السلام هو الممثل الشرعي والوحيد للعدل

بقلم : الراحل المقيم الشريف زين العابدين الهندي
إن السلام إحساس غامر ينشأ من الشعور بالعدل والرضا بالعدالة. ومايتبعهما من الأمن والاستقرار النفسي والاطمئنان والسعادة والتمتع بالنسيج الإنساني بلا رعب ولا توجس ولا تضاريس والمضاء الي الإنسانية بلا فوارق أو حواجز والاندماج معها لديمومة كل هذا وستظل هذه رؤيا حبيبة ومبتغاة ونشيد كل العالمين علي الشفاه
ولكن طالما كانت مرتبطة بمقاييس العدل المجرد لا ما يدعيه الأقوياء فستظل هدفا نبيلا ودعوة خير لا يسهل الوصول اليها سريعا. لأن العدالة جزئيات دقيقة تجوس شرائحها في نفوس الأفراد والشعوب والبلدان كرقائق الإشعاع وخيوط الضياء وتلتحم في معارك دائمة مع الغرائز والرغبات والميول والأطماع والتعلات
العدالة ليست عنصرا قابلا للهزيمة ولكن قل ان يكتب لها النصر لذا فكان لها في كل زمان دولة ورجال ولها في كل مكان حرب سجال الي ان تلتقي الجزيئيات بالكل وتستحيل رقائق الإشعاع فجرا وتنسج خيوط الضياء اشراقا زاخرا لا يكون للعتمة في غمرته بد من افول اما كيف ومتي !؟ ذاك ما لايحتقبه الساعون في ذادهم فعليهم السعي حتي الموت وليس مشروطا بادراك النجاح!!
ليست هذه رؤيا طوباوية وليست نظرية بلا ساقين تشاهد بلا عيون وهي تقف علي حافة العالم الأثيري وليست غيبوبة إنصرافية تتراقص غيبة الجهاد المغيب انها رؤيةالحق لمعني السلام في مفهومه فان صدقت الرؤية مع النفس وطهرت النفس من علائق النفاق فإن العدل هو السلام ولا سلام بلا عدل إلا إذا كان السلام يعني المصافحة أو العناق غير الحميم ويختزل الحياة كلها في ” سلام عليكم وعليكم السلام” ثم يتضح أن الحياة أكبر من أن تختصر أي اختصار
اما ادا كان السلام هو المظهر العام للعدل والوجه الجميل جمالا هادئا منعشا للعدالة فهنا يمكن القطع بإجابة لتساؤل البشرية العتيق هل يعم السلام يوما ؟
لأن السلام عندما يكون هو الممثل الشرعي والوحيد للعدل تنفذ ركائزه الثلاث بهندسة العدالةكلجنة تنفيذية لتحقيق العدل
_ العدالة الاجتماعية
– العدالة الاقتصادية
_ العدالة السياسية.
ينتفي الظلم ممحوقا تماما وتنتفي وحدة التوازن التقليدي بكفتي العدل والظلم ويقطع لسان الظلم المتأرجح بينهما بلا ثبات حيث لا تربو إحداهما مستخفية بالاخري ولا تستضيف الأخري ثقلا عفويا تبادل أختها إستخفافا باثنين
بتنفيذ مرتكزات العدل الثلاث يتحول الميزان إلي جهاز استشعار حساس ودقيق له مؤشر ضوئي خاطف وكفته واحدة مصوغة من معدن الرضي ووحدة القياس مزدوجة الهيكلة من عنصري الحق والواجب هنا فقط يكون المجد لله وحده وبالناس المسرة وعلي الارض السلام بعيد المنال عصي الطريق شاق المسيرة ولكنه الهدف الإنساني
إن العدل لايتسول عاريا وإنما هو ينتظر في صمت أصحاب ” الحقوق” ليؤدوا واجبهم فيجدوه بينهم يرتدي عباءة السلام شاملة وسابقة وكاملة وقشيبة تزهو بألوان الحياة …
إنه يأنف من ارتداء الخرق الممزقة
ويعف عن لبس المرقعات
حتي لو جهد مصمموا الأزياء في تزويقها ويظل في صمته مسبحا
اللهم أنت السلام
ومنك السلام
وإليك يعود السلام
الشريف زين العابدين الهندي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *