مخلص أمين ناصح يكتب .. نعمة الباقر وحرب الشائعات

مخلص أمين ناصح يكتب

نعمة الباقر وحرب الشائعات

التضليل الاعلامي هو عبارة عن محاولة خلق رأي عام مغلوط ولكنه مقنع الى حد ما بهدف ارباك الشخص او المؤسسة المعنية وصولا الى ردة فعل قد لا تكون سليمة وكما قيل قديما (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الاخرون)
والشاهد هنا انه ومنذ الغزو الروسي لاوكرانيا فان الالة الاعلامية الشيطانية والضخمة لدول اوربا وامريكا تحاول تصوير وخلق رأي عام بأن روسيا دولة معتدية قامت بغزو دولة مستقلة بغرض احتلابها وضمها اليها.

وبدا اللوبي الامريكي/الاوربي يطلق التحذيرات بان الغزو الروسي اكبر مهدد للسلم العالمي ويمثل تحديا للقانون الدولي، متناسين الادوار القذرة للغرب في كل انحاء المعمورة.
ومن المضحك المبكي في هذا الصدد ان تستهدف الالة الاعلامية الشيطانية السودان ووضعه في قائمة الدول الداعمة لروسيا وهو امر يصعب تصديقه اذا اخذنا في الاعتبار الازمة الاقتصادية والسياسية التي يعيشها السودان.

وفي اطار تلك الحملة الشعواء قامت المدعوة نعمة الباقر بنشر تقرير في شبكة السي ان ان حول مخطط ضخم لتهريب الذهب السوداني لروسيا لدعمها في حربها ضد اوكرانيا وتورط القيادات العسكرية السودانية الحاكمة حاليا في هذا الامر.
فمن هي نعمة الباقر؟
ولدت نعمة الباقر في السودان في 1987 ودرست في السودان ثم في بريطانيا وانضمت للسي ان ان في 2011 كمراسلة. ورغم انها لم تذكر هوية زوجها غير ان يعتنق الاسلام الا ان المعلوم ان زوجها هو دبلوماسي بريطاني رفيع يدعي مارك برسون ريتشاردسون.
وقد كتبت نعمة الباقر العديد من التقارير حول النزاعات الدولية الا ان ما رفع اسهمها هو تقاريرها حول الاغتصابات في دارفور والتي روجت فيها ان الجنجويد هم مجموعة مليشيات تقوم بقتل واغتصاب المزراعين، ثم اجرت حوارا مع قائد قوات الدعم السريع متعهدة بنشر كل الحقيقة الا انها نكصت عن تعهدها ونشرت معلومات مغلوطة عن القوات رغم ان القاصي والداني يعلم انها قوات نظامية محكومة بقانون اجازه البرلمان السوداني.

وبعد فترة توقف عن الكتابة في الشان السوداني لانشغالها بالاحداث في ليبيا والتي روجت في تقاريرها عن انتشار تجارة الرقيق ولم تلق تلك التقارير الرواج الذي كانت تتمناه تلك العملية.
ثم عادت مرة اخري للكتابة عن السودان في محاولة لاستعادة بريقها الاعلامي كمراسلة عالمية للسي ان ان وهذه المرة عبر تقرير مخدوم حول مخطط ضخم لتهريب ذهب السودان لروسيا. والتقرير لمن يطلع عليه مليء بالمعلومات المضللة والساذجة ومن ذلك ان الانتاج السنوي للذهب في السودان يقدر ب 13.4 مليار دولار وهو ما يعادل قيمة 3250 طن! فالمعلوم ان الانتاج العالمي للذهب لا يتجاوز 83 طن سنويا! وهذا ابلغ دليل علي خواء التقرير وبعده عن المصداقية.

وكما ذكر مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية مبارك اردول ان الارقام المذكورة في التقرير خيالية وان التقرير ضعيف ومحاولة لاقحام السودان في ما يدور بين روسيا والغرب.
ونعمة الباقر انموذج للمراسلين الذين يدبجون التقارير وفقا لموجهات استخبارات الدول العظمي والقصد من وراء ذلك هو تحقيق مكاسب شخصية بصرف النظر عن الانتماء للوطن.

مقالات ذات صلة