عبد الله مسار يكتب .. دفع الأهوال
عبد الله مسار.. يكتب : دفع الأهوال
قيل إن رجلاً جاء إلى سيدنا سليمان عليه السلام وطلب منه أن يعلمه إحدى لغات الحيوان.
فقال نبي الله سليمان عليه السلام لا تستطيع تحمل ذلك.
ولكن الرجل أصر وتوسل لسيدنا سليمان ليعلمه ذلك.
فقال له نبي الله سليمان عليه السلام أي لغة تريد أن تتعلمها فقال الرجل لغة القطط لأنها تكثر في قريتي ومنزلي.
فنفخ النبي سليمان في أذنه.
وفعلاً تعلم الرجل لغة القطط.
وفي ذات يوم سمع الرجل قطتين تتحدثان، فقالت إحداهما للأخرى هل عندك طعام فإنني أكاد أموت من الجوع.
فأجابتها الثانية كلا ولكن في البيت ديك سمعت أنه مريض وسيموت ونأكله فاصبري قليلاً.
فقال الرجل في نفسه لا والله لن تأكلن ديكي وفي الصباح أخذ الديك إلى السوق وباعه.
وجاءت القطة وسألت هل مات الديك؟
فقالت الأخرى لها كلا لقد باعه صاحب الدار.
ولكنني سمعت أن الخروف يتمتم ويقول إني متخم وسأموت أنقذوني.
فاصبري سيموت ونأكل من لحمه.
فقال الرجل لن تأكلن من لحم خروفي وفي الصباح أخذ الخروف إلى السوق وباعه.
وجاءت القطة وسألت هل مات الخروف.
فأجابتها كلا لقد باعه صاحب الدار ولكن علمت من نبي الله سليمان عليه السلام أن الرجل صاحب الدار سيموت وسنأكل من طعام مأتمه فاصبري قليلاً.
وهنا صعق الرجل وذهب مسرعاً إلى نبي الله سليمان وهو يصرخ ويبكي ويتوسل.
وأخبر سيدنا سليمان بالقصة وانه سمع الهرة تقول سيموت. فما العمل؟
فقال نبي الله سليمان عليه السلام إن الله فداك بالديك ولكنك بعته، وفداك بالخروف ولكنك بعته أيضاً، فأما اليوم فأكتب وصيتك فإنك ميت لا محالة.
ومن هذه القصة ندرك أن الله يدفع عن عباده كثيراً من المصائب والأهوال بأمور أخرى دون أن نعلم ذلك حقيقة إلا بعد فوات الوقت.
لذلك قال الله عن نفسه انه رحيم ورحمته وسعت كل شيء، قال عن نفسه الغفور ومغفرته شملت كل عباده انسهم وحيوانهم وجنهم، بل هو رؤوف بعباده وحليم عليهم ويدفع عنهم الشرور والمصائب بطرق مختلفة لأنه هو العليم.
أيها الناس اعبدوا ربكم وثقوا فيه فإنه أحن إليكم من الأم الرؤوم.
فما أصابكم لن يخطيكم وما رفعه عنكم لن يصيبكم.
توكلوا على الله وتوبوا إلى الله هو بديع السماوات والأرض.
(يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)