عبدالله مسار يكتب .. لن يتفقوا

بسم الله الرحمن الرحيم

عبدالله مسار يكتب
لن يتفقوا

عندما قرر الانجليز الخروج من السودان ومنحه الاستقلال كان احد ادارييهم بسرايا الحاكم العام جالسا علي كرسي خارج مكتبه فخطرت علي باله فكرة هل سينجح السودانيون في حكم بلادهم بعد خروج الانجليز

فقام بتجربة بسيطة حيث وضع برنيطته ( الكاب ) فوق اعلي نافذة من نوافذ القصر ثم عاد وجلس علي الكرسي ونادي علي مجموعة من الموظفين السودانيين والعمال المتواجدين داخل سرايا الحاكم العام وقال لهم (هنالك جائزة فوق البرنيطة التي هي في اعلي النافذة والجائزة لمن يستطيع الوصول اليها ) تدافع السودانيون كل واحد منهم يطمع في الفوز بالجائزة
وكان التنافس بينهم محتدما والانجليزي يراقبهم وقد لاحط انه كلما صعد او اقترب واحد منهم الي البرنيطة امسك به البقية وسحبوه الي الارض ومنعوه من الوصول للهدف
وتكرر المشهد لاكثر من ساعة
وعندها اوقفهم الرجل الانجليزي ثم صعد وتناول البرنيطة ثم قال للاسف ليس هنالك جائزة ولكنه اختبار وقد فشلتم
قال لهم دعوني اقول لكم نحن سنسلمكم بلدكم ونذهب ولكنكم. لن تنجحوا في ادارة بلدكم اتدرون لماذا ؟!!

لانكم تتعاونون علي تعطيل بعضكم ولا تتعاونون علي فرص النجاح وانجاح بعضكم
لو كان هذا الاختبار لنا نحن الانجليز كنا جلسنا اولا واتفقنا علي اختيار احدنا ليصعد ويحضر البرنيطة ونساعده علي ذلك علي ان نقتسم الجائزة بيننا بالتساوي
هذا القول او هذه الحقيقة تجسد واقعنا السياسي بمنتهي الدقة منذ الاستقلال
حروب وانقلابات وثوارت واعتصامات وصراعات اثنية وقبلية وتناحر
ويوكد الواقع السياسي السوداني صدق ذلك الاداري الانجليزي
منذ الاستقلال نجيد ونعطل بعضنا البعض بالتالي تعطل الوطن والخدمات والتنمية بل العقد الاجتماعي و بهذا العمل عطلنا الوطن ورهناه لامثال فولكر واخرين وجعلنا وطننا سوحا للخلاف والتامر وبعناه في موائد العمالة والاراتزاق

نحن كافراد تعاملنا جيد ولكن تعاملنا مع الوطن والشان العام من اسوء مايكون
نحن شعب لم نتعلم كيف نتعاون من اجل تحقيق النجاح الوطني ولا تنمية السودان
وساستنا لم يتعلموا الا الخلاف والصراع وعدم الاتفاق
بل هم ادوات للفشل ولا يعرفون كيف يديرون الخلافات بينهم.

واحزابنا كلها قامت علي الخصومة ولذلك فشلنا جميعا في ادارة وطن حباه الله بموارد كثيرة وكبيرة وارض ومياة وموقع ونحن شاطرين جدا في التخوين والكيد والحقد والحسد والهدم والتكسير حتي ثورتنا التي قامت خربت كل ما كان موجود قبلها ولم يسلم من ذلك الطرق والشوارع والمؤسسات العامة والخاصة وتعطيل مصالح البلد والشعب
ايها الساسة السودانيون الا يكفيكم الزمن الذي ضاع من عمر هذا الصراع دون طائل
وكل اوطان الدينا في تقدم ونمو وهي بدون موارد مثال (اليابان )ونحن نرجع الي الخلف
عليه السيد الفريق اول البرهان ساسة السودان لن يتفقوا كل يكيد للاخر
اتخذ قرارات لصالح الوطن.

اولها عين عاجلا رئيس وزراء من ذوي الخبرة والكفاءة والقبول ليكمل ما تبقي من الفترة الانتقالية وليختار له وزراء بذات الصفات
وليكمل موسسات الفترة الانتقالية وخاصة مفوضية الانتخابات
واقصروا الفترة الانتقالية لمدة عام فقط ليذهب الجميع الي الانتخابات كفانا حكم (الزندية )
اعلم اخي البرهان ساسة السودان ضاربهم سوس الخلاف لن يتفقوا الا في تكسير الوطن
انه المرض العطال المزمن الذي اصابهم منذ الاستقلال
تحياتي

مقالات ذات صلة