بدء اجتماعات نيروبي.. تقدم تحذر من تمدد رقعة الحرب وتطالب الأطراف العسكرية بتغليب صوت العقل

بدأت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، أمس الأحد، اجتماعاً في العاصمة الكينية نيروبي، لمناقشة التطورات الكارثية للحرب المندلعة في البلاد منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.

وقالت اللجنة التنفيذية لـ”تقدم” إن الاجتماع الذي يستمر لأربعة أيام يأتي في إطار الاتفاق على الترتيبات التفصيلية لعقد “المؤتمر التأسيسي” للتنسيقية ومناقشة آخر تطورات الحرب ميدانياً وسياسياً وانعكاساتها الكارثية على حياة المواطنين.
ويهدف الاجتماع إلى تقييم أداء التحالف وتطوير هيكل قيادي توافقي والاتفاق على الموقف السياسي لـ”تقدم” في ظل التطورات الراهنة في البلاد وتعزيز الاتصال الداخلي والخارجي للتحالف الذي يضم عدداً من مكونات الحرية والتغيير والجبهة الثورية بالإضافة إلى أحزاب ومجموعات مدنية أخرى.

وأكدت “تقدم” على توحيد القوى المدنية الديمقراطية من أجل إيقاف الحرب وتحقيق السلام المستدام واستعادة مسار ثورة ديسمبر المجيدة مطالبة كلاً من “القوات المسلحة” و”الدعم السريع” إلى تغليب صوت العقل والمصالح الوطنية العليا عبر إنهاء الحرب وفق حل سياسي متفاوض عليه يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية ذات جيش مهني قومي واحد.
وحذرت من تمدد رقعة المعارك العسكرية، مشيرة إلى قصف مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور بالطيران وانتقال الحرب إلى ولاية الجزيرة وعاصمتها ود مدني التي كانت ملاذاً لملايين الفارين من جحيم الحرب في الخرطوم فضلاً عن “الاضية” بغرب كردفان واندلاع القتال في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وأدانت الانتهاكات ضد المدنيين التي صاحبت التطورات العسكرية الأخيرة داعية المجتمع الدولي والإقليمي إلى تكثيف ضغوطه في اتجاه وقف العدائيات وتعزيز فرص الحل التفاوضي واتخاذ تدابير جدية لحماية وإغاثة المدنيين.
وشددت على أن الإعراض عن الحل السياسي ينذر باتساع دائرة الحرب ووصولها إلى الولايات الآمنة وتفاقم المأساة الإنسانية وأنه سيقود في النهاية إلى تقسيم البلاد، محذرة من ذلك ما يهدف له عناصر النظام السابق.
وأكدت المتحدثة باسم (تقدم) رشا عوض خلال مخاطبتها الجلسة الافتتاحية للاجتماع على ضرورة اصطفاف القوى المدنية من أجل إنهاء الحرب ووضع البلاد في المسار الديمقراطي.
وأشارت إلى ضرورة إدراك الخطر الوجودي الذي يهدد وحدة البلاد، محذرة من أن الولايات الآمنة هي آمنة فقط لأن المعارك التي تتمدد في البلاد لم تصل إليها بعد. وشددت على أن الحل العسكري للحرب السودانية مستحيل، متهمة النظام السابق بإشعال الحرب من أجل العودة إلى السلطة ومن ثم ممارسة الاحتيال السياسي من أجل “نهب موارد الشعب” والالتفاف على ثورته.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول تشكلت تنسيقية (تقدم) في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث توافقت على أن يكون رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك رئيساً لهيئتها القيادية التحضيرية، المكلفة بالمهام الرقابية والإشرافية ومتابعة التحضير لمؤتمرها التأسيسي.

وأكدت على أن الهدف من إشعال الحرب المندلعة في البلاد منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي هو تصفية الثورة السودانية، ومعاقبة الشعب عليها، وإدخاله من جديد في سجن الاستبداد والفساد “كسيراً مقهوراً” بغلظة الحرب وجبروتها.
وقالت إنها تعمل من أجل تمليك الشعب السوداني أهم أداة من أدوات انتصاره عبر توحيد القوى الديمقراطية المدنية “وتنظيم صفوفها في هياكل مؤسسية بقيادات متوافق عليها ومن ثم تعظيم فاعليتها في إطفاء حريق هذه الحرب بمشروع للسلام والتحول الديمقراطي مؤهل لأن يجعلها آخر حروب السودان.

مقالات ذات صلة