مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني يكتب : نزع احشاء الموتى ام هتك عروض الحرائر امام ناظر الاهل !!

دون شك أن الثقافة المجتمعية السودانية ترفض التمثيل بجثث الموتى ، كما حدث من قبل بصورة أشد الما وقساوة واشمئزازا مع جثمان والي غرب دارفور خميس أبكر من قبل عناصر الدعم السريع ، وهي عناصر عرفت لدي السودانيين ولدي اهل دارفور خاصة من قديم الزمان انهم قوم لايتورعون من القتل والتمثيل بجثامين موتاهم ولايستثنون في ذلك حتى اهالهم فخلال النزاعات الداخلية التي تنشأ بينهم من حين الي اخر ، دأبوا وتعودوا على نزع الاحشاء وقطع الذكر واقتلاع الأعين للقتلي من خصومهم ، لذلك فان الفيديو المنتشر يبقي حتى الآن موضع شك من ان ننسبه الي عناصر تنتمي للجيش السوداني، وهو الجيش الذي خاض حروبا مفروضة عليه منذ العام ١٩٥٥ م ، وطوال تاريخه لم يعرف عنه انه قد انتهك عروضا او مثل بجثامين خصومه او عذب الاسري ، لذلك فأن مثل هذه الأفعال لاتنتمي الي الجيش السوداني وحتي وأن حدثت من عدد لايتجاوز الخمسة أفراد فإنها تبقي حادثة فردية و معزولة ومرفوضة لدي قيادة الجيش السوداني والقوات النظامية الأخرى المستنفرين المتطوعين من أطباء ومهندسين وتقنيين وغيرهم من الشباب الذين تركوا كل شي وحملوا السلاح مع قواتهم المسلحة دفاعا عن الأرض والعرض .
وهنالك حملة اسفيرية عنيفة تشنها مجموعة إعلاميين وبعض قادة تقدم على القوات المسلحة السودانية بسبب الفيديو وكانما كل شيء كان مر تبا ، وهو امر ليس بمستغربا من قيادات تقدم وبعض مناصريها من اليسار السوداني المتطرف الذي يعادي قوات المسلحة منذ عهود طويلة وهو مايضعهم في خانة العملاء َ لوطنهم وشعبهم ، فهؤلاء قد لايتفاجأ المرء بارائهم، ولكن لعل الأشد الما وقسوة ونكأة لدي الشعب السوداني هو ان تخرج هذه المذيعة التي لاتشبه حتى لون وطعم الشعب السوداني في شي فهي قد باعت كل قيم وأخلاق حميدة عرف بها الشعب السوداني ، باعتها من اجل سحر المال والشاشة البلورية ، فخرجت بكتابة منشور وكانها تقول فيه (انا مش قلت ليكم انه السودان فيه متطرفين ) وهذا وحده يدخلها في خانة العمالة والخيانة لوطنها وشعبها وحتي المدافعين عنها قد ينسحبون منها لان دفاعهم وتبريراتهم السابقة لها ، انها لم تكن مسئولة عن تحرير الاخبار فهي قارئة فقط، ولكن تسابيح مبارك خاطر تؤكد الان انها هي من حررت وهي من قرأت الخبر الذي يشوه سمعة وطنها ويطعن في القوات المسلحة السودانية ، صراحة لاتوجد دياثة وعمالة وخيانة أكثر من ذلك .
الأمر الآخر هو مانشاهده من فرحة عارمة وشماتة من قبل اعداء الجيش السوداني بل اعداء وطنهم ، فهم يذرفون دموع التماسيح على نزع احشاء جثة مجهولة منسوبة لاحد عناصر المليشيا التي لم تترك محرما ولم تدع افعال قبيحة ومشينة لاتنتسب للإنسانية الا وفعلتها وهنا قد يفرض سؤال نفسه مع هذه الغضبة الكاذبة للفيديو ، وهو ، هل نزع احشاء الموتى في أرض المعركة أشد ايلاما ووطاءة وقسوة على السودانيين من انتهاك عروض الحرائر امام ناظر ذويهن من امهات واباء والاشقاء ؟ فحين تتوقف هذه الحرب ستخرج الي العلن قصص وروايات سيشيب لها رأس الولدان.

مقالات ذات صلة