طارق الشناوي يكتب: المامبو سوداني ومصري!!

وكالات/اثيرنيوز

هل تعلم عزيزى القارئ أن (أغنية المامبو) سودانى قدمها المطرب سيد خليفة لأول مرة فى القاهرة 23 يوليو عام 58 احتفالًا بالثورة المصرية؟!.. الأغنية مصّرها أو سَودَنها الراحل سيد خليفة من فيلم إيطالى كانت تغنى فيه (المامبو إيطاليانو)، وهى رقصة إيقاعية من كوبا، ولكنها عبرت الحدود إلى العالم كله.
الوقت يمضى سريعًا، والدورة العاشرة لمهرجان الأقصر الذى نترقب إقامته 25 مارس تنتظر موافقة رئيس الوزراء.. أعلم جيدا أن القرار فى النهاية سيتوجه للصالح العام.
وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم تقدمت لرئيس الوزراء بطلب الاستثناء من قرار الحظر، لأهمية عقد المهرجان فى موعده، حيث إن هوى هذه الدورة الإفريقية هو الفن والثقافة السودانية.
الأمر له عمقه السياسى قطعًا، وهو فى الحقيقة يعبّر عن موقف راسخ فى الوجدانين المصرى والسودانى، بأننا كنا ولا نزال بلدًا واحدًا.
أعتقد أن المهرجان منذ حفل الافتتاح ستجد خطة رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد تضع فى الصدارة تحقيق هذا الهدف، مذيعة سودانية تعتلى خشبة المسرح، الموسيقى والرقصات تمزج هذا الملمح، الفولكلور والأزياء السودانية تحتل الجزء الأكبر من المشهد.
الفن والثقافة السودانية- رغم كل العثرات- تمكنت من القفز على الكثير من المحاذير والمحظورات والإحباطات، شاهدنا مؤخرا الفيلم السودانى (ستموت فى العشرين) لأمجد أبوالعلا، والفيلم التسجيلى (الحديث عن الأشجار) لصهيب البارى، و(أوفسايد الخرطوم) لمروى زين عن كرة القدم النسائية.

كل هذه الأفلام وغيرها تعبيرٌ عن ثقافة تناصر الحرية وتتحدى ديكتاتورية البشير وتفضح الرداء الإسلامى الذى تدثّر به عنوة معتقدًا أنه سيحميه من الغضب الشعبى، كل تفاصيل الأفلام تناصر الحرية، قدمت فى أواخر زمن البشير، لتصل الرسالة بأن هذا البلد لا يتنفس إلا حرية، وأن الجارة مصر تدعم اختيار الشعب السودانى.
سوف أروى لكم كيف تعاملت دائرة محدودة داخل الوسط الفنى المصرى، بكل الحب والتقدير لكل ما هو سودانى، اللجنة التى شكلتها نقابة السينمائيين لاختيار فيلم (الأوسكار) ردد البعض اسم فيلم (ستموت فى العشرين) الذى يشارك فيه المنتج محمد حفظى، وهو ما يجيز لنا التقدم به إلى (الأكاديمية الدولية الأمريكية لفنون وعلوم السينما) لتمثيل السينما المصرية.. علميًا، جهة الإنتاج تتيح ذلك، إلا أن الأغلبية فى لجنة النقابة رأت أن الفرحة يجب أن تظل سودانية خالصة، وهذه أول مرة تشارك فيها السودان فى التسابق على أفضل فيلم أجنبى بالأوسكار، وبالفعل انتصر هذا الصوت، وشاركت السودان فى أوسكار أفضل فيلم أجنبى منذ نشأة هذا الفرع من المسابقة عام 58.
إقامة مهرجان السينما الإفريقية، فى ظل الأجواء من التقارب التى رأيناها فى كل التفاصيل السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية بين البلدين، أراها تصب لصالح مصر والسودان.. الرسالة التى يحملها المهرجان فى هذا التوقيت هى الذروة.
أتمنى أن أرى الحياة السياحية تعود لمدينة الأقصر، وأقترح على المخرجة عزة الحسينى، مديرة المهرجان، أن نرى المحافظة كلها تعيش الأجواء، ويتم الاتفاق مع عدد كبير من أصحاب الحناطير ليمنحوا المهرجان خصوصية بوضع بوستر على كل عربة، وتصبح هى وسيلة الانتقالات الرئيسية من مقر المهرجان إلى دور العرض.
من المؤكد أن تطبيق الإجراءات الاحترازية بكل دقة وصرامة مطلوب بنفس القدر الذى هو مطلوب من السيد رئيس الوزراء مصطفى مدبولى المسارعة بإصدار القرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *