلها واخرها ثورة ابريل
ايضا المنهج الذي يتبعه هو يرفض العسكرتاريا ويذهب للاتفاق مع حركة مسلحة وايضا يرفض العسكرية ولا يعمل علي اقامة الديمقراطية ولا يتحدث عن الانتخابات
ايضا حزب اقصائي يتحدث عن الاتفاق مع الحركات المسلحة ويرفض العمل المشترك مع القوي السياسية والمجتمعية
ايضا يسعي لتغيير جذري في قيم وسلوك المجتمع ومعتقداتهم في حين ذلك مستحيل في شعب متدين بالفطرة ايضا يكرر كثير من اخطائه منذ اكتوبر ١٩٦٤م وحتي ابريل ٢٠١٩م ويدفع ثمن ذلك مضاعف
بعد قيام ابريل ٢٠١٩م لاحت له احسن فرصه لان غريمه التقليدي التيار الاسلامي كان في اسوء حالاته ومبعد من العمل الحزبي ولكن اراد ان ينفرد بالساحة فخسر حلفائه ولم يحقق مقاصده. رغم المجهود الذي بذل تنظيميا وبالذات في العاصمة من قيادة الحزب في العاصمة واعلم هنالك شخص او اشخاص مفرغين لهذا الغرض
وايضا هو حزب بروتاريا ولكن حزب صفوي واقرب الي الحزب العشائري او الراسمالي
هذا في اطار الشكل والمضمون وهو لديه مواقف كثيرة مشرفة في صراعه السياسي مع الانظمة ولكن يفسد هذه المواقف حال تحقيق النصر
اما رحلة كاودا فقد ذكرنا بعض من مخاطرها وتعقيدها وهنا نوكد انها وضعت حزب سياسي في شراكة مع حركة عسكرية خارج القانون مما يجعله في مواجهة مع السلطة الحاكمة ومع مجتمع المنطقة التي تقوم عليها ممن يخالفونا مع دولة جارة سبب لها حرج ومع القوي السياسية التي هي نصف حليفة له وكذلك من خصومه الاخرين الذين قطعا سيزيد عداءهم له ويكبر استعدادهم خوفا من عمل عسكري في الخرطوم وفوق هذا نال عداء الثلاثية رغم خلافنا معها
ايضا كان كثير من اهل السودان يظنون ان حركة عبدالعزيز الحلو وحركة عبدالواحد هما زراع عسكري للحزب الشيوعي او علي الشمول احزاب اليسار لانهن يرفعن بعض شعارات اليسار كالعلمانية وفصل الدين عن الدولة في حين ان قضايا مناطق الحركات هي التهميش وعدم التوزيع العادل للثروة والسلطة وقضايا المواطنة والحقوق والواجبات وهكذا وليس لدي العامة علاقة بامر العلمانية وفصل الدين عن الدولة لانها ترف نخب ومثقفين
عليه هذا اكد هذه المقولة وجعلها حقيقة ولو ظاهريا وقد تبني عليها مواقف تضر بالحزب
اخيرا اعتقد ان مالات كاودا خسارة كبيرة للحزب في المستقبل ولو حقق نصرا موقتا. لانه لم يذهب وسيط للحل ولكن ذهب ليكون شريك باتفاق يترتب عليه فعل في الخرطوم خارجه وخاصة المركز الموحد الذي يعني نقل الصراع الي الخرطوم لحركة مسلحة عبر ذراع سياسي له وجود في بعض لجان المقاومة مثل العباسية وجنوب الحزام وشمبات وغير ذلك بل لديه نشطاء تنظيمين كانوا معلومين لبعض صاروا معلومين للكل
عليه اعتقد ان الحزب الشيوعي هو الان و بعد الثورة في احسن حالاته ولكن نتيجة اخطاء غير محسوبة بدقة يمكن ان تضيع كل هذه المكاسب
ايضا يجب ان يسعي للعمل الجماعي والاقصاء لا يفيد اي تنظيم سياسي لان السياسة قايمة علي الشراكة والتنازلات هنا وهناك فشعارات لا كذا ولا كذا لا تنفع حتي في البيوع ناهيك عن ممارسة السياسة
تحياتي

مقالات ذات صلة