من أعلي المنصة .. ياسر الفادني .. لعبة كراسي وبنابر وصناديق بييسي !

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

لعبة كراسي وبنابر وصناديق بييسي !

أنا حقيقة أستغرب أشد الإستغراب للأصوات العالية التي تخرج ممن هم في صلب الحكومة الإنتقالية قدحا ونقدا ، الاصوات التي نالت استحقاقها بموجب الوثيقة الدستورية التي راحت (شمار في مرقة) ومنها من هم نالوا استحقاق السلطة بموجب إتفاقية سلام جوبا تلك الإتفاقية التي لم تنفذ معظم بنودها إلا القليل وسوف تلحق بحجوة (أم ضبيبة) كما لحقت الأخريات ، التصريحات التي نسمعها هنا وهناك من بعض السياسين والكمردات قدحا ونقدا في حكومة هم فيها تذكرني بالذي يسيء إلي بيته الذي يسكن فيه وتذكرني بالمصفي الصغير الذي ينتقد الغرابيل !

التصريحات التي ظهرت في المشهد السياسي الآن ومن قبل فترة نقدا في حكومة أصلا هم فيها إن كانت من نافذين في المكون العسكري أو من في كتلة الحرية والتغيير الذين كانوا يوما جزاءا منها و أبعدوا أو ذهبوا مغاضبين أو إن كانت من الكمردات ، أعتقد هي محاولة لتلميع أنفسهم أمام الشعب ووصف أنفسهم بأنهم هم الذين يسيرون في الإتجاه الصحيح وغيرهم يسير في الطريق الخطأ ، ومحاولة لركوب مطية جديدة تكون مقبولة للشعب إن انقلبت أعاليها اسافلها في يوم ما ، وهي محاولة لقيادة مركب للنجاة إن فاض الماء وابتلعته الأرض مرة أخري وهي لمعان زائف يظهر علي جوانب براميل القمامة

يجب علي الذين يظهرون الصوت العالي في المنابر العامة أن يفهموا أن مايقولونه الآن هو صوت منخفض جدا لدي المواطن الذي مل منهج السواقة خلاءا ، وصوت يكاد لايسمع وإن سمع يكون مكانا للاستهجان ، إذن نحن نشاهد الآن في خشبة المسرح السياسي مسرحية المتشاكسون ، تشاكس داخل أجهزة السلطة وزير ينفي استلام أموال مستردة من تركة النظام السابق ولجنة تؤكد أنها سلمت ولا نعرف حتي الآن من استلم ومن الذي سلم ، جولات ماكوكية لوزيرة خارجيتنا تذهب هناك وهناك ولا تطور في علاقاتنا الخارجية وكلما تذهب لدولة تأتي بعطية مزين..

اقول للذين دخلوا هذه الحكومة واصبحوا جزءا لا يتجزأ منها كونوا شجعان إن اعجبكم شييء صفقوا له وادعموه طالما يصب إيجابا في خانة الوطن وإن رايتم اخطاء فانقدوها وان كثرت ولم يسمع كلامكم فاتركوا الحكم وقدموا استقالاتكم وابعدوا و كونوا طرفا معارضا لكن منهج (الشرك والمحاحاة) في المنظومة السياسية لا يجدي..

الوضع السياسي الآن ظهرت فيه أماكن ومقاعد مختلفة فيه من يجلسون علي الكراسي وفيه من يجلسون علي البنابر وفيه من يأخذ صندوق بيبسي ويضعه رأسا علي عقب ويقعد فيه! وهنالك اخرون يجلسون فوق الحائط ينتظرون( التليب) ! إذن نحن الآن نشاهد لعبة الكراسي ولعبة البنابر ولعبة صناديق البيبسي ، يحكي أن رجلا يحضر في حفلة وهو جالس علي كرسي وأصابته الهاشمية من جراء الموسيقي الطروبة وغناء الفنان حماسا، ترك الرجل كرسيه( ليعرض) في الحلقة أمام الجمهور ويبشر وعندما أتي إلي كرسيه راجعا وجد أن احدا جلس عليه ، غضب صاحبنا و(زعل) وقال : (يعني الواحد مايبشر ؟) هذا حالنا فمتي يتغير هذا الحال ؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *