ود الحاج الخبير ببيع وشراء السيارات : السماسرة رسخوا للمفاهيم الخاطئة.. والكوري لا يصلح في السودان

اضحت تجارة بيع وشراء السيارات بمختلف أنواعها تجارة رائجة في كثير من الأحوال، خصوصاً عندما اختفى تجار السيارات الحقيقيون، واحتل مكانهم السماسرة الذين لا يشترون أو يبيعون بطريقة مباشرة إلا عبر وسيط، وربما وسيطين أو ثلاثة توطئة لتقديم الزبون للمالك الحقيقي.. “كوكتيل” التقت التاجر والخبير في بيع السيارات، محمد ود الحاج، الذي شكا من عدة إشكاليات؛ أولها قال إن الحكومة لم تخصص مكاناً معيناً لتجارة بيع السيارات، كما تخصص أمكنة ومحالاً أخرى لعدد من الأنشطة التجارية المختلفة.. فإلى مضابط الحوار

لماذا لم تكن لمحال السيارات أماكن معينة يرتادها الزبائن كبقية المحال التجارية ونرى كثيراً تنقل دلالات السيارات من منطقة لأخرى بصورة عشوائية وغير مدروسة ؟

الحكومات المتعاقبة لم تهتم بأسواق السيارات، ولم تخصص لها أماكن محددة أسوة بالأسواق التجارية الأخرى، لذلك ظلت أسواق السيارات تتنقل من مكان لآخر.

اين كان أول مكان لدلالة السيارات بالخرطوم ؟

تقريباً كان شرق مسجد فاروق بوسط الخرطوم في العام 1970، وبعد خمس سنوات انتقل إلى المحطة الوسطى، ومنها إلى المنطقة المحيطة بفندق المريديان. .

بعد التمدد العمراني بالعاصمة وضيق المساحات التي لا تصلح لدلالة السيارات أين اتجهتم ؟

اتجه عدد من التجار إلى الجانب الشمالي من ميدان المولد بالحلة الجديدة، وهو ما يعرف بميدان الليق ، وفي العام 1987 انتقلنا إلى منطقة الصحافة، وكنا حوالي 50 سيارة.

في بواكير السبعينيات والثمانينيات ما هي أنواع السيارات التي كنتم تبيعونها في ذلك الوقت ؟

غالبية السيارات في الماضي كانت ماركات شهيرة مثل المارسيدس، البيجو، الفيات والتايوتا، وكان عدد السيارات بالعاصمة ليس كبيراً، لذلك كانت حركة المرور سهلة، وكان غالبية الناس يعرفون الناس من خلال سياراتهم أثناء مرورها في الشارع .

كيف ترى وضع الزبائن حالياً وما هي الماركات المرغوبة في السوق ؟

الآن، الوضع اختلف، خاصة بعد غزو السيارات الكورية للسوق، فمعظم الناس اتجهوا لاقتنائها.

ما هو سر اتجاه تحول المجتمع السوداني للسيارات الكورية ؟

ترجع أسباب تحول المواطن السوداني للسيارات الكورية لأن أسعارها مناسبة للعامة، لكنها أقل جودة من السيارات اليابانية والألمانية .

كيف ترى المناخ والأجواء التي تعمل فيها السيارات الآن بالسودان؟

هناك سيارات مصنوعة لتعمل في أجواء لا تلائم السودان، لذلك فهي كثيرة الأعطال، بجانب وجود مفاهيم خاطئة في سوق السيارات رسخ لها السماسرة والدخلاء على المهنة .

إلى أي مدى يقدم السمسار النصيحة والمشورة للمشتري وكيف تقرأون عيوب السيارات ؟

هناك من يشيرون إلى وجود عيوب بالسيارة بغرض تقليل سعرها أو تبخيسها، وهي عيوب غير مؤثرة إطلاقاً لكن للأسف أصبحت تلك المفاهيم مسيطرة على السوق، وبعض السماسرة يهمهم فقط تكملة الصفقة للتكسب فقط، دون النظر للجوانب الأخلاقية والإنسانية، ومعظم هؤلاء الناس دخلاء على المهنة ولكن جيلنا كان يقدم تقريراً صادقاً ومفصلاً عن القيمة الفنية والمادية لكل سيارة حسب وضعها الراهن وحسب ما تستحق بكل مصداقية ونكران ذات.

من واقع خبرتك كيف تنظر للموديلات الحديثة من السيارات ؟

الموديلات الحديثة من السيارات تحتاج لشوارع ممتازة حتى لا تتعرض للأعطال ومشاكل (الكركبة) ، وهذه واحدة من الإشكالات التي جعلت السيارات مكلفة جداً، وزادت من رواج سوق الأسبيرات، فهي سيارات مصنعة لشوارع تختلف من شوارعنا، وبيئة تختلف من بيئتنا، لذلك غالباً ما يتعرض أصحاب تلك السيارات للمشاكل التي ذكرتها .

ما هي النصيحة التي تقدمها لكل من أراد أن يشتري سيارة جديدة؟

أنصح كل من يريد شراء سيارة أن يذهب بها إلى أماكن الفحص بالكمبيوتر التي أصبحت متاحة في كل مكان للتأكد من جودتها بعيداً عن تنظير السمسارة، فبذلك يتعرف على تاريخ الصنع، وقوة المحرك، وحمولة السيارة الحقيقية، ويكون على علم ودراية بكل الخواص الفنية والميكانيكية في سيارته .

السوداني
سعيد عباس

مقالات ذات صلة