حديث المدينة .. عثمان ميرغني يكتب : بابنوسة.. بالثابتة ..

تدور معارك شرسة حول مدينة بابنوسة في محاولة من قوات الدعم السريع السيطرة على الحامية، و ببطولة منقطعة النظير استطاع الجيش صد الهجمات المتتالية ويصبح السؤال الحتمي لماذا يصر الدعم السريع على اخضاع هذه المدينة.

الاجابة على هذا السؤال مهمة لربط العملية العسكرية بالأهداف الكلية التي تسعى لتحقيقها قوات الدعم السريع.
المطروح في كل الخطاب العسكري للدعم السريع لتبرير الحرب واستمرارها هو أهداف سياسية تعليق بالسودان كله وليس اقليما بعينه أو مناطق محددة، وبهذا المنطق أين تقع بابنوسة في الخارطة الأهداف السياسية التي يَتَغيّاها الدعم السريع.

من الواضح أن لا علاقة البتة بين بابنوسة وهذه الأهداف والشعارات، فهي مدينة مسالمة هادئة بولاية غرب كردفان ولا تشكل تهديدا لوجود قوات الدعم السريع في أي موقع وكذلك لا تمنح بعدا سياسيا يخدم الاهداف الكلية للدعم السريع..
والمعارك التي تدور حول بابنوسة كلفتها عالية جدا للسكان الآمنيين الذين نزحوا عنها – كالعادة في كل المناطق الني تنشط فيها العمليات العسكرية- ليضيفوا أرقاما جديدة لفواجع السودان في النزوح الذي يعد الأعلى في العالم.
بالأمس فقط قتل حوالي 40 من المدنيين، وهو رقم تردده وسائط الاعلام لكن الحقيقة دائما أكبر من ذلك، وبذا يرتفع عدد القتلى لقرابة الألف وأضعافهم من الجرحى، من أجل ماذا؟

ما الذي تحصل عليه قوات الدعم السريع من مزايا ترتبط بالأهداف المعلنة للحرب إذا أضافت بابنوسة لقائمة المدن التي تسيطر عليها؟

هذا الأمر يقدم دليلا دامغا جديدا على عبثية الحرب التي تنفصل أهدافها المعلنة عن واقعها، وتبدو الصورة كأنما القتل من أجل القتل، والدمار من أجل الدمار، مهما تطرز الخطاب العام بالشعارات السياسية النبيلة.

احتلال بابنوسة –لا سمح الله- يعني عمليا أن الحرب باتت مجرد يوميات لتبرر ما ينفق فيها مال أكثر من تحقيق أهداف بعينها.. وللأسف لا أحد يربط هذا الانفاق المالي بالاهدار الأرواح الطاهرة التي تزهق مع كل ساعة تمضي..
لابد من ايقاف هذه الحرب التي وصلت مرحلة التسلية بأرواح الشعب، أشبه بألعاب الكمبيوتر..

مقالات ذات صلة