أحداث حركة تمازج.. مؤشرات الفوضى

قالت قوات الشرطة في بيان لها إنّ قوة مسلحة تتبع لحركة (تمازج) قامت يوم الأحد الماضي بمحاصرة واقتحام القسم الشمالي الخرطوم بعربة تاتشر وثماني مركبات صغيرة،

فيما أطلقت أعيرة نارية في الهواء قبل أن تطلق سراح عدد من المتهمين، ومن ثم تحركت لفرعية سرقة السيارات لتحرير خمسة متهمين آخرين.

وذكر بيان الشرطة أنه تم توقيف عربة (سوناتا بوكو) بينما رفض السائق الانصياع لقوة مكافحة سرقة السيارات، وتم فتح بلاغ تحت المواد (20/130 .99 . 103) من القانون الجنائي، الشاكي فيه نقيب شرطة والمتحري ملازم أول شرطة،

والمتهم (ح. ج) يتبع لإحدى حركات الكفاح المسلح، فما هي المعالجات المطلوبة لعدم تكرار تفلتات بعض منسوبي الحركات بالعاصمة؟

حركة تمازج
وفي المقابل اتهمت حركة الجبهة الثالثة (تمازج) الشرطة في الخرطوم بالاعتداء على أحد قادتها وتعمد استهداف منسوبيها، فيما قالت مصادر شرطية إن مسلحي الحركة هاجموا مركزاً للشرطة وحرروا عدداً من الموقوفين.

و (تمازج) حركة مسلحة وقعت على اتفاق جوبا للسلام، لكن الحركة واجهت اتهامات بالتورط في بعض التفلتات الأمنية بالخرطوم، كما لاحقتها اتهامات بالضلوع في تغذية الصراعات القبلية الدامية التي شهدتها ولاية غرب دارفور خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

وقال بيان صادر عن الحركة: (إن عضو اللجنة الفرعية للترتيبات الأمنية الجنرال حسين جقود وادي حضر إلى قسم شرطة مكافحة سرقة السيارات في الخرطوم للتقصي حول ملابسات توقيف الشرطة سيارة تتبع للحركة،

وإن قوة القسم طالبته بإخراج حراساته حتى تتجاوب معه، وبعد خروج الحراسات تم الاعتداء عليه بالضرب مما تسبب في كسر رجله). وأشار البيان كذلك إلى أن قوة الشرطة اعتدت على الحراسات وتعرض بعضهم لإصابات خطيرة.

استهداف ممنهج
وفي نفس الوقت أدان البيان ما وصفه بسلوك الشرطة الممنهج الذي يستهدف منسوبي الحركة، ودعا كوادر التنظيم في العاصمة الخرطوم والولايات لأخذ الحيطة والحذر من تصرفات الشرطة.

وأكد أن ما تعرض له منسوبو (تمازج) يمثل استهدافاً واضحاً لاتفاق جوبا للسلام، وأن مقاومته أصبحت ضرورة حتمية، وحذر من مغبة الاعتداء والتعرض لمنسوبي الحركة العسكريين بصورة لا تمثل القانون.

ويقول مراقبون إن مثل هذه الحوادث المتكررة من قبل بعض منسوبي الحركات بين الفينة والأخرى قد تقود إلى ما لا تحمد عقباه، خاصة في الظرف الذي تعيشه البلاد من هشاشة وسيولة أمنية، اضف لذلك الأوضاع السياسية والاقتصادية المتأزمة.

وتحدثت مصادر شرطية حسب (سودان تربيون) عن هجوم قوة من (تمازج) على قسم الخرطوم شمال وإطلاقها سراح عدد من منسوبيها بالقوة بعد توقيفهم بسبب عدة مخالفات جنائية،

فيما حوصر مقر الشرطة بعدد من السيارات التابعة لحركة (تمازج)، كما أطلق المسلحون أعيرة نارية في الهواء واخذوا المتهمين.

أحداث مؤسفة
وفي ذات الأثناء تحركت قوات الحركة لفرعية سرقة السيارات لأخذ خمسة متهمين آخرين، لكن سيارات الشرطة حاصرت المكان، كما انتشرت أعداد كبيرة من قوات الشرطة في محيط حديقة القرشي بالخرطوم (3) لتأمين المقر.

وفي غضون ذلك يرى المحلل السياسي اللواء محمد عجيب أن مثل هذه الأحداث التي وصفها بالمؤسفة والمخالفات القانونية صارت جزءاً من دفتر أحوال الشرطة اليومية،

ولا يخلو من طبيعة رد فعل الحركات من الإجراءات القانونية. وأكد عجيب أن الشرطة تعاملت وفق الإجراءات القانونية وضبط النفس، ومن خلال التعليمات التي وردت إلى قسم الشرطة بعدم التعرض لتلك القوة.

ويشير المحلل السياسي عجيب إلى إشكالية تلقي بظلال سالبة على أكثر من صعيد أولها أداء الشرطة نفسها وهيبة القانون وعلى المواطنين في ردود أفعالهم أمام الشرطة. فكما هو معروف أن الجميع سواسية أمام القانون، لذلك تجد المخالفات القانونية من قبل المواطنين الإجراء الحاسم والحازم الذي تقابله استجابتهم لتطبيق القانون.

معالجات صارمة
ويضيف اللواء عجيب أن مشاهدة المواطنين تلك المخالفات وردود الأفعال حولها يلقي بظلال سالبة على استجابة المواطنين تجاه القانون نفسه ومكانة رجال الشرطة، وهي مسألة خطيرة جداً، حسب عجيب.

وطالب بمعالجات صارمة ونافذة لمثل هذا الأمر، فلا يمكن أن يترك الأمر لبيانات من قبل الشرطة والحركة المسلحة التي تسوق التبريرات لتصرفاتها، ثم ينتهي الأمر بيوم جديد وحادث مماثل يتجاوز الأعراف.
ودعا المحلل السياسي للانصياع للقانون من الجميع،

فالبلاد تمر بحالة من السيولة الأمنية، مشيراً إلى أنه يجب الجلوس مع قادة تلك الحركات للوصول إلى تفاهمات قاطعة بتقيد منسوبيها بقوانين المرور وغيرها من القوانين السارية المفعول.

ولكي تتحول ثقافة القتال والتمرد إلى ثقافة جديدة تلتزم بالقانون، لا بد من نشر ثقافة وقيم جديدة تجعل القانون فوق الجميع والتقيد به درجة من الانضباط والشجاعة الأدبية، حسب عجيب.

تقرير: محمد عبد الحميد
الانتباهة

مقالات ذات صلة