نفي الوديعة الدولارية .. هبة تحرج جبريل

نسفت وزير المالية السابقة د. هبة محمد علي أحلام انخفاض الدولار والأسعار بتصريح أشعل الأسواق من جديد وأنعش سوق العملات الأجنبية لتقفز إلى أرقام غير مسبوقة. وتعود التفاصيل إلى أنه خلال الأيام الماضية رشحت معلومات عن وصول وديعة بقيمة 500 مليون دولار من دولة عربية إلى خزينة بنك السودان. فنزل الخبر برداً وسلاماً على المواطنين بهبوط كبير في أسعار الدولار وبدأت بعض السلع الإستهلاكية في التراجع التدريجي لأسعارها. حتى جاء اللقاء الغريب للوزيرة السابقة في يوم التسليم والتسلم مع الوزير الجديد د. جبريل إبراهيم بوزارة المالية. وعندما تم سؤالها عن الوديعة نفت علمها بها لتتناقل تصريحاتها الأسافير ويعود الناس للمربع الأول وهواجس ارتفاع الأسعار وطيران الدولار.
يقول خبراء ومحللون سياسيون أن حديث الوزيرة السابقة تنقصه الخبرة وكان بإمكانها الإجابة بطريقة أكثر دبلوماسية لتبقي على الأثر الطيب لخبر الوديعة لكنها بتهور كبير قلبت الأمور رأساً على عقب. بينما يشير بعض الخبراء إلى أن الخطوة مدروسة ومقروءة في إطار سياسة (علي وعلى أعدائي) ليبدأ جبريل مهامه في الوزارة من الصفر.
وأشار خبراء إلى أن مارشح في السابق عن حرب خفية بين المكون المدني وحركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق جوبا للسلام خرج الآن للعلن. وكان رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك استبق خطوة تعيين د. جبريل إبراهيم وزيراً للمالية بإنشاء شركة لا ولاية للمالية عليها وتستوعب أموال لجنة إزالة التمكين والهبات والإعانات لتجفيف الوزارة ويتم تسليم الخزانة خاوية لجبريل يواجه بها مطبات الإقتصاد المتآكل ويضعه في مواجهة مباشرة مع الشعب.
ويضيف الخبراء أن المكون المدني يريد المحافظة على بعض آلياته الفاسدة داخل الوزارات المؤثرة لذلك يسعى بكل قوة لإستفزاز حركات الكفاح المسلح وضغطهم بقوة الأزمات ليرضوا أطماعهم الخاصة بهدم اتفاق سلام جوبا والسعي لتشتيت شمله.
وحول نفي الوزيرة السابقة هبة للوديعة يقول المحلل السياسي والكاتب الصحافي المعروف صبري محمد علي العيكورة أن الوزيرة تمنت (ضاحكة) أن يكون ذلك صحيحا ووصفته بالخبر السعيد دون أن تؤكد أو تنفي أنها خلف (الإشاعة) الأولى. وأضاف العيكورة: (برأيي لا يمكن ان يؤخذ تصريح هبة بأنه زلة لسان، كونه موضوع حساس يتعلق بسعر صرف العملة الوطنية ولا يجب التحدث حوله إلا بلغة الأرقام والوثائق، فكونها تتحدث عن وديعة وصلت بالطبع لا تعني أن (لوري فحم) قد دخل وزارة المالية بل يعني أن هناك وثائق ومستندات قد أثبتت ذلك. واعتقد أن حديث هبة الذي حاولت (المخارجة) منه بضحكتها المصطنعة وإلتفاتتها لجبريل كان بها نوع من التخطيط. وحديثها عن عدم وصول الوديعة ربما يكون أمر مدبر ومخطط له بهدف تجفيف السوق ليتحمل السيد جبريل همس الشارع بأن الحرية والتغيير تركت الدولار بكذا وما أن جاء جبريل إلا وقد ارتفع السعر. ولكن قطعا لم يكن حديثها مزحة سخيفة بقدر ما هي مقصودة وكأنها ستباهي (جماعتها) بهذا (المسمار) والذي لن يمر على رجل بقامة الدكتور جبريل).
وقال صبري: (الشيئ الملفت للنظر أن الوزيرة عندما نفت خبر الوديعة كان من الطبيعي أن تتحدث عن ملاحقة الجهة التي نشرت الشائعة، ولكنها استعاضت عن ذلك بضحكتها وامنياتها وأظن أن الهدف واضح).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *