عصي القول.. رقية الزاكي .. السائق والحكومة

عصي القول.. رقية الزاكي
السائق والحكومة

العم نصر الدين سائق تاكسي تحدث للزميلة بتول الفكي، في سياق استطلاع أجرته مع فئات مختلفة من الشارع العام حول الحكومة الجديدة.

وتبدو آراء السائق نصر الدين في الحكومة والتي يجاهر بها كثيراً مشبعة بآراء كثيرين، من زبائنه ورفقاء مشاويره التي لا تخلو من أحاديث في السياسة وحوارات ساخنة مع الركاب، تتناول كل مايدور في المشهد وماتتناقله وسائل الإعلام وما يشغل الرأي العام، وكلها تشكل ذخيرة مقدرة من المعلومات والمواقف حول المشهد العام ومآلاته.

وماهو متداول غير خاف ومنه مما كان مصوباً ناحية طرف دون الآخر، لكن الآن فإن كان المكون العسكري من قبل يتحدث عن خلافات وسط المدنيين ويسوق لها الاتهام بعرقلة الفترة الانتقالية، فالخلافات وسط العسكريين تتسيد المشهد الآن. وهذه الأيام التعليقات موجهة ناحية تصريحات الكبار من القادة، وهذا يعني أن أي حديث عن حكومة مرتقبة يذهب في الحال إلى واقع الخلافات هذه، إن كانت وسط مدنيين أو عسكريين ويطرح تساؤلاتٍ حول آلية الحل.

استطلاع الزميلة بتول وسط الشارع العام أخرج هواءً ساخناً، فالبعض تساءل في حيرة عن الأزمة الاقتصادية ومعاش الناس، وبالفعل فالحديث عن حكومة مرتقبة يقود إلى تساؤلات، حول ما إذا كانت ستمتلك آلياتٍ لتغيير واقع الاقتصاد إلى الأفضل من عدمه، في ظل ميزانية مواردها (جيب المواطن).

من خلال الاستطلاع اتفق كثيرون مع السائق المهتم بإدارة حوار في الشأن السياسي يومياً، على إشهار سيف الاتهام لمجموعة تجلس على سدة الحكم وتبدو غير راغبة في تغيير الواقع الحالي. والسبب أنها مجموعة مستفيدة ولها مصالح ربما لاتتوفر لها حال تغيير هذا الواقع، ومن هؤلاء من يرغبون في بقاء الحال على ماهو عليه.

ومثل هذا القول يقود إلى قضية جوهرية تحتاج أن يُفتح حولها حوار عميق عنوانه المصلحة، من يؤيدون الاستماع إلى صوت الشارع ينظرون إلى الحكومة القادمة، بأنها حكومة لا تغري الكثيرين من اللحاق بها أو أن يكونوا جزءاً منها، وهؤلاء يبحثون حول مانديت التفويض وما إذا كان من يجلس على سدة هذه الحكومة، يمتلك التفويض الذي يخول له مواجهة الشارع بالإقناع والحجة.

مقالات ذات صلة