حديث المدينة .. عثمان ميرغني يكتب : الحكومة.. تعلن تسعيرة الحج..

في زحام المعارك لم ينتبه الكثيرون لخبر مهم، مؤتمر صحفي عقده الأمين العام للحج والعمرة بالسودان أعلن فيه حزمة اجراءات وضوابط تتعلق بالحج هذا العام 1445 ه ، و أعلن عن فتح باب التقديم الالكتروني لمن يرغبون أداء الحج.
الرقم الأهم الذي يبحث عنه دائما الراغبون في الحج هو التكلفة التي تتغير كل عام، وفي هذا العام أعلن الأمين العام للحج والعمرة أنها تبلغ حوالي 6.5 مليار جنيه سوداني!!

تصوروا .. في عز هجير الحرب التي أدت لاكبر نزوح على مستوى العالم، و أكبر مجاعة في التاريخ، و ملايين الذين لاذوا بدول الجوار، ومع انهيار الخدمة المدنية تماما ، وتوقف التعليم وامتحانات الشهادة السودانية التي تدخل عامها الثاني مواجهة بـكبر تحدي أن تكون أو لا تكون.. في كل هذا الظرف العصيب لم تتنازل الحكومة اطلاقا عن الاشراف على حج المواطنين السودانيين!!

ما علاقة الحكومة بشعيرة دينية يؤديها المواطن أصالة عن نفسه ليكمل بها الركن الخامس للدين؟
ملايين السودانيين بلا مأوي في العراء داخل وخارج السودان والحكومة مشغولة بالحج رغم أن المملكة العربية السعودية التي تستضيف الحجاج طورت من اجراءات الحج والعمرة لدرجة امكانية الراغبين أن يقدموا عبر شبكة الانترنت ويستكملوا ترتيباتهم الرسمية دون الحاجة للتواصل مع الحكومة السودانية والتقديم عبرها.

كتبنا لسنوات طويلة عن موضوع تدخل الحكومة في ترتيبات شعيرة دينية لا علاقة لها بالخدمة المدنية، وفي مرحلة بلغ الأمر أن كانت الحكومة تتولى بيع لبس الاحرام بما فيه الحزام و”الشبشب” ، ثم تفتقت ذهنية التجارة عند الحكومة لدرجة الاعلان عن برنامج تدريب للحجاج وشيدت مجسما يشبه الكعبة في الساحة الخضراء ليطوف حوله الحجاج تحت التدريب.
والآن في ظل الحرب وفقدان عشرات الآلاف من موظفي الدولة لأعمالهم والأجور التي يتلقونها من الدولة لم تنس الحكومة أن تحافظ على الاشراف على ترتيبات الحج والعمرة وتعمل كأي وكالة سفر..

من الحكمة ان تترك الحكومة المواطن يؤدي الحج كأي مسافر للسعودية في زيارة لا تتدخل الحكومة في ترتيبات سفره.. ولا حاجة لاعلان تسعيرة سفر بالبحر والحو.. اتركوا ذلك لوكالات السفر وهي أدرى بعملها.

مقالات ذات صلة