عبدالله مسار يكتب : قوات الدعم السريع في مرمي السياسة (2)

عبدالله مسار يكتب : قوات الدعم السريع في مرمي السياسة (2)

بسم الله الرحمن الرحيم

قلنا في مقالنا قوات الدعم السريع في مرمي السياسة (1)
انها قوات انشات بقانون مجاز من المجلس الوطني ومصادق عليه من رئيس الجمهورية وانها انشات لظروف خاصة واوكلت لها مهام خاصة وتحت امره جهاز الامن والمخابرات اولا ثم تحت امره القائد الاعلي وهو رئيس الجمهورية حينها دون ان يكون لرئيس اركان الجيش ولاية عليها
وقلنا انها ابلت بلاءا حسنا في العمليات العسكرية وخاصة في عملية (قوز دنقو )
ومشهود له بقدرة قتالية عالية وهي قوات خفيفه الحركة وقلنا ان قائدها قد ابلي بلاءا حسنا في الثورة ونجاحها والانحياز الي الثوار في اعتصام القيادة وايضا كان له دور كبير في اللجنة الامنية وحتي في اختيار الفريق اول البرهان لمعرفته اللصيقة به خلفا للفريق اول ابنعوف
وقلنا ان هذه القوات في انسجام تام مع قيادة الجيش طيلة عمرها العسكري وكذلك مع باق القوات النظامية ونفذت كل المهام الموكلة اليها عسكريا لوحدها او بالاشتراك مع باق القوات النظامية علي مستوي الوطن وبكفاءة عالية بل لها مساهمات اجتماعية وانسانية في كل السودان وخاصة في ظروف الكوارث وكذلك لها مساهمات في قضايا اقليمية ودولية كالحد من الهجرة غير الشرعية ومكافحة الارهاب وكذلك مساهمات خارجية كالمشاركة في عاصفة الحزم في السعودية
وهي قوات مفيدة وادت ادوار كبيرة في حفظ وسلامة السودان في ظروف غاية التعقيد
اذن من حيث الاداء العسكري ليس هنالك غبار عليها ولا من حيث علاقتها مع نظائرها من باق القوات النظامية وبصفة خاصة الجيش
جاء الخلاف بين قيادتها وقيادة الجيش بعد ان دخلت السياسة وتباينت مواقف قيادتها وقادة الجيش رغم ان الفريق اول البرهان مهر علي الاطاري كما وقع عليه حميدتي وكلاهما له اسبابه التي جعلته يوقع راض ام مجامل ام مرغم ام متكتك لظروف (داخلية او خارجية) وهذه قضية اخري نعرض لتفاصيلها في حينها
وعند تدخل السياسة برز الخلاف بين قيادة الجيش وقيادة الدعم السريع حيث يري حميدتي ان الجيش يحتاج الي اصلاحات كثيرة وكبيرة اهمها بينة الجيش الهيكلية والبشرية وكيفية اختيار الضباط بما في ذلك طريقة اختيارهم للكية الحربية وان الضباط اغلبهم ياتي من اقاليم معينة علي حساب باق اقاليم السودان التي تخطي بحوالي 10’1.فقط في حين ان الجنود أكثريتهم من اقاليم السودان الاخري ويري حميدتي ان يتم اختيار الضباط بالكفاءة والمؤهل ولكن بنسب سكان السودان يعني كل ولاية لها نصيبها وفق تعداد سكانها وينطبق ذلك علي كل الموسسات العسكرية (شرطة وامن ومخابرات ) وهكذا ثم هنالك اشياء اخري يري اصلاحها في موسسة الجيش
هذه الرؤية مع الموقف السياسي ولدت هذا الصراع بين الدعم السريع والجيش
وزاد ان قيادة الجيش ايضا طالبت بدمج الدعم السريع في الجيش وفق شروط املتها المواقف المتباينة بين القوتين منها احالة كل الضباط الذين عينوا بعد 2019م مراجعة موهلات كل ضباط الدعم السريع ووزنهم بمعايير ضباط الكلية الحربية وغير ذلك من شروط كما ورد في ورقة الجيش المسربة من ورشة الاصلاح العسكري والامني
وصارت الخلافات ليس في جدوال الدمج لوحدها ولكن في اشياء اخري عقدت العلاقة بين القوتين وجعلت الصراع (انت تعمل وانا اعمل ) وهكذا
اذن كان الانسجام كاملا من منظور عسكري ولكن كان الخلاف سياسي محط ولكنه بتدخل شيطان انس السياسة والاجانب تحول الان الي عسكري سياسي ذوا ابعاد اخري
لذلك قضية الجدولة صارت ثانوية وصار الامر اعمق ولذليحتاج الان للحكمة لاهمية العلاقة بين الجيش والدعم السريع ولقيمتهما لبعضهم البعض وحاجة البلاد لهما جميعا في الوقت الراهن ولتماسكهما في المرحلة الانتقالية يجب ان تجلس قيادة الجيش وقادة الدعم السريع وحل الخلاف بينهما خارج ورش فولكر و بعيدا عن السياسين هنا وهناك والرجوع الي اصل العلاقة ووفق قانون كل منهما
كما عليهما ان يعالجا المواقف السياسية خارج منظومة السلاح والتحشيد الذي يجري الان ويلاحظ المرء ان الجميع يجند الان ومن مناطق وقبائل معينه وهذا له اثر بالغ في منظومة الدولة الاجتماعية
عليه مطلوب من الاخوة في قيادة الجيش وقيادة الدعم السريع الجلوس مع بعض خارج هذه الجوقة السياسية وخارج ورش فولكر وبعيدا عن الاضواء وداخل الغرف المغلقة وبسرية تامة لمعالجة كافة القضايا والرجوع الي اصل العلاقة التي كانت قائمة في ود واخاء وتعاون وانسجام بعيدا عن ساس يسوس وبعيدا عن الاجانب قاتلهم الله
انها صرخة وطنية في ظل مخاطر كبيرة تحيط بالوطن امل ان تجد القبول قبل ان يقع الفاس علي الراس

تحياتي

مقالات ذات صلة