غضبة الشعب وفشل الحكومة.. بقلم : الشريف الامين الصديق الهندى

غضبة الشعب وفشل الحكومة..

بقلم : الشريف الامين الصديق الهندى

تقف الحكومة مضطربة و مترددة امام الجحافل الهادرة من الشعب مطالبة بحقها فى الكرامة و العيش الكريم. ظهر ضعف الحكومة و عدم مقدرتها على إيجاد الحلول للأزمة التى يعيشها الوطن و شعبه. يتواصل الحراك الشعبى و تستمر المظاهرات المنددة بالنظام و سياسته و تبدو الحكومة فى حالة عجز كامل عن الإتيان بسياسة رشيدة تدعو للتفاؤل و توقف المد الثورى الذى استنزف أرواح و خلف شهداء الوطن فى أمس الحاجة لعطائهم. بأن الهزال و ظهر الضعف و تفرقت صفوف الحزب الحاكم و تعددت التصريحات الملغومة و النيران الصديقة متوجهة نحو صدور أصدقاء الأمس الحاكم و كسر الشعب حاجز الخوف و فقدت السلطة صولجانها و اختطف الشعب القفاز و تلالات اضوء الحق البين مزيحا ظلام الباطل الغاشم و اقبل بعضهم على بعض يتلاومون بالصوت المسموع و الطعن بخناجر الخيانة على بعضهم لم يخفيه جفير الدبلوماسية. خرج الشارع بعد أن تمت التعبئة من ثدى المعاناة اليومية و القهر و الظلم و المسغبة نتاج سياسات النظام و الفساد الحكومى الغير مستتر و السادر ظلما تحميه السلطة التى فقدت الكابح التنظيمى بعد ان ما عاد للأخلاق و القيم و الدين مكانا وسط الحاكمين يهديهم طريق الرشاد و يعطيهم جرعة مسئولية تجاه أنفسهم و الشعب تقيهم غضب الله و غضبة الشعب. كان الدين مطية للسلطة انتهت مهمته و العمل بأخلاقه فور اعتلاء السلطة و السيطرة على الحكم.تفشى الفساد حتى غمر كل ادعاء بحكم الدين و صارت السلطة مطية لموارد التهلكة و مظان الثراء الحرام و البعد عن القيم الإسلامية السمحة التى تخدم المجتمع و تنقيه و تزكيه روحا و نفسا و مجتمع و أمة.
التظاهرات التى كسرت حاجز الخوف و تعدت عدم تنظيم أحزاب المعارضة أبانت هزال و ضعف الحكومة و عدم مواكبة التنظيمات المعارضة لإفراز ات سياسات الحكومة و دورها فى تعبئة الشارع و خروجه متحديا كل صلف حكومي و لا مباليا بالقهر و عسف السلطة مسطرة كتابا جديدا فى نضال الشعوب من تأليف الشعب السودانى الذى ما زال عطاؤه النضالي متجددا ياتى بالفريد المبتكر من أساليب التصدى للقهر و الجبروت الحكومى المتسلط. تفاجأت الحكومة و المعارضة على السواء بخروج الشعب إلى الشارع منددا بالسياسات الحكومية و مطالبا بحقوقه الاقتصادية و السياسية التى تعدت عليها الحكومة لمدة ثلاثين عاما. فشلت الحكومة فى جميع الأصعدة التى تمس حياة المواطن مباشرة اقتصاديا و سياسيا و التى قادة إلى أزمة اجتماعية يعيشها المواطن فقرا و جهلا و مرض. إخفاقات الحكومة هى السبب فى تعبئة الشارع و المجتمع و بذلك وفرت سياسات الحكومة على المعارضة مهمة التعبئة. قامت الحكومة بدور المعارضة على نفسها.
بدأت المظاهرات بشكل تلقائي و هذا طبيعى للواقع السياسى و الاقتصادى الذى يعيشه المواطن بعد ان أصبحت الحكومة فاقدة المقدرة على الاستجابة لاحتياجاته الأساسية. التلقائية ليست خصما على المعارضة و لا المطالبة بالحقوق الاساسية عيب انما هى طعن فى مقدرة الحكومة على الحكم و الإطعام من جوع و الامن من خوف.
أثبتت الانتفاضة الشعبية عدم وجود أصدقاء للحكومة على المستويين الإقليمي و العالمى يمدون لها يد العون بما متوفر عندهم من بترول و دولار و قمح. وقف العالم مؤيدا إعلاميا الحراك الشعبى و متفرجا على الحكومة الخالية الوفاض. لا حلفاء للحكومة فى المنطقة و العالم مما يربهن على خطأ و غياب السياسة الخارجية الرشيدة للنظام مع العالم. تدفع الحكومة ثمن إنعزالها عالميا و لم تستطع الاعتماد أو توفر دعما خارجية من عالم عز فيه إيجاد صديق للحكومة خارج الحدود و يعد هذا دليلا على فشل الحكومة فى السياسة الخارجية مما يدل على عزلة النظام عن العالم و الاقليم. العامل الخارجى ذو أهمية كبيرة فى الأزمة السودانية لبس فقط المقاطعة الاقتصادية و القرارات الدولية ضد النظام التى لا ينكر تأثيرها فى تفاقم الوضع الاقتصادى خاصة و عوامل الفساد و سؤ الإدارة و سياسات التمكين زادت الأمر سوءا. الحالة الاقتصادية الماثلة الآن تحتاج لدعم اسعافى خارجى ليبدأ تعافى الاقتصاد السودانى و الذى بدونه لا يمكن معالجة الأزمة وان توفرت العوامل الداخلية المطلوبة من حسن إدارة و محاربة فساد. ليس فى مقدور الحكومة التعامل مع الخارج و هى فى حالة الضعف و العزلة و الرفض الشعبى الذى عبرت عنه الانتفاضة وليس فى وسع الحكومة ان تأكل مما تزرع بدون (سلوكة) خارجية. لم يحاول أعضاء النظام و منسوبيه فك الضائقة المالية أو المساهمة فيها بما اكتنزوا من مال عام فسادا و استغلالا للسلطة و لم تستطع الحكومة و أجهزة أمنها إجبارهم على المساهمة. لم يسمع للحكومة صوت و لو كذوب بمشروع معالجة للوضع الاقتصادى أو السياسى تقدمه لقوى الانتفاضة الشعبية لتهدئة الوضع الملتهب. فقدت الحكومة تماسكها الداخلى و غاب حزبها الحاكم عن الإعلام مما يدل على حالة الاختلاف و الصراع داخل الحكومة و مؤسساتها الحزبية. لقد اختفت الحكومة كصانعة قرار و فقدت المقدرة على المبادرة فى مواجهة المد الشعبى الرافض وان غدا لناظره قريب أو غريب والأمر لله من قبل و من بعد و يبدو أن الشعب هو وسيلة الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *