كتب د. فقيري حمد : ألم يعلمِ الخبراء رأي شعب السودان بعد؟

استجابة لدعوة مركز الخبراء العرب للمشاركة في استطلاعات الرأي حول القرار السوداني السيادي القاضي بإعلان دولة الإمارات ، دولة عدوان،اسال القائمين علي امر المركز عن جدوي استطلاع الرأي العام حول قرار سيادي صدر باجماع اعضاء مجلس الامن و الدفاع الوطني يحظي باجماع الشعب و دخل حيز التنفيذ.
مراكز الدراسات تجري استطلاعات الرأي العام حول القضايا الكبري التي لم يشكل حولها موقف رسمي لمساعدة صناع القرار لاتخاذ قرار يحظي برضا الجماهير مما يجعل إستطلاع مركز الخبراء العرب حول هذا القرار قدحا في صحة و دقة القرار و كفاءة متخذيه و محاولة لإحداث شرخ في الرأي العام السوداني المؤيد للقرار السيادي الموفق .
سياسية قطع العلاقات الدبلوماسية تقليد قديم قدم تبادل التمثيل الدبلوماسي الذيً درج عليه العالم منذ القرن الثاني عشر و تطور عبر مراحل حتي أخذ بعده الدولي في القرن السابع عشر مع اتفاقية ويستفاليا 1648 التي أرست قواعد الدولةِ الوطنية علي ركائز خمس هي :
١/ الحدود الجغرافية للدولة الوطنية التي لا تتعداها الدولة و لا تتعدي عليها دولة اخري.
2/ الحق السيادي الكامل لبسط سلطة ادارية علي أطراف الدولة، في حدودها الجغرافية مع السيطرة علي مواردها و مقدراتها.
3/ حق الدولة في إنشاء جيش وطني من مواطنيها له الحق الحصري في احتكار السلاحِ و استخدام القوة المميتة ضد اي تمرد و عدوان يهدد الدولة في حدودها الجغرافية.
4/بناء مؤسسات تصدر التشريعات و القوانين و النظم الادارية الضابطة لاجهزة الدولة و توظيف اجهزة ذات مهام و اختصاصات تنفيذية .
5/ الاعتراف المتبادل بالسيادة و عدم التدخل في الشؤون الداخلية والتبادل الدبلوماسي الذي ينظم العلاقات و تبادل المعلومات و المنافع المشتركة .
بناء علي مرتكزات ويستفاليا، تقاليد عصبة الأمم و ميثاق الأمم المتحدة تقام العلاقات الدبلوماسية بين الدول لتعزيز السيادة، التبادل،التجاري، الاقتصادي ،الثقافي،المعلوماتي والتنسيق في المحافل الدولية والإقليمية بما يحقق الفوز المشترك و بالتالي لا مناص من قطّع العلاقات التي لا تحقق تبادل المنافع وتعزيز السيادة.
قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدول العربيةِ سلوك دبلوماسي مستمر مثال :
مقاطعة كل الدول العربية جمهورية مصر عدا السودان و سلطنة عمان عقب اتفاقية السلام مع الكيان 1979. 18دولة من دول الجامعة العربية قطعت علاقاتها مع العراق 1990ا إبان العدوان علي الكويت. السعودية قطعت علاقاتها مع سوريا 2012، مع دولة ايران 2016.
السعودية، الامارات، البحرين و مصر قطعت علاقاتها مع دولة قطر وضربت عليها حصارا غير مبرر 2017 .
2021 قطعت دولة الجزائر العلاقات مع المملكة المغربية علي لسان وزير خارجيتها رمضان العمامرة المبعوث الأممي الحالي للسودان.
مع هذا السجل في سوء العلاقات العربية العربية لم تتعرض اي من دول العرب التي قاطعت الاخري للعسف ،الظلم و العدوان الذي تعرض له السودان من الإماراتُ باستثناء احتلال العراق لدولة الكويت 1990 لذا كان لزاما علي الجامعة العربية حشد العرب و العالم ضد عدوان الإمارات علي شعب و دولة السودان أسوة بما فعلته إبان عدوان العراق علي الكويت.
السجل الدبلوماسي العربي في قطع العلاقات يظهر بجلاء صبر السودان علي أذي و عدوان الإمارات و توخيه التأني و الحكمة في قرار المقاطعة الذي جاء بعد فشل الدبلوماسية الناعمة في إقناع الإمارات باحترام سيادة السودان و الكف عن دعم التمرد.
شعب السودان الذي كان ضجرا و غاضبا من تباطؤ مجلس السيادةُ في قطع العلاقات مع الإمارات رحب بالقرار السيادي الحازم املا في ان يفضي الي :
١/كبح جماح العدوان الإماراتي الذي يتمدد علي أطراف دولة السودان .
2/ تبصير الرأي العام الإماراتي بجرائم حكام الإمارات ضد دولة و شعب السودان و تسخير أموال الدولة في قتل الشعوب و تخريب الدول.
3/ ايقاظ الضمير العربي الإسلامي الذي لم يحرك ساكنا ازاء جرائم الحرب وضد الإنسانية و الإبادة الجماعية في السودان .
4/ تحريك الجامعة العربية لدعوة مجلس الجامعة لمساندة السودان بتفعيل المثياق بما يوقف العدوان الإماراتي علي السودان.
5/ حث الأمم المتحده لإيقاف العدوان بتفعيل مادة الامن الجماعي في الميثاق و معاقبةِ الإمارات.
5/ تنبيه المجتمع الدولي بالمخاطر التي تهدد امن البحر الاحمر و الملاحةِ و التجارةُ الدولية.
6/ توضيح للرأي العام السوداني بان كل محاولات التهدئة مع الامارات قد فشلت و حمله علي جمع المعاول و الموارد و بناء جبهة داخلية لا تخترق لمواجهةِ العدوان .
7/ إنذارالإمارات للكف عن هذا العدوان و تهديد امن و سيادة السودان و إلا سيكون الرد قاسيا و عنفيا و موجعا و لا عذر لمن انذر.