الطيب عبدالماجد يكتب: سنة تانية ثورة

 ….

أقدر كل أزماتنا الحالية والتي وصلت مرحلة من التجذر بحيث باتت تحتاج الى جراحة بعيدًا عن البنادول ومخفضات الحرارة ..

لكن ورغم كل هذا الجراحات نجد أن هذا الشعب قد استطاع وعبر ثورته الباذخة أن يحقق كثير من الحرية ….!! وقليل من العدالة …..!!! وبعض سلام … !!
والثورات حالة تراكمية لاينتهي فيها العطاء بمراسم الوصول …!!

وهسا بكره دي لو إختفت صفوف الخبز ..وتلاشت مواكب البنزين …وتوفرت معينات الحياة بشرط ان لاتتحدث في أمر الحكم …!! ولا تنتقد اوضاع النظام ….وما تقول ( بغم ) .. …..!!
وقتها ستكون الرغيفة بطعم الحنظل …..!! والبنزين حيحرقنا …!!

وهذا ليس بأي حال من الأحوال هو تبني للفرضيات الراتبة والمقولات المأثورة على شاكلة ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان …!!
وأنا أعلم علم اليقين أنه بدون الخبز سيموت الإنسان

لكن المقولة الأسمى والأوقع والأحق ….
هي أننا نريد ( الخبز والبنزين والحرية ) مع بعض

مالنا ما بنستاهلم ….!!؟ ولا أكبر مننا ….!!

شعب عظيم زي دا …حضارة وتاريخ وإرث بغض النظر عن سلوك البعض ودون الأخذ في الإعتبار تأثيرات العولمة والتيارات الثقافية الدخيلة فالحديث هنا عن الأصل والمنبت …..!!
وعمرها الشعوب التي تمتلك حضارة لاتنزلق انزلاق جماعي ….!!!

وبالتالي قصة المفاضلة بين الأكل والشراب من.جهة والحرية والسلام من جهة هذه مقاربات بائسة لاتشبهنا كشعب حر …..!! ولا تعنينا كباحثين عن الكرامة …وإذا غامرت في شرف مروم فلانقنع بما دون النجوم

يعني رغيف متوفر وبنزين متاح ومادون ذلك لا تتدخل إلا يكون عندك ( password ) …..!!
لا شكراً ….!!
نحن لسنا قطيع …..!!
ديل بقيفو ليهم ( صف ) والحرية بتقيف ليها( روح ) ….!!✌️

ومايحدث الآن من اختلالات لايعني بالضرورة أن الحكومة الحالية مبرأة بل هي مسؤولة بشكل مباشر عن هذا التردي …..غلاء طاحن …ونظام صحي متداعي و إرتباك في المنظومة التعليمية والكتاب المدرسي وهذه كلها خطوط حمراء …!!
ولكن على أقل تقدير تستطيع أن تقول ذلك وبالفم المليان وانتقادها علنًا بل وبالإمكان حتى تغييرها عبر الوسائل القانونية والدستورية … …وهذا ما كان يتحقق لولا هذه الثورة …!!

لذلك يجب التفريق بين الثورة والحكومة …!!
بين التحول والتغول ….!! وبين النظرية والتطبيق

الثورة هي التي جاءت بالحكومة وليس العكس لذلك اسمها حكومة الثورة …وليست ثورة الحكومة

الثورات ثوابت ….!! ومعطياتها متغيرات

فليحدث ما يحدث هذه كلها افرازات ثورة وتبعات زلزال غير وجه السودان ….!! ومن الطبيعي حدوث ذلك وبالتالي يجب ان نتهيأ لظهور كل شيئ سواء كان متوقع أو حتى غير متوقع ….ولا استثني ( المسيح الدجال ) …..!

لذلك إما صمود بشرف أو تراجع بهزيمة ….!!

يجب أن نعي أدوات تماسك الثوارت بشكل جيد والتي تتمثل في وحدة الصف والقراءة المتأنية للواقع والتعاطي الموضوعي مع الحدث …!!
فبعد انتهاء فترات المواجهة في الشوارع تبدا مرحلة التطبيق في الغرف المغلقة
وتبقى اللعبة أشبه بالشطرنج ( تقدم ومربعات )
لهم جنودهم ولك جنود ….!! والحريف من يتحرك بشكل مدروس ووعي وذكاء وكش ملك ….لكن اذا نالوا من (جنودك ) وجردوك من (الرخ ) وكسروا (الطابية ) ….بخلوك في السهلة …!!

وينبغي كذلك أن نقرأ التاريخ الحديث والقديم بصورة عميقة لان التاريخ وجد أصلاً لأخذ العظة والعبرة والدروس ويجب أن نجدد دوما الثقة في أنفسنا ……!! فهي الزاد والوقود ……!!

وأن نعلم ان الأسوأ لم يأت بعد …..!!!
ولكن في المقابل فالأجمل أيضا لم يأت بعد ….!

الحياة لاتخرج من ماضى وحاضر ومستقبل الماضي ولى ولن يعود …!! والمستقبل في علم الغيب
ليبقى الحاضر هو الحقيقة الوحيدة الملموسة التي يجب ان نتعامل معها …
لكن أن نقف بين محطة الأسف على أيام مضت والحسرة على قادم لم يأت بعد …!!
فاننا دون شك سنفقد البوصلة …واستسلمنا للإحباط لأننا فقدنا التعامل مع الحاضر وهو الوحيد المتاح بين أيدينا …!!
فما ذهب ولن يعود …!! وما ينتظرنا غائب غير معلوم …!! والجفلن خلهن أقرع الواقفات …!!
والإحباط هو أفيون التقدم
ومن قال لا حلاوة من غير نار ….فقد صدق …..!!

هذه الثورة خلقت لتبقى ….أو لا ( نبقى ) ….!!
تتعثر …( ممكن )….!!
تتعطل …( يجوز ) …!!
تتشتت …( هذا يحدث ) ….!!!
تمرض …( هي معرضة لذلك ) …..!!

لكنها …لا تموت …..!!!

ما ح ( نقرضها ) بي عيشة
( والراء يجوز فيها الرفع والكسر )
ولن نحرقها بجالون بنزين ….!!
تجاري كان ولا عادي ..

ولن نتركها لسماسرة الثورات ليعرضوها في سوق الحرامية …
وفق مواصفات …!!
ثورة ماشة سنتين …!! قابلة للتجديد ..
فل اوبشن ..بتاكل بنزين ….المكنة كويسة
و فيها مشاكل بين الورثة ….!

عفوًا فالثورة ليست للبيع …!!

دايرين عيشة وبنزين حرية سلام وعدالة …كلهم مع بعض

ديل ما بوزنوهم بالكيلو …ديل ( بوزنو ) بلد
ومابشتروهم بالدولار …!! فقد دفعوا فيهم دم …!

عشرات حبابك سلامات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *