الملتقى الثقافي الحضاري السوداني المصري يؤكد ضرورة استمرارية التواصل

أكد المتحدثون في الملتقى الثقافي الحضاري السوداني المصري الثاني، ضرورة استمرارية التواصل بين المثقفين في البلدين، ووضع إطار مؤسسي لضمان هذه الاستمرارية، لأهمية التواصل الثقافي بين الشعبين ومثقفي وفناني البلدين.

وإنطلق مساء امس  في الخرطوم، الملتقى الثقافي الحضاري السوداني المصري الثاني، تحت عنوان “مسارب الود 2″، الذي يستضيفه مركز “راشد دياب” للفنون، ضمن المبادرة الشعبية لتعزيز العلاقات السودانية المصرية، في حضور سفير مصر في السودان السفير حسام عيسى، والقنصل المصري العام في الخرطوم المستشار أحمد عدلي إمام، و الفنانين المصريين جلال جمعة، ومحمد عبد العظيم، وعدد من الفنانيين والمثقفين والإعلاميين السودانيين.

وقال السفير حسام عيسى، في تصريحات صحفية، إن الشعب المصري طالما أحب الفن السوداني وكبار الفنانيين والمطربين والأدباء السودانيين، وأيضا الشعب السوداني ارتبط بالفن والفنانيين المصريين، وهذا رصيد مهم جدا، في توحيد الفكر والذوق لدى الشعبين.

وأضاف أنه لا مانع على الإطلاق أن تنفتح الأجيال الجديدة على الحضارات والثقافات الأخرى، لكن بدون ترك الجذور الثقافية لوادي النيل، ومن هنا تأتي أهمية مبادرة تنظيم هذا الملتقى، باعتباره تعبيرا عن القوة الناعمة التي تربط بين الشعبين.

وأوضح أن العلاقات الثقافية لا تنفصل أبدا عن العلاقات السياسية، مشددا على أهمية المبادرات الشخصية والفردية للفنانيين في البلدين من أجل التواصل، وهو دور تشجعه الحكومات وتسهله.

وافتتح الملتقى الثقافي الحضاري السوداني المصري، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وقدم المطرب السوداني وليد زاكي الدين فقرة فنية لاقت استحسانا من الحضور.

وقال الفنان الدكتور راشد دياب، في كلمته في افتتاح المنتدى، إن الابداع والفنون يجب أن تكون المحرك الأساسي للعلاقة بين البلدين، مشددا على أنه لا يمكن أن تستقيم العلاقة بدون نشاط وتواصل مستمر، وعلى المثقفين أن يجدوا طريقا لهذه الاستمرارية.

وأشار إلى أن مركز راشد دياب للفنون يُخطط لتنظيم لقاء شهري له علاقة بمصر والسودان، مؤكدا أهمية التبادل الثقافي لتعزيز العلاقة الراسخة الثابتة بين البلدين، ووضع خطط واضحة ومرتبة، لتحقيق الاستمرارية في التواصل.

من جانبه، قال الفنان التشكيلي المصري جلال جمعة، إن العلاقات بين مصر والسودان تاريخية، وشعبي البلدين في تواصل من زمن بعيد.

وأعرب عن سعادته بوجوده في السودان، لافتا إلى أن العلاقة الثقافية وخصوصا الفنون يمكنها أن تجمع الشعوب، وأن تكون سببا في مزيد من التقارب الشعبي.

ودعا إلى الاهتمام بالاستمرار في التبادل الفني وتنظيم ندوات منتديات وملتقيات ثقافية مشتركة بين البلدين.

من جهته، قال الفنان المصري محمد عبد العظيم، إن هناك ترتيبات لزيارة فنانيين مصريين السودان، لحضور المناسبات الثقافية السودانية، حتى نُحقق حركة الانسياب بين البلدين، معربا عن أمله في تنظيم بينالي مشترك بين مصر والسودان، يُسمى “بينالي النيل”.

من جانبه، أعرب الفنان والرسام السوداني عبد الكريم عيسى، عن سعادته بحضور الفنانيين المصريين إلى السودان، وأن يمتد هذا الجسر بين فناني البلدين.

وأشار إلى أنه كان شارك في عام 2014 في ملتقى الأقصر الدولي للفنون، وكان التنظيم ممتازا، برعاية وزارة الثقافة المصرية، لافتا إلى أن مثل هذه المنتديات والملتقيات التي تشتضيفها مصر، تؤكد أنها بلد يحظى بقدر عال جدا من التسامح مع الآخر، حيث لا يشعر الفنان في مصر أنه خارج إطار وطنه، لأن مصر تحتضن المواهب، وهى سباقة لدفع الابداع بتجرد تام.

وأعرب عن أمله في تتواجد مثل تلك المنتديات في السودان لأنها مجال لتفاعل كل الثقافات والأجيال، ويستفيد منها الفنان عبر الورش التي تنظم خلالها.

وأضاف أنه لا يمكن دفع التبادل الثقافي بين مصر والسودان بدون تواصل مستمر، وإحدث تبادل متواصل بين الأفكار والأجيال، مشددا على أن الفن التشكيلي في مل من السوان ومصر وجهان لعملة واحدة.

ومن جهته، قال الدكتور كمال عمر رئيس جمعية الأخوة المصرية السودانية السابق، إن ما يحدث في مصر دائما له صدى في السودان، والمدارس المصرية تخرج فيها كثيرون من السودانيين المحبين لمصر، لافتا إلى أن الشعب السوداني يُحب الفنانيين المصريين.

وأضاف أن علاقة السودان مع مصر ممتدة، كما أن السودانيين مهتمين جدا بالثقافة المصرية، لافتا إلى أن جمعية الأخوة السودانية المصرية، التي سيتم تأسيسها، ستركز على التبادل الثقافي بين البلدين.

في غضون ذلك، افتتح بالتزامن مع المنتدى الحضاري السوداني المصري، مساء اليوم، معرض الفنانيين المصريين في السودان، الذي شهد عرض أعمال للفنانيين جلال جمعة، ومحمد عبد العظيم، وعدد من أعمال الفنان خالد حافظ.

وقال الفنان الدكتور راشد دياب، إن افتتاح المعرض على هذا المستوى الرفيع يؤكد ضرورة وأهمية التواصل بين البلدين، مشيدا بالقطع المعروضة فيه، وخصوصا أعمال الفنان جمعة جلال التي تعكس إحساسا راقيا بالأشياء.

وأضاف دياب، في تصريحات صحفية  أن المعروضات نالت إعجاب الحضور من الفنانيين السودانيين، والتنوع الموجود في هذا المعرض.

وأوضح أن حضور فنانين بحجم جمعة جلال أمر يسعد السودانيين والفنانين التشكيليين فيه، ومن شأنه تشجيع الفنانيين الباقين إلى الحضور إلى السودان، لإحداث التواصل الفني والثقافي على النحو المطلوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *