نقابة الصحفيين.. آخر مناظرات المرشحين

قبل يوم الصمت الانتخابي وفي آخر أيام مناظرات المرشحين لنقابة الصحفيين بمركز طيبة برس تناظر الأستاذ شوقي عبدالعظيم مرشح قائمة الوحدة الصحفية والأستاذ عادل أحمد إبراهيم المرشح المستقل لمجلس النقابة يوم أمس الخميس، ووصف شوقي عبدالعظيم الوصول إلى المرحلة الحالية من تحقيق حلم تكوين نقابة مهنية حرة للصحفيين بالانتصار العظيم للصحفيين الذين ظلوا يدافعون عن الحقوق ويقدمون تضحيات كبيرة ويتعرضون لانتهاكات وظلم متصل طيلة السنوات الثلاثين الماضية من عمر حكومة الإنقاذ، وقال شوقي إن ما تحقق حلم كبير يأتي بعد معاناة وصبر ونضال الصحفيين المستمر مع أشكال الانتهاك والرقابة القبلية والفصل التعسفي والإيقاف عن الكتابة، وأن تأسيس النقابة يجيء بعد أن انتهت كل تلك الممارسات بفضل الثورة المجيدة، مشيرًا إلى أن الوحدة الصحفية في حال وصولها إلى النقابة والفوز بالانتخابات فإنها تولي اهتمامًا كبيرًا بالتدريب وتوفير الدعم القانوني للصحفيين وصقل التجارب حتى تتمكن الصحافة من ترك الأثر النافع في المجتمع وفي التوعية وكشف الفساد والتثقيف ، إلى جانب العمل على وضع معايير أخلاقية للعمل الصحفي وتحسين أوضاع الصحفيين واقتصاديات المؤسسات الصحفية والسعي إلى بناء وحدة صحفية متماسكة ونقابة تجمع كل أهل المهنة وتدافع عن حقوقهم وتساندهم وتوفر الحماية لهم من العسف وتطوير مسيرة العمل الصحفي، وتابع شوقي أن الإنقاذ كانت تعمل على استمالة الزملاء الصحفيين من خلال الدورات التدريبية التي لم تحقق التطور المطلوب للعمل وغالبها كانت بدون خطط واضحة ، ولا معايير أو احتياجات محددة للتدريب ، مشيرًا إلى أن أعضاء اتحاد الصحفيين الذي يرأسه الصادق الرزيقي كانوا يشتبكون بالأيدي للظفر بفرص التدريب في الخارج من أجل منافع شخصية لا علاقة لها بالمهنة وتطويرها، وأضاف أن الصحفيين تمكنوا من تغطية العجز من خلال تبادل الخبرات داخل صالات التحرير ، مؤكدا أن النقابة سوف تسعى إلى إعمال مبدأ التكافؤ في فرص التدريب والمعرفة وتحسين ظروف العاملين وبيئة العمل ، وشدد شوقي على ضرورة أن تعمل النقابة على توفير كافة الخدمات والدفاع عن الحقوق والتزام المؤسسات الصحفية بالعقود والوفاء بالالتزامات تجاه منسوبيها فضلًا عن إيجاد قانون يلزم تلك المؤسسات بتوفير أموال للتدريب ، مشيرًا إلى أن قائمة الوحدة الصحفية تعتبر التدريب من أكبر الهموم والشواغل وأن من الواجب الاجتهاد لتنفيذها بعد تحسين وتطوير المهنة والمحافظة عليها من خلال إقامة مجلس متخصص في التدريب يحدد الاحتياجات اللازمة والعدالة في التدريب و فضلًا عن الاهتمام بمشكلة الاجور ومعالجتها من خلال احترام المؤسسات للصحفيين العاملين معها، وشدد شوقي على أن وسائل النقابة في الدفاع عن الصحفيين من ابرزها تأهيل الصحفي وتدريبه للالمام بالمعرفة الكافية التي تعينه على حماية نفسه شخصيا من الانتهاكات فضلا عن اعمال مبدأ الافلات من العقاب باعتبار ان الانتهاكات والعنف الذي يتعرض له الصحفيين يقع في بعض الاحيان من جهات واشخاص وكيانات لاعلاقة لها بالسلطة .

ومن جهته قال المرشح المستقل لمجلس النقابة الاستاذ عادل أحمد إبراهيم إن النقابة تجيء في ظروف معقدة وتواجه تحديات جسيمة ولكنها خطوة مطلوبة وضرورية لاستعاد النقابة والمضي قدمًا في مسار التحول الديمقراطي ومناهضة الانقلاب العسكري، والتصدي للشمولية ، وأكد أنه حال فوزه سوف يعمل على تشكيل لجنة خاصة بتوفير الحماية للصحفيين من الانتهاكات والاعتقالات والدفاع عنهم في الاتهامات الكيدية المتعلقة بالتجسس والتخابر وغيرها من المواد المعيبة والمقصود عبرها الضغط على الصحافة والاعلام في القانون السوداني، وأكد عادل بأن علاقته باتحاد الصحفيين الذي يرأسه الرزيقي لا تعدو كونها علاقات عامة وتواصل في اطار ما ينفع المهنة وأنه لا ينتمي لهم لافتا إلى ان التحول الديمقراطي ماضٍ في طريقه وأنه لا مستقبل لاتحاد الرزيقي أو غيره في المستقبل ،وشدد عادل على انه سيعمل على ترقية البيئة الصحفية واجراء التعديلات القانونية اللازمة لاتاحة الحرية وحصانة الصحفي من الاتهامات.

وأمس الأول الأربعاء شارك مرشحون من قائمة شبكة الصحفيين السودانيين وقائمة الوحدة الصحفية في مناظرة حول صحافة السلام ومابعد النزاعات ناقشوا من خلالها رؤيتهم فيما يختص بخطاب الكراهية وكيفية محاربة النعراث العنصرية والجهوية وكافة اشكال التمييز في السودان من خلال ما يمكن أن تطرحه النقابة لمعالجة هذا الخلل، وقال عبدالحميد عوض مرشح قائمة الوحدة الصحفية إن رؤية الوحدة الصحفية ترتكز على قاعدة اساسية تتمثل في الالتزام بأخلاقيات المهنة ونبذ خطاب الكراهية، ورأى أن هذه النقطة محل التناظر تعد مدخلا جيدا للتوافق بين جميع أطراف ومكونات الوسط الصحفي بعيدا عن حمى التنافس المسيطرة هذه الايام بسبب انتخابات النقابة وقال أعتقد أن الوحدة الصحفية وشبكة الصحفيين تتفقان بشكل كلي حول خطورة هذا الخطاب وطرق محاربته والحد منه بغض النظر عن اختلاف الوسائل، وأكد عوض في كلمته أن خطاب الكراهية يعتبر أمرًا متجذرا في المجتمع السوداني ، بسبب السياسة خاصة في فترة النظام البائد الذي أسس لخطاب الكراهية من خلال تصريحات قادته لا سيما الرئيس المخلوع عمر البشير، وأكد عبدالحميد أن الدولة متورطة في تعزيز خطاب الكراهية ، وأشار إلى أن الصحفي ليس مسؤولا عن مناهضة هذا الخطاب ولا نقابة الصحفيين وحدها ، وتابع لا بد من تنسيق وتكامل في الادوار بين الدولة والمجتمع والمنظمات للحد من انتشار خطاب الكراهية ، وزاد دور الصحافة ينحصر فقط في تأهيل الصحفيين وتدريبهم وزيادة الوعي بخطورة خطاب الكراهية ، حتى لا تتورط الصحف فيه باعتبار أن الصحافة اساس للوعي الكامل ولابد من ممارسة الدور الاعلامي ونشر الحقائق والتوعية بخطورة هذا النوع من الخطاب ، ودعا عبدالحميد إلى ضرورة أن يكون هناك نص صريح يحرم تناول خطاب الكراهية مشيرا إلى تجربة إحدى الصحف في البلاد والتي كانت بحسب تعبيره تمثل ناطق رسمي باسم خطاب الكراهية وكان يرأس تحريرها رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين ، وشدد على ضرورة وضع أسس وبرامج واضحة لمحاربة خطاب الكراهية من خلال ميثاق الشرف الصحفي الذي يشتمل على مواد خاصة بهذا النوع من الخطاب فضلا عن فصل ومحاسبة كل من لا يلتزم به من النقابة ؟، وقال عبدالحميد ينبغي على الصحفي أن يكون محصنا ضد العنصرية والجهوية والقبلية ، ولابد ان تقوم الصحف في البلاد بعكس التنوع السوداني والتخلص من الانتماءات الضيقة من خلال وضع استراتيجية للتدريب في كيفية تغطية النزاعات وخطاب الكراهية، مشيرا إلى أن التسامح لا يعني تجاوز العدالة الانتقالية والتي بعد أن تتوفر يمكن أن تلعب الصحف والاعلام دورا ايجابيا في هذا الشأن بشكل أكبر.

وفي السياق قال حسين سعد مرشح شبكة الصحفيين السودانيين إن الشبكة تدعو إلى وضع أسس علمية لتوظيف الصحافة لخدمة أهداف السلام ووقف خطاب الكراهية ، وحسن إدارة التنوع بالبلاد ، وأضاف استمرار الحرب وعدم التوصل إلى اتفاق سلام حقيقي وشامل وكثرة انقسامات الحركات المسلحة تعتبر مهددًا للمجتمع خاصة في ظل المنهج الخاطئ لاتفاقيات السلام وضعف التغطيات الاعلامية والخاصة بالسلام ، بالنظر إلى أن الصحفيين يذهبون ليشكلوا “تمومة جرتق” فقط ، وتابع لا بد للصحفيين لعب دور أكبر في قضايا التعايش السلمي ونشر المحبة والسلامة ، وأوصى حسين سعد بأهمية أن تشكل الصحافة قرون استشعار لنزع فتيل الصراعات والتوترات وتجنب الدعاية للعنصرية والجهوية ، والعمل بتوازن في التغطيات ، والعمق في تناول قضايا السلام والتعايش ، والحياد بالوقوف على مسافة واحدة من كافة الاطراف ، ودعا حسين إلى أن الصحافة لابد أن تلعب دورا ايضا في التحفيز للسلام ووضع ميثاق شرف يطوف على كل الولايات، ومحاربة الخطاب المعمم على وسائل التواصل الاجتماعي والذي سمم الأجواء والمناخ العام بالبلاد ، وطالب حسين سعد بانشاء تحالف بين الصحفيين والمهنيين والاحزاب ومختلف الجهات لمحاربة خطاب الكراهية ، ووضع قانون يعاقب على الكراهية ، والاستفادة من التجارب الدولية والالتزام بقواعد النشر والابتعاد عن التجريح واثارة النعرات والتقليل من المرأة ورفض كافة اشكال العنف وتحصين المجتمع ،وشدد سعد على ضرورة الالتزام الصارم بأخلاقيات المهنة والابتعاد عن السبق الصحفي على حساب القضايا الوطنية ومواجهة الصحافة لتحدي الدعوة للتسامح والتعايش.

وفي السياق وفي المناظرة الثانية بين المرشح المستقل لمنصب النقيب الاستاذة درة قمبو ومرشح التحالف المهني ميسرة عيسى قالت درة قمبو أن برنامجها الانتخابي يقوم على ضرورة تعزيز مشاركة النساء والتنافس الديمقراطي وأشارت إلى ان النقابة التاسيسة المنتظرة تأتي في مرحلة مفصلية من عمر البلاد والانتقال ولابد لها أن تلعب دورا فعالا في الانتقال السياسي والاجتماعي وأشارت درة إلى ان التغيير لا ينبغي ان يكون سياسيا ولا بد ان يكون تغييرا اجتماعيا ، وتابعت بما ان الصحافة تعبر عن الآخرين وتعبر عن ثلاثة أرباع الشعب السوداني فان نقابة الصحفيين تعتبر مشروعا وطنيا لا بد أن يكون في المقدمة، وأشارت درة إلى ان برنامجها من الناحية المهنية يخاطب قضايا الصحفيين وتوفير احتيجاتهم فضلا عن توفير حصانة قانونية قوية وتوفير تامين طبي وتعديل القوانين المتعلقة بالوصول إلى المعلومة ، ولفتت إلى أنها تطمح في انشاء دار للنقابة ونادٍ للصحفيين ومكتبة وقاعات ، إلى جانب إنشاء أكاديمية للتدريب المستمر وتقليل دائرة التسرب من المهنة والتحول إلى مهن أخرى والاهتمام بقضايا الصحفيات وذوي الاحتياجات الخاصة والمراسلين بالولايات من حيث الأجور والحقوق والامتيازات، داعية إلى العدالة في الاجور، واعادة النظر في علاقة الصحفي بالناشر والمؤسسة التي عمل بها ، ونبهت إلى أنها تسعى إلى انجاز مجموعة من الاستثمارات والتمويل لضمان استقلالية العمل في النقابة ، والاهتمام بتطوير الصحفيين ليتمكنوا من ممارسة العمل في مختلف الوسائل الاذاعية والتلفزيونية والالكترونية والورقية.

وفي السياق قال ميسرة عيسى مرشح التحالف المهني للصحفيين إن التحالف يهتم بقضايا التدريب والتأهيل والارتقاء بالمهنة والدفاع عن الحقوق وبناء علاقات خارجية واصلاح المؤسسات الاعلامية الحكومية وجدد التاكيد على ان التحالف يرغب في التأسيس لنقابة بعيدة عن السياسة وإعلاء قيمة المهنة وتحسين أوضاع الصحفيين وبيئة العمل والأجور، مشيرا إلى برامج أخرى تتعلق بالشان الثقافي والاجتماعي وقضايا الصحفيات، فضلا عن الاسكان وووضع ميثاق شرف للصحافة الرياضية، وصندوق التكافل الاجتماعي ، ونبه ميسرة إلى أن التحالف وافق على الدعوة التي وصلته من بقية الأجسام فيما يتعلق بالرد على مسجل تنظيمات العمل الى جانب الموافقة على دعوة طيبة برس الخاصة باعلان ميثاق شرف انتخابي وأبدى التحالف بعض الملاحظات عليه وفي انتظار بقية الاجسام للتوقيع .

السوداني
مهند عبادي

مقالات ذات صلة