حديث المدينة .. عثمان ميرغني يكتب .. الشخصية رقم “صفر”من هو رئيس الوزراء القادم؟ الإجابة سهلة جداً..

حديث المدينة .. عثمان ميرغني يكتب ..

الشخصية رقم “صفر”من هو رئيس الوزراء القادم؟ الإجابة سهلة جداً.

هو أحمد.. آدم .. نادية.. حسن.. سعيد.. رشا.. خليل.. إسحق.. طاهر.. هيثم.. فاطمة.. إبراهيم.. أو أي اسم آخر… فالحمد لله لدينا رصيد ضخم من الشخصيات التي تصلح لهذا المنصب الرفيع أو أي منصب آخر.. فهذه ليست المشكلة أبداً..

حتى مواصفات رئيس الوزراء ليست مشكلة ، فحسب ما صرحت قيادات سياسية أن من معايير اختياره أن يكون شخصية مستقلة لا حزبية .. مؤهلة علمياً وعملياً، مؤمن بالثورة.. إلى آخر المقاييس المعلومة للجميع..

رئيس الوزراء طالما هو “شخص” مهما كانت مواصفاته فهو لن يقدم أكثر من “أشوف في شخصك أحلامي”.. لأنه محكوم بحدود قدراته وتفكيره ومؤهلاته مهما سمقت لا أكثر.. فلماذا نُصِر دائماً على تكرار أخطاء الماضي منذ استقلال السودان؟ لماذا لا ندرك أن المناصب القيادية الرئيس يجب أن تسند للشخصية الاعتبارية لا الطبيعية؟ لماذا لا يكون رئيس الوزراء “مؤسسة”وليس مجرد شخص له شهيق وزفير..

مَأسَسَة رئيس الوزراء توفر حلولاً ليس لعملية الاختيار المشوبة دائماً بالهواجس والريب السياسية فحسب، بل للناتج المتوقع من هذا المنصب على المستوى القومي..

بعد انتصار ثورة ديسمبر والإطاحة بالنظام البائد في 11 أبريل 2019 كتبت كثيراً وبإلحاح أطالب بمأسَسَة رئيس الوزراء فكونه رأس القاطرة التي تقود البلاد يعني أن منه يبدأ النجاح أو الفشل، وقد صدق ما توقعته عندما رأى الجميع الفشل يمشي برجليه خلال الحكومتين المدنيتين بعد توقيع الوثيقة الدستورية..

الآن : وحتى لا نعيد سيرة الفشل والوجع القومي الأليم، من الحكمة الآن أن ننسى حكاية “مواصفات رئيس الوزراء” والأجدر أن نصمم “مكتب رئيس الوزراء” بمختلف تفاصيله التي تجعل من يجلس على الكرسي الوثير أقرب إلى مايسترو يقود منظومة الآلات الموسيقية على تباين أصواتها ليصنع منها لحناً واحداً متجانساً من مزيج أصواتها.

طبعاً الأمر لا يتوقف عند مكتب رئيس الوزراء بل يمتد إلى كل المناصب القيادية خاصة العليا، فكلما توسعت مساحات العمل المؤسسي المدروس إنحسرت الحسرة من القرارات التي تصنع الفشل..

من الحكمة أن نبدأ الآن في صناعة دولة حديثة، تعتد بقوامها المؤسسي لا الشخصيات مهما سمقت..

مقالات ذات صلة