حديث المدينة .. عثمان ميرغني .. أقوى حزب سوداني..

أقوى حزب سوداني..

حديث المدينة – عثمان ميرغني

لو كان بإمكان “ترمب” سوداني أن يخصص مبلغ ألف دولار لكل أسرة تنضم إلى حزبه، ويستخدم مثل برنامج “ثمرات” لتغذية حسابات مئات الآلاف ممن يرتضون مبدأ (الدفع مقابل الولاء)..هل يمكن أن تتخيل قوة القاعدة الجماهيرية لهذا الحزب؟

بالضرورة سيكتسح أية انتخابات على أي مستوى، ولائي أو اتحادي، مهني أو حتى لجنة الخدمات والتغيير في الحي.. بل أكثر من ذلك سيفرض أجندته وصوته على الجميع ويصبح الحزب الذي إذا تكلم أسمع، وإذا ضغط أوجع.

والأمر ليس فيه أية شبهة لرشوة أو شراء ولاء الجماهير بالمال، فالحزب ليس شركة تجرد الأرباح والخسائر نهاية العام.. الأحزاب مؤسسات الديموقراطية التي تتولى قيادة الوطن لتحقيق مصالح و طموحات بناته وأبنائه الاستراتيجية.. أشبه برابطة كبرى تتعاهد على العمل الجماعي المنتج فيرتد على الجميع بمصالح لا تستثني أحداً..

الفكرة أن يرتبط الحزب بالمصلحة المباشرة للمواطن، إرتباط الجيب بملابس صاحبه.. وليس في ذلك عيب، بل الأجدر أن نحول حتى القِيّم إلى رصيد مباشر، فيصبح إحسان المرء لعمله وسلوكه أقرب إلى عملية تحويل رصيد إلى حسابه البنكي.. وأعنى ذلك حرفياً..

تَصدُق في القول تكسب مالاً، تَكذِب في القول والفعل تخسر مالاً.. تعمل بجدية ونزاهة وإحسان تكسب مالاً، تعمل بكسل وخمول ولا مبالاة تخسر مالاً وفوراً..

والكلمة نفسها بالعربي أو الإنجليزي تمنح روح هذا المعنى، بالعربي “قِيم”.. فيها روح الربح المادي المبادي فهي أقرب إلى قيمة.. وبالإنجليزي Values هي أيضاً فيها روح الحساب النقدي المالي.

مثلاً..

حزب المعاشيين، هو حزب يجمع في عضويته العاملة كل الذين تقاعدوا عن العمل في الخدمة المدنية والعسكرية وحتى القطاع الخاص.. بالله كم تقدر عددهم؟ متقاعدو الجيش وحدهم حوالى 200 ألف من العضوية المنظمة شديدة الانضابط والقدرة على العمل الجماعي المنظم، الواحد منهم قد يعادل في قدرته على العمل الإيجابي المنتج 10 من زملائه المدنيين..

هذا الحزب ميزته الأساسية أن عضويته ترتبط به مصلحياً وليس عاطفياً.. فقطاع المعاشيين مظلوم مظلوم،”مظلوم مرتين” على رأي شاعرنا التجاني الحاج موسى في رائعة الفنان محمد ميرغني “تباريح الهوى”.. مظلوم مرة في أوضاع المعاشيين المهينة،

بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، ومظلوم مرة أخرى لأن المعاشيين يملكون القوة ولا يستخدمونها.. فهم أقوى حزب وأكفأ مجموعة ضغط بل وربما أقوى رابطة اقتصادية محتملة إذا رَشدوا في استنطاق مكامن قوتهم.. لكنهم و يا أسفاً على ذلك.. ينتظرون المَنّ والأذى من الحكومة.. التي لا تعطي وإن أعطت لا تكفي..

حزب المعاشيين هذا قادر ليس فقط على الدفاع حقوق عضويته بل عن حقوق الشعب السوداني كله، فوراء كل معاشي أسرة كاملة الدسم فيها النساء والأطفال والرجال، وتحتاج للخدمات العامة كلها، من الرعاية الصحية والتعليم والبيئة وغيرها.. حزب بحجم وطن..

حزب المعاشيين يجسد المعنى الحقيقي لتطوير الفكر السياسي السوداني لتصبح الأحزاب مؤسسات مصالحية تحقق مصالح الوطن وليس مصالح قيادات..

و يا معاشيي السودان ، اتحدوا..

مقالات ذات صلة