مقالات اخر الاسبوع فائز السليك: مارون بين الكلمات العابرة!.. شكرا

اثير نيوز

دوما تسحرني صوفية شاعرنا العظيم محمد مفتاح الفيتوري،
تاج السلطان الغاشم تفاحة..
تتأرجح أعلى سارية  الساحة
وتاج الصوفي يضئ
على سجادة قمح..
ذات يوم كنت في القصر الجمهوري بمكتب صديقنا محمد الفكي، مر بخاطري شبح البشير ، المخلوع. تخيلته يمشي بخيلاء وسط الحدائق الممتدة وفيها نمارق مصفوفة وسرر مرفوعة، ورجال يوزعون تحايا الولاء، وابتسامات ماكرات للتزلف من الطاغوت الناهي والآمر، ثم ينظر من اعلى شرفة القصر الى النيل، كل ذلك ويتملكه شعور الحاكم الواحد الأحد، قلت لوز الفكي، وين البشير حاليا؟؟


وهنا عبر هذا المكتب كم كان عدد العابرين ؟ قال لي من ضمن الراحل بهاء الدين محمد ادريس!
ضحكت وقلت له  هذا هو التاريخ!
، وهذه هي العبر !
 
ويوم أمس انطوت صفحة في كتاب تجاربي، وانتى أمد تكليفي بمهام المستشار الاعلامي بمكتب رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، بعد اتخاذ  قرار جماعي منا لمنحه فرصة اعادة تشكيل مكتبه من جديد وفق متطلبات مرحلة حكومة التوافق السياسي الجديدة التي اتوقع نجاحها لان الظروف ستكون مختلفة من تلك الظروف التي عمل فيها وزراء ووزيرات الحكومة السابقة، وتعرض كثير منهم/ن الى حملات عداء وكراهية وشيطنة من البعض.
ومن تجربتي الخاصة، كنتُ موقناً ولا ازال انني لست افضل الصحافيين والصحافيات، بل هي فرصة توفرت ليس اكثر! ربما سيحقق فيها غير نجاحات افضل لو توفرت لهم/ن الفرصة، هكذا هي الحياة والظروف!.

وشكرا للفرصة التي مكنتني من العمل قريبا من الدكتور حمدوك،  لقد كانت تجربة مفيدة وثرة، وسوف أقول كلمتي عنه في زمان آخر،  مثلما سعدت بالعمل مع بعض موظفي وموظفات الحكومة، اعضاء مجلس الوزراء المنتهي تكليفه.
شخصيا  اجد نفسي راضيا من التجربة، ويقيني انني لم اتمكن من تحقيق كل ما كنا نصبو اليه في مجال الاعلام ، وما نهدف له من توفير المعلومة لابناء وبنات شعبنا.
شكرا للذين كانوا قريبين من عملنا، وللذين تعاونوا معي في كل المجالات وبين ذلك مجموعة من الصحافيين والصحافيات ظلوا يتعاونون مع الحكم الانتقالي بكل تجرد ذات، سافر بعضهم/ن معنا، وتواصل البعض من صحفهم/ن ، او من قنوات تلفزيونية،
وشكرا لكل من تقدم/ت بمقترحات وافكار ، وشكرا كذلك لكل الذين قدموا النقد لعملنا العام، وطالبوا بتجويد الاداء ، وتطوير وسائل العمل.
ولا انسى الذين عبروا في نقدهم/ن عن كراهية لي، او من سخرية، لا سيما الذين يعرفونني عن قرب!
فالمجموعة الاخيرة جعلتني اقف واتفحص دوافع اي هجوم منظم على  اي شخص في مكان
مسؤولية دون معرفة بالشخص او ظروفه او ملابسات الحدث سبب الهجوم

لقد حقنوني بجرعات مفيدة من الحصانة،  ومنحوني قدرات من الصبر، وجعلوني أتأمل في معنى السلطة لا سيما حينما تكون سلطةً متوهمة، اي سلطة؟! أو تلك العابرة؟
شكرا ايها (( المارون بين الكلمات العابرة)) على حد قول المجنون درويش! أخيرا  اؤكد دعمي لمرحلة الانتقال، من اي مكان، وفي اي زمان ، وذلك  بتعزيز  ما اراه صحيحا، وبالعمل  على تصحيح ما اراه خاطئا.
هذي  دعوة لنا جميعنا، الوطن في حاجة الى الحب حتى نقتل كورونا الكراهية ، والى التسامح حتى نهزم مشاعر الغل ، نحتاجنا الى روح سلام اجتماعي و بذور محبة، والى الاعتبار من التاريخ وتجاربه، والتزود من طاقات ثورة  ديسمبر المجيدة.
المؤكد ان الغد اجمل، وان المستقبل لنا، وان هذه المصاعب ليست الا علامات مخاض لمولود جديد اسمه السودان الديموقراطي الموحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *