استراتيجيات د. عصام بطران*يكتب.. رمضان والهجرة العكسية !!

استراتيجيات
د. عصام بطران*يكتب..
رمضان والهجرة العكسية !!

الخرطوم/ اثير نيوز

– غابت عن الازقة والحواري رائحة “كوجان” و”عواسة” “الحلومر” مع اشتداد الضائقة المالية للسودانيين وتخلت غالبية البيوت السودانية حتى في القرى والارياف عن اعداد المشروب الرمضاني الشعبي الاول “بدون منافس” خلال شهر رمضان الكريم الا لاغراض التجارة بعد ان كان “الحلومر” تتبادله الاسر مجانا للمفاخرة من باب “الضواقة” و”نجاضة” الصنعة .. ان كانت بعض الاسر لم تزل حريصة على “الابري” حتى في ظل ما تعانيه من “مرارة” بدون “حلو” حيث بلغ سعر لفة “الحلومر” “الطرقة” مبلغ ٢٠٠ جنيه ..
– كان شهر رمضان الكريم موسم لقضاء اجازات المغتربين مع اهلهم بالسودان لدرجة تتصاعد فيها اسعار تذاكر السفر وتندر الحجوزات ذهابا وايابا من دول المهجر .. وسبحان مبدل الاحوال من حال الى حال انقطع “المغتربين” من العودة الى السودان في شهر رمضان وتلاشت ظاهرة ارسال الطرود الرمضانية المحملة بالمنتجات البلدية “اللوبيا، البليلة، الابري الابيض والاحمر، القنقليز، الكركدي، الرقاق …. وغيرها من “المطايب” التي يحبذها السودانيين في الشهر الكريم وخاصة الاسر السودانية بالمهجر ..
– تواعدت الاسر السودانية لصيام الشهر الكريم مع ابنائهم المغتربين في مصر وغيرها من دول الجوار بينها “انجمينا” و”جوبا” و”الرباط” وغيرها من العواصم .. وفي ذلك صرح القنصل المصري بالخرطوم ان تاشيرة الدخول للقاهرة دخلت السوق السوداء عبر السماسرة ووصلت قيمة التاشيرة ٤٠ مليون جنيه “بالقديم” رغم مجانية التاشيرة من القنصلية .. هذا خلاف فحص الكورونا الذي طرح ايضا في السوق السوداء لسرعة الحصول عليه املا في “المخارجة” قبل حلول شهر رمضان ..
– توجه خلال الايام الماضية ولا زال فيض من المسافرين يتوافدون الى مصر اذ بلغ عددهم اكثر من مليوني مسافر لقضاء شهر رمضان لهذا العام وبحوزة كل اسرة مبلغ يتراوح مابين الف دولار الى الف وخمسمائة دولار للاسرة المتوسطة بجملة مبالغ تصل الى مائتي مليون دولار اميركي تصرفها الاسر السودانية لقضاء الشهر المبارك في مصر وقد سهل فتح المعابر البرية بين البلدين السفر خلال العامين الماضيين ..
– الهجرة العكسية لقضاء شهر رمضان الكريم خارج السودان باتت من المطلوبات للعديد من الاسر السودانية في ظل اوضاع معيشية ضنكة وخدمات متردية وانقطاع مستمر في الكهرباء والمياه وغلاء فاحش في الاسعار ومكابدة في الحصول على الضروريات من السلع الاستراتيجية والاساسية .. غاب الازدحام المعهود في الطرقات والتقاطعات وعلى حواف الاسواق في عشية ثبوت هلال الشهر الكريم .. فهل عاد رمضان الخير على البلاد والناس يتكففون بعضهم الحافا .. وفي الحلق مرارة .. وفي النفس بؤس على ما الت اليه الاحوال المعيشية في السودان ؟؟ ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *