الدبلوماسية الروسية – يوم الدبلوماسيين

الخرطوم- اثير نيوز
رصد- مروة محمدالفاتح

لدى الدبلوماسية الروسية تقاليد عريقة تمتد لعدة قرون، ففي كل عام في العاشر من فبراير يقوم الدبلوماسيون الروس بالاحتفال بيومهم المهني – يوم الدبلوماسيين – للاحتفاء بذكرى انشاء الخدمة الدبلوماسية الروسية في العام 1549.
هذا اليوم التذكاري الذي لم يمضي على تحديده الكثير من الذمان (في العام 2002) هو يوم ذو اتصال مع التاريخ الروسي وانشاء روسيا لأول مكتب علاقات خارجية – قسم السفراء (او “بوسولستفي بريكاز” بالروسية) وعلى حسب السجلات الرسمية فان اول قسم علاقات خارجية أنشئ من قبل الامبراطور ايفان الرابع في العاشر من فبراير من العام 1549.
لكن بالطبع، ان التقاليد الروسية في العلاقات الخارجية تعود الى ما قبل ذلك.
فعلى سبيل المثال فإن “اتفاقية السلام والحب” بين روسيا القديمة والبيزنطيين، تم التوقيع عليها في العام 860، كذلك مبعوثو الامارات الروسية كانوا ضيوفا متكررين في ولايات اروبا في العصور الوسطي.
ولكن في القرن السادس عشر وبعد بتشكيل الدولة الروسية المتحدة، أصبح وجود قسم دبلوماسي يقوم بمهام السياسيات الخارجية امرا حيويا وفي العام 1549 أصبحت الخدمة الدبلوماسية جزاء داخليا من إدارة الدولة الروسية ولها مقامها الخاص.
ان قسم السفراء قام بإدارة السياسة الخارجية الروسية بنجاح خلال فترة القرنين السادس عشر والسابع عشر (وكانت اول بداية لمهمة دبلوماسية روسية دائمة في القرن السابع عشر). في الأعوام 1718 – 1720 بداء التحول المتدرج على يد الامبراطور بيتر الأعظم، لتصبح زمالة العلاقات الخارجية.
سار هذا في نفس المسار الذي كان ابان ظهور الإمبراطورية الروسية ووضع روسيا كقوة أوروبية ضخمة. ان كوكبة الدبلوماسيين اللامعين في الزمالة كانت الواضع للقواعد الأساسية وأساليب الدبلوماسية الروسية.
وأخيرا، في العام 1802، الشكل الجديد لإدارة السياسات الخارجية – وزارة الشؤون الخارجية – قامت من خلال امر من الامبراطور ألكسندر الأول.
عند العام 1914 كان لروسيا شبكة عريضة من الدبلوماسيين والتمثيل القنصلي في شتى انحاء العالم.
وزارة الشؤون الخارجية (كما عرفت في الفترة 1917 – 1946 – مفوضية الشعب للشؤون الخارجية) دعمت مصالح الدولة في كل نقطة تحول تاريخية في روسيا او التاريخ الدولي. ان دبلوماسيينا قاموا بمبادرة حاسمة في تقوية الإتلاف المناهض لهتلر خلال الحرب العالمية الثانية وكذلك الاسهام العظيم في انشاء الأمم المتحدة وتعزيز سلطة الأمم المتحدة في إدارة العلاقات الدولية وكذلك كافحوا لأجل السلام ونزع السلاح.
اليوم تلعب الدبلوماسية الروسية دورا كبيرا في الأمم المتحدة ومجموعة العشرين وابيك وبريكس والمنصات الدولية والإقليمية الأخرى وتقوم بعزيز الروابط بين الأصدقاء والتعاون مع الدول الأخرى.
ان الدبلوماسي في زمننا هذا يختلف عن الدبلوماسي في القرون السابقة. ان الدبلوماسية الحديثة أصبحت أكثر ديناميتا وتنوعا وتتطلب نطاقا معرفيا أوسع في مجالات متعددة مثل التحديات الجديدة – مراقبة السلاح، البيئة، التغيير المناخي، محاربة الإرهاب والكثير غيرها من التحديات. بينما يكون مذهب الدبلوماسية متجها نحو تعددية المتجهات والاتصال والتواصل، تبقى المهمة الأساسية هي نفسها – التأكيد على ظروف خارجية مناسبة للنماء المحلي.
لكن أفضل التقاليد الأساسية في الدبلوماسية الروسية والتي مازالت حتى اليوم متأصلة بقوة، ومنها – ثقافة ومهارات المهنية القوية التي تتضمن الأساسيات اللغوية الجيدة والمعرف العميقة في العلاقات الخارجية والالتزام لبلادهم مع الاحترام للبلدان التي هم فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *