السودان وأمريكا .. خدعة المليار دولار وقصة تاجر البندقية!

الخرطوم- اثير نيوز
متابعة- مني ابوالعزائم

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها تعتزم تسوية متأخرات على السودان من البنك الدولي بقيمة مليار دولار، بعد رفع واشنطن إسم السودان من قائمة الدول للراعية للإرهاب.
ووجدت الخطوة الترحيب من وزارة المالية وتناقلت الصحف والمواقع الإلكترونية والفضائيات الخبر. ولكن المفاجأة أن الوعود الأمريكية وأساليب الخداع لم تنته بعد. فحتى الآن لم يرشح ما يفيد بأن الخزانة الأمريكية دفعت المليار دولار فعلياً لصالح السودان. ولكن المعلوم للجميع أن السودان ظل يدفع ويتنازل وينتظر ويدور في حلقة الوعود بدون نتائج ملموسة.
اجتهدت الخرطوم لدفع أموال تعويضات ضحايا تفجير السفارتين بأكثر من 330 مليون دولار، أضطرت لإمتصاصها من السوق السوداء، فقفز الدولار إلى مستويات غير مسبوقة وأشتعلت معه الأسواق.
ثم قام السودان بطبيع العلاقات مع إسرائيل، فإنهالت الوعود من إسرائيل وأمريكا بأن الخيرات ستتدفق على السودان قمحاً واستثمارات ونهوض بالبنى التحتية.
وعلى أرض الواقع ساءت الأحوال أكثر من ما كانت عليه في السابق. شح في المحروقات وأزمات متكررة في الخبز وتوترات قبلية ومناوشات على الحدود.
كل ذلك الإستنزاف يحدث للخزينة السودانية وسط تهديدات وتلويح بعقوبات جديدة بسبب تعويضات ضحايا 11 سبتمبر واحجام الشركات الأمريكية عن تقديم عروضها للإستثمار في السودان.
وبالعودة إلى خدعة المليار دولار يقول الكاتب الصحافي والمحلل السياسي المعروف خالد حسن محمد علي أن أمريكا لن تدفع شيئا للسودان حتى تضمن أن ما تقدمه بيمينها تقبضه يسارها مرة أخرى. بمعنى أن واشنطن ستجبر الخرطوم على دفع المليار أولا كتعويضات، ثم تعيده إليه في شكل منح ومساعدات.
وأضاف خالد: (حتى لو دفعت أمريكا، فإنها لن تدفع لخزينة السودان لأن السودان لديه التزامات أجنبية في مسألة الديون والقروض. ولن يعنيها أن السودان يعاني شحا في الخدمات والعملات الأجنبية). وأضاف خالد: (أمريكا لا تعنيها الشعوب بقدر ما تهتم بمصالحها فقط، وهي خطط وسياسات موروثة منذ قديم الزمان). وقال خالد: (على نظام حمدوك قراءة قصة تاجر البندقية جيدا، لأن ما تفعله أمريكا هو ذات ما كان يفعله). ويروي خالد القصة ويقول: (تاجر البندقية كان يطلب منك رطل دم مقابل قطعة زيتون، فتضطر مع ضغط الحاجة أن تتنازل عن دمك وقطعة من جسمك مقابل قطعة الزيتون الصغيرة علها تسكت جوعك).
وختم خالد حديثه: (ضعف الطاقم الإقتصادي يجعلنا فريسة سهلة لأطماع أمريكا التي آخرها الحديث عن القاعدة العسكرية على البحر الأحمر والمقابل هو قطعة صغيرة من الوعود ندفعها نحن كعربون خضوع لتعود إلينا وكأننا شحاذون على قارعة الطريق).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *