سد النهضة ما بين الدبلوماسية والخيار العسكري وانتظار سراب المجتمع الدولي

الخرطوم/ اثير نيوز
رصد- بنيس
ارتفعت وتيرة التحديات والتصريحات المتبادلة بين السودان ومصر واثيوبيا حول سد النهضة الاثيوبي، بعد تمسك اديس ابابا بالموعد المحدد لعملية الملء الثانية في مطلع يوليو المقبل، في الوقت الذي ينظر الخبراء والمتابعين ادوارا اكثر فاعلية من المجتمع الدولي لنزع فتيل الانفجار، وخاصة بعد حرص السودان علي إبلاغ مبعوث الولايات المتحدة دونالد بوث علي آخر التطورات ووجهة نظر الخرطوم فيما يتعلق بعملية الملء الثانية والاضرار المتوقعة علي السودان . وتقدم السودان بوجهة نظره الخاصة لمناديب الاتحاد الاوربي في الخرطوم بالشرح اللازم للمشكلة ولم يجد سوى تطمينات لم تشف غليل الخرطوم والقاهرة لمواقف اكثر حرصا علي طرح حلول واقعية علي ارض الممكن
وحذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من المساس بمياه مصر وقال في تعليقه على تطورات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، : “نحن لا نهدد أحداً ولكن لا يستطيع أحد أخذ نقطة مياه من مصر وإلا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيلها أحد ومن يريد أن يجرب فليتفضل”،
ويأتي حديث السيسي بعد وقت قليل من تصريحات المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي إن بلاده أبلغت المبعوث الأميركي للسودان، دونالد بوث بمضي إثيوبيا في عملية الملء الثاني لسد النهضة وإنها جزء من عملية بناء سد النهضة،
وأوضح مفتي خلال المؤتمر الصحفي الدوري، للخارجية الإثيوبية أمس أن نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ووزير الخارجية دمقي مكونين أجرى محادثات ناجحة مع المبعوث الأميركي تناولت فرص مساهمة الولايات المتحدة في دفع عملية مفاوضات سد النهضة المتعثرة وفقاً لإعلان المبادئ الموقع بين البلدان الثلاث، وقال إن مكونين أطلع كذلك المبعوث الأميركي على حاجة إثيوبيا في الاستفادة من مواردها للتنمية وإن أكثر من 60 بالمائة من الإثيوبيين لا يحصلون على الكهرباء وقال مفتي إن مكونين أكد للمبعوث الأمريكي التزام إثيوبيا بالقوانين الدولية المنظمة للأنهار العابرة وعدم إلحاق أي ضرر بدول المصب جراء بناء سد النهضة، وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الإثيوبية، إن “حل الخلافات يجب أن يكون بالمفاوضات، وأي تغيير في آليات المفاوضات يجب أن يكون حسب إعلان المبادئ”، على حد تعبيره.
ويتمسك السودان ومصر بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وحذرا من النهج الأحادي وفرض سياسة الأمر الواقع
ويري دكتور محمد الامين سنهوري ان التاثير سوف يكون صعبا علي السودان وخاصة قاطني القرى من حول النيل الازرق بداية من سد الرصيرص وما يعادل حوالي 20 مليون نسمة وعملية الملء يمنع تلك المناطق من جريان النيل الازرق لفترة شهرين مما يتسبب في سحب المياه الجوفية لتلافي العطش
ويتبقى خياران أمام مصر لمواجهة التداعيات السلبية المحتملة بحسب الأكاديمي المصري في تقرير لموقع ” الجزيرة نت”، انور حافظ ، الأول يصلح فقط خلال الفترة من بداية مارس الجاري حتى الأول من مايو المقبل، وهو يقوم على ضغط شعبي على الرباعية الدولية بأن يخرج المجتمع المصري أمام سفارات ومقرات هذه الدول والمنظمات في مصر، ويبدي غضبه واستياءه من تعامل العالم مع أسوأ مشكلة تواجهها بلاده.
وتوقع أن تبعث ورقة الضغط الشعبي تلك رسائل قوية إلى حكام ومسؤولي تلك الدول والمنظمات، مما يدفعهم للضغط على إثيوبيا، مشددًا على أنه من دون هذا الضغط لن تقوم هذه الدول والمنظمات بممارسة ضغوط على إثيوبيا.
وأضاف حافظ أن أميركا والبنك الدولي لو شاهدا ضجيجا بمصر سيقومان بالضغط على أديس أبابا خاصة وأنهما يمدانها بتكنولوجيا السد والتمويل وخطوط الكهرباء.
وقال حافظ إن الحل النهائي قد يكون عسكريًا ويتطلب أن يأتي حين تكون كمية المياه أمام سد النهضة أقل ما يمكن بحوالي 3.5 مليارات متر مكتب وسيكون ذلك من أول مايو/ إلى أول يوليو المقبلين، وهذان الشهران ستسمح خلالهما إثيوبيا بخروج كمية من المياه الموجودة حاليا حتى تتمكن من تجفيف المقطع الأوسط للسد وبحيرته والبناء عليه.
وأضاف أن هذه أفضل فرصة يتم فيها اللجوء لحل عسكري، مع ملاحظة أنه يجب إفراغ سد الروصيرص بالكامل قبل أي ضربة عسكرية حتى يتم تفريغ المياه الموجودة داخل سد النهضة دون أن يؤثر ذلك على سد الروصيرص
وهذا التصعيد والاتجاهات المتعددة في الخيار العسكري او الدبلوماسي يظل مرتبطا بحد كبير عن رغبة الولايات المتحدة والدول الاوربية التي تعمل علي تحقيق اهدافها وتحريض الدول الافريقية واستفزازها للعمل ضد مصالحها وبالتالي تصبح مهيأة للتصادم فيما بينها ، وبالتالي ان دورهم كوسيط يظل محاطا بالغموض لانهم في الاصل يبحثون عن تحقيق مصالحهم الخاصة بعيدا عن مصالح الشعوب الافريقية

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *