زاوية خضراء .. بقلم:داؤد ابوكلام داؤد : هبيلا والمأزق الأمني

سبق وأن كتبنا عن محلية هبيلا بجنوب كردفان واهميتها خاصة الاقتصاد الزراعي لعموم كردفان والسودان وذكرنا ان بها أربعة اداريات .إدارية هبيلا وادارية الجبال الستة وادارية حجر الجواد وادارية الكرقل وقلنا أن محلية هبيلا يتخللها طريق كادقلي الدلنج حتي بعد التقاطع الماشي جنوب السودان عند منطقة دابري. والحركة الشعبية بقيادة الحلو استولت علي إدارية الكرقل وحجر الجواد بعد انسحاب القوات المسلحة منها .وهبيلا بها اقدم نظارات قبائل الاجنق وبها اكثر من عشرون مكوكية (شل) واكثر من مائة مشيخة وتفوق مساحتها الصالحة للزراعة اكثر من مليون فدان وتحد هبيلا من الشرق دلامي وابوكرشولا والرهد وغربا لقاوة والدلنج وجنوبا كادقلي وشمالا محلية القوز .بعد دخول قوات الحلو وقطعها لطريق كادقلي. وفي ذات اليوم الذي كتبنا فية محزرين مليشيات الدعم السريع بعدم دخلول هبيلا بعد ما جري منهم في منطقة (التكمة من قتل ونهب وحرق ). أعلن قائد مليشيا الدعم المسيري الاحمر / الصادق المهدي ختم ومسئول الإغاثة والشئون الإنسانية بمحلية القوز شقيق المعتمد/ ابراهيم المهدي ختم أعلن دخولهم هبيلا بتاريخ ٣١ يناير ٢٠٢٣ وبجانبه القائد/شيريا والعميد بالقوات المسلحة/علاءالدين بشير الطيب (دفعة ٤٣) الخائن قائد لواء هبيلا والذي باع وغدر بجنوده المؤتمن علي قيادتهم وقتل منهم (٧٥) بدم بارد وسلم المنطقة لمليشيا الدعم السريع وعمت الفوضي والنهب والقتل علي اساسي عنصري وجهوي من الحوازمة والعطاوة والبقارة وعربان القوز وشتاتهم .وبعد فترة من فساد مليشيات الدعم. دخلت قوات الحركة الشعبية في العاشر من فبراير ٢٠٢٤ وقامت بطرد المليشيا ونهبت وشفشفت المشفشف الاكبر من ابقار وغيرها وهي الأخري انشغلت بالغنائم (مثل ما فعل الصحابة في جبل الرماة بمعركة احد). ومرة اخري انسحبت من حيث أتت وجاءت قوات الدعم مرة اخري وهي متألمة من جراح الهزيمة ولم تجد احد سوي المواطنيين العزل. وقامت بالابادة الجماعية دون فرز حتي للنساء والأطفال والعجزة داخل هبيلا وظلت تقتل العزل في الشوارع والطرقات حتي منطقة التنقل والزلطاية وغيرها وحسب الاحصائيات الاولية هناك اكثر من مئة قتيل مابين التنقل والزلطاية و مدينة هبيلا. وتركت جسسهم (للمرافعين وصقور الرمم). وهناك اسري ومختطفات من النساء بما فيهم معلمات يفوق عددهم العشرين تقريبا ( يا اهلنا في الإدارة الاهلية بالقوز رأيكم شنوا بكرة الفولة تتملي والبقارة بجوا سجل يا تاريخ. ).
في تاريخ النوبا التليد والروايات الموروثة من حكماء النوبا بأن هبيلا هي أرض المنافي للقتلة والمجرمين من ابناء قبيلة الاجنق(هي ارض الأرواح الشريرة… بكوا انقي ببكوا ) من دخلها ضائع ومفقود لذلك في قديم الزمان لايسكنها عقلاء وحكماء النوبا.( عشان كده قالوا الماعندو قبيلا يمشي هبيلا يشتغل جنقوا .) ويا حوازمة ويا عطاوة وعربان الشتات شايفكم. (قرمانين حار لهبيلا عشان ترتع الأبقار ). عموما مليشيا الدعم عندها اطماع في هذا الشريط من ام روابة والرهد والعباسية تقلي وجبل الدائر والجبال الستة وهبيلا والتكمة والدلنج. (عشان كده فضل برمة ناصر بتاع حزب الامة قال ده اللحم الحي.) وبصراحة وبدون مجاملة وعواطف قيادات الحركة الشعبية ومليشيا الدعم السريع (الحلو وحميدتي وحمدوك ). تعود جزورهم لدارفور ليس في دمهم إرث وتاريخ وحضارة كردفان الخالية من الإجرام وسفك الدماء وخطاب الكراهية والنهب والسلب والاغتصاب حتي الحوازمة والعطاوة والبقارة دخلوا كردفان عن طريق دارفور نفس الثقافة والجينات القاتلة. نقول للأهل في محلية هبيلا وعموم جنوب كردفان وهم يواجهون الموت بالرصاص والجوع والنزوح. (ماحك جلدك مثل ظفرك ) اعتمدوا علي انفسكم اصنعوا السلاح والبارود (بالتنسيق مع النساء ) كما كان يفعل محاربي النوبا رماة الحدق. اعتمدو علي البنادق القديمة ابو عشرة وابو خمسة وابوجكرة والمرمطون والخرطوش والرصاص المقلوب .واحفظوا ورددو اغاني الحرب والموت اصنعوا التروس والترج ( كل لوما كل لو قنا وري باري برة كلو لما ). اصرخوا واهجموا ومن العار ان تموت جبانا. ولو منتظرين زول يجي يدافع عنكم انتم واهمون حتي رفاق الامس من الجنوبيين الانتهازيين (كما يرددها دوما القائد تلفون كوكو). وعلي راسهم قاسي القلب/توت قلواك مستشار الرئيس سلفاكير للأمن. كان بامكان حكومة جنوب السودان بالتنسيق مع الحركة الشعبية جبال النوبا إدخال البضائع والمساعدات للمحتاجيين عن طريق محلية البرام بحيرة الابيض و معسكر ايدا او محلية ام دورين تلودي او عن طريق الاميرة كرندي بالليري او كاكا التجارية ابي جبيهة المقينص بالاضافة لسوق النعام. ولكن حتي الحركة بجبال النوبا انتهازيه وابتزازيه تقتل مواطنيها في كادقلي والدلنج باغلاق الطرق بحجة عدم تعاون حكومة الولاية معها (وفعلا حكومة الولاية عاجزة عن التفكير خارج الصندوق ولكن ما ذنب الشعب والمواطن) أما مليشيات الدعم السريع هي الشر الأكبر حيث ضيقت علي اهل كردفان في طريق الرهد وأم روابة وطريق الصادرات وطريق النهود وكل طرق دار الريح بداء من البوبلاين وخط الانابيب. نأمل وباسرع ما يمكن أن تفتح الطرق وان يعاد لواء القوات المسلحة لمنطقة هبيلا بما فيهم القوات الأخري وهناك آلاف المستنفرين جاهزين لتحرير هبيلا. وكما ان هناك غرف ولجان طواري في كل من الدلنج والابيض وبورتسودان وخارج السودان لمساعدة النازحين والمحتاجين. وهنا لابد لنا أن نشيد بالعقيد شرطة/زين العابدين احمد زائد الذي ظل مرابطا حتي اليوم رغم كل الظروف .أما بخصوص مبادرة رتق النسيج الاجتماعي بمحلية الدلنج الكبري والذي يقوده /علي الامين واخرين بالتنسيق مع مركز دراسات السلام بالأبيض. الناس تريد اولا ان تفتح الطرق وان يحسن الخطاب الاعلامي بعيدا من الكراهية والعنصرية واساليب التحديد والوعيد للنوبا والاعتزار والاعتراف وضرورة حياد الإدارة الاهلية وان يكون رتق النسيج بقناعة تامة بين الأطراف بعيدا من تجار الحرب والانتهازيين للخروج من المأزق الأمني بكردفان وبعدها لكل حادث حديث.!!؟؟

المك/داؤد ابوكلام داؤد. مدير عيون التلال الاعلامي ٢مارس ٢٠٢٤.

مقالات ذات صلة