استفزازات قحت تخرج الإسلاميين من القمقم

الخرطوم: اثير نيوز
شهد شهر رمضان المعظم حراكاً لافتاً للتيار الإسلامي في السودان وذلك بعد عامين من السيطرة المطلقة لقوى الحرية والتغيير على المشهد السياسي. ونظم الإسلاميون عدد من الإفطارات الرمضانية تمت مطاردتها وملاحقة منظميها وكشفت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو عن دعم كبير تلقته شركات من تركيا ومصر واستلام جهات لمبالغ وصلت إلى 5 ملايين درهم لدعم الإفطارات إلا أن الحدث الأبرز كان هو وفاة الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن الذي شهد تشييع جنازته حشود ضخمة تلتها بيانات من قيادات إسلامية وعسكرية آثرت الصمت وأخطرها حديث محمد عطا المولى عباس المدير السابق لجهاز الأمن والمخابرات.

انقلاب قريب

أشار محمد عطا المولى إلى انقلاب قريب بجهد المخلصين المجاهدين الصادقين الصابرين، حسب قوله وقال ضابط الأمن في بيان من مقر اقامته في تركيا للتعزية في وفاة الزبير أحمد الحسن، إن دولة الظلم والبغي والطغيان في إشارة للانتقال الديمقراطي لن تدوم إلا ساعة زمان. وأضاف: (هي ماضية عن قريب بإذن الله وعونه وبجهد المخلصين المجاهدين الصادقين الصابرين، فابشروا وأبشروا فإن الفجر آتٍ آت، وهو قريب).

بعيد المنال

استبعد مراقبون ومحللون سياسيون حدوث انقلاب في الوقت الراهن وذلك بسبب تماسك المكون العسكري وحرصهم على إنجاح الفترة الإنتقالية والوصول بأمان لمحطة الإنتخابات ودللوا على ذلك بحديث البرهان وحميدتي في إفطار الإتحاديين وحرصهما على تماسك الجبهة الداخلية ومنع البلاد من الإنزلاق إلى هوة العنف والتوترات. وأضاف المراقبون بأن تنفيذ اتفاق السلام والإستعجال في تشكيل المجلس التشريعي من شأنه إضافة مزيد من التماسك بين مكونات حكومة الفترة الإنتقالية عسكريين ومدنيين وبالتالي تضمن البلاد قطع الطريق أمام الحالمين بالعودة للسلطة.

استفزاز الإسلاميين

وقال الخبراء أن استفزاز بعض قيادات قوى الحرية والتغيير للإسلاميين أسهم في تحريكهم بعد أن أمضوا عامين في صمت تام. وأضاف الخبراء أن ملاحقة الإسلاميين ووفاة بعض رموزهم داخل السجون ساعد على بث الروح في دواخلهم لتشهد الساحة السياسية محاولات لتنظيم الصفوف. وطالب الخبراء قوى الحرية والتغيير بضبط الخطاب الإعلامي حتى لا تحرك الإستفزازات مشاعر المكون الآخر ويجرف تيار الفوضى البلاد إلى ما لا يحمد عقباه.

هل نجح (البل)؟

يرى كثير من المراقبين أن عبارات (الحل في البل والدوس) التي يصر على إطلاقها بعض قيادات قوى الحرية والتغيير قد تجاوزتها المرحلة ويجب الحديث بعقلانية عن كيفية بناء الوطن ومواجهة الأزمات بعيداً عن التخدير والعبارات المستفزة. ويقول المراقبون: (بعد أن استمر البل لعامين على التوالي خرج الإسلاميون من قمقمهم إلى الشارع ونظموا الإفطارات وشيعوا موتاهم بمواكب مهيبة فهل نجح البل في اقصائهم عن المشهد السياسي في السودان؟). لكل هذا يجب الحديث بخطاب معتدل والإبتعاد عن التشنج والكراهية لأجل الوحدة ورتق النسيج الإجتماعي الذي ينادي به الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *