خبير إستراتيجي: حاضنة الحكومة القادمة أقرب للجهوية

الخرطوم-اثيرنيوز
أكد خبير استراتيجي إن حاضنة الحكومة القادمة اقرب للجهوية منها للايدلوجية، لافتا إلى أن نجاح شركاء المرحلة الانتقالية رهين بنسيان إحن و مواجع الماضي، و التراضي علي اتخاذ نهج العدالة الانتقالية.

وفي قراءة للمشهد السوداني بعد وصول قيادات الحركات المسلحة للعاصمة الخرطوم، وتأثير ذلك علي الراهن السياسي قال بروف عبدالرحمن كوري لـ”اثير نيوز”: ليس من السهل ان نطلق على الحكومة في الأيام القادمة حكومة الثورة بقدر ما يصدق عليها حكومة السودان، مشيرا الي ان الشباب السودانيين عندما خرجوا يهتفون بالشوارع لم يتوقعوا ان يقودهم الائتلاف الحاكم بتناقضاته الي الواقع الراهن فقد حلموا بحكومة تكنوقراط لا حكومة محاصصات حزبية.
وتابع بروف كوري:  لا شك ان اهم شعارات الثورة قد تحقق منها قسم لا بأس به فقد سعت لتحقيق الحرية و السلام و العدالة، اما الحرية فقد عملت على تعديل كثير من القوانين المقيدة للحريات، وعن السلام، فقد سعت للاصطلاح مع حركات التحرر المسلحة في الشرق و الجنوب و الغرب فتحقق سلام جزئي له نظرته و حاجاته و شعاراته،.

وحول مشاركة الحركات أوضح بروف كوري، بان مشاركة الحركات المسلحة وعودتهم الوطن سيكون له تأثير علي حاضنة الحكومة و اولوياته، مشيرا الي انهم سيمثلون مكونا من مكونات شركاء الفترة الانتقالية، مما يقود الي تضاءل الصوت العالي للائتلاف المدني في الحرية و التغيير لا سيما في مكونه الأيدلوجي، ولفت الي ان “الايدلوجيا” ليست من بين هموم الحركات المسلحة التي يمكن ان تصنف “جهوية”.

وقطع بان الجهوية ليست ايدلوجية، منبها الي ان الحاضنة الأولى لحكومة حمدوك برزت اشتراكية التوجه بقيادة الشيوعيين بحنكتهم السياسية و استصحبوا في معيتهم البعثيين و الناصريين و القوميين العرب و لجان المقاومة من الراغبين في فتح حدود الإمكان لأمانيهم في العيش الكريم و الكرامة الوطنية.

وأشار الخبير الاستراتيجي الي ان حكومة حمدوك نفسها يمكن تصنيفها بانها رأسمالية التوجه تؤمن بالانفتاح الاقتصادي و برامج البنك الدولي وتسعى وراء نيل رضى “الترويكا” و القوة العالمية، وتضع وزنا للجغرافيا السياسية الإقليمية التي ساهمت في توقيع الوثيقة الدستورية.

و على الرغم من ان مجموعة حمدوك الحاكمة لم تعلن اعترافها بالترويكا و الاتحاد الأوربي و أمريكا داعمين معنويين و متقبلين لشرعيتها معها ولم تعلن الاستظلال بجناحها، إلا أنه اكد انها لن تجد حرجا في التعامل مع الحركات المسلحة التي وقف الغرب خلف مطالبها الإنسانية و عمل علي تأمين الحماية الأمنية [اليوناميد] و العون الانساني (المعونات) مما يمكننا ان نصنفها مدعومة غربيا.

و لفت كوري الي انه من ناحية اخري لم يعد للحرية و التغيير نفس قوة بروزها لأول عهدها مما ادي الي فشل تنفيذ برامجها الاسعافية التي كان من الممكن أن تقنع غالبية الشعب السوداني اقتصاديا، وظهرت الخلافات البينية في مكوناتها وانسحاب الحزب الشيوعي، وانقسام تجمع المهنيين كل ذلك ادي لضعضعتها وضعفها بالإضافة لفشلهم في قضايا احكام القبضة علي العدالة و القانون و الامن و تنفيذ الاحكام القضائية.

مشيرا الي حديث عقار، وقال: عقار صرح بانه لا توجد غضاضة بينه وبين الإسلاميين، و كذلك صرح اركو مناوي، اما جبريل فقد عبر عن ذلك بيان بالعمل، و قال بروف كوري: عندما يذكر الإسلاميين هنا لا أحسبهم يقصدون حكومة المؤتمر الوطني بوزرائها و مدراء المؤسسات وقادة العمل الاجتماعي، فهم بلا شك يقصدون أصحاب العاطفة الدينية الذين لم يتورطوا في قضايا قانونية وليس لديهم مانع من التعايش السلمي مع المجتمع، ووصفهم بـ”إسلاميي الرصيف”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *